اعتقال إثنين من عناصر "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد ومحاولات لتطويق الخلاف في المخيم..

مصادر رفيعة تنفي حقيقة وصول مجموعة كبيرة من المنشقين عن "فتح الإنتفاضة" إلى لبنان، وتقول إن عددهم 15 عنصراً كانوا قد قرروا مغادرة لبنان..

اعتقال إثنين من عناصر
أفادت وكالات الأنباء أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني باشرت التحقيق مع إثنين من عناصر مجموعة وصفت بأنها "ذات ميول تكفيرية" في مخيمي نهر البارد والبداوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وحظي الموضوع باهتمام واسع بعد تسرب معلومات تشير إلى أن عشرات من المجموعة تسللوا إلى لبنان، ما دفع إلى التنسيق اللبناني الفلسطيني خشية المس بالإستقرار في لبنان في الأجواء الاحتقان السائدة، وفي الوقت نفسه إلى تنسيق فلسطيني فلسطيني خشية وقوع مواجهات في داخل مخيم نهر البارد.

وعلم أن المعتقلين هما؛ حسام محمد الصيام المعروف بـ"أبو محمد السوري" (سوري الجنسية)، ومحمد صالح سالم (سعودي الجنسية)، وقد اعترفا بأنهما وصلا مخيم البداوي خلال الحرب الأخيرة على لبنان في تموز/يوليو الماضي.

وصرح قيادي فلسطيني من مخيم نهر البارد لصحيفة "الحياة" أن عناصر هذه المجموعة قد دخلوا المخيم بزعم أنهم من تنظيم "فتح الإنتفاضة" وهم من جنسيات مختلفة. وأضاف أن سكان المخيم لاحظوا توافد شباب غرباء عنهم خلال حرب تموز إلى مكاتب "فتح – الانتفاضة"، ولم يحتكوا بأحد، وأثار الوافدون الجدد الريبة بين السكان وبقية الفصائل الفلسطينية، لجهة مظهرهم وتعاملهم مع المحيطين بهم، وهم "ذوو ميول تكفيرية" ظهرت بوضوح أكثر عند تعاطيهم مع تنظيم "جند الشام".

وقد دهمت القوة الأمنية المشتركة في المخيم أحد المنازل للسؤال عن أفراد المجموعة فاشتبك بعضهم معها، وأدى الإشتباك إلى مقتل ماهر عبد الهادي بفعل المداهمة، وتم اعتقال صيام وسالم. وعلم أن المجموعة أعلنت عن اسم لها هو "فتح الإسلام"، وسيطرت منذ ثلاثة أيام على مراكز "فتح الإنتفاضة" في مخيم نهر البارد.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان خالد عارف أن عدد عناصر «فتح الإسلام» هو نحو 200 مسلح، بينهم فلسطينيون ولبنانيون ومن جنسيات عربية أخرى، وأنهم انشقوا عن "فتح – الانتفاضة"، مشيراً إلى أن بعضهم كان في مخيمات بيروت لكن نقطة الثقل الرئيسة هي في مخيم نهر البارد.

وأضاف أن هناك تنسيقاً ايجابياً بين الفصائل الفلسطينية كافة لمعالجة هذه الظاهرة. وأوضح مسؤول فلسطيني أن اتصالات تجرى على أعلى المستويات في هذا الصدد بعضها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وفي المقابل قالت "السفير" إنه تم حسم خيار المواجهة العسكرية لصالح خيار التسوية بين الفصائل الفلسطينية و"فتح الإسلام" على خلفية سيطرة الأخيرة على مراكز "فتح الإنتفاضة".

ونقلت السفير عن مصادر وصفت بأنها رفيعة المستوى أن مجموعة من المنشقين عن "فتح الانتفاضة" وصلت إلى مخيم البارد والتحقت بـ"فتح الإسلام"، مشيرة إلى أن عدد أفراد المجموعة يتراوح بين 15 و20 شخصاً، وقد تم تخييرهم في مخيم برج البراجنة بين البقاء وعدم الاتصال أو التنسيق مع فتح الإسلام أو الرحيل فقرروا المغادرة، نافية صحة ما يتردد من معلومات عن أن المجموعة التي وصلت إلى البارد عددها يفوق ال50 مقاتلاً، معتبرة أن ذلك يصب في خانة التهويل الإعلامي لغايات ومآرب سياسية داخلية ومحلية.

ومن جهتها نفت مصادر مقربة من "فتح الإسلام" ما تردد عن وصول مقاتلين إلى مخيم البارد، معتبرة أن مثل هذه المعلومات تندرج في إطار الحرب الإعلامية.

التعليقات