البيان الختامي لقمة دمشق يقر المبادرة العربية كإطار لحل الأزمة اللبنانية..

اختتمت القمة العربية التي عقدت في دمشق أعمالها اليوم الأحد وذلك بعد جلسة ختامية أعلن فيها البيان الختامي للقمة والذي سمي بـ«إعلان دمشق».

البيان الختامي لقمة دمشق يقر المبادرة العربية كإطار لحل الأزمة اللبنانية..
اختتمت القمة العربية التي عقدت في دمشق أعمالها اليوم الأحد وذلك بعد جلسة ختامية أعلن فيها البيان الختامي للقمة والذي سمي بـ«إعلان دمشق». وأقر البيان الختامي دعم المبادرة اليمنية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بحيث يكلف نائب الرئيس اليمني بمواصلة جهوده لعقد المصالحة بين الأطراف الفلسطينية. فيما أكد البيان الختامي على اعتبار المبادرة العربية إطارا لتجاوز الأزمة اللبنانية.

كما اعتبر البيان الختامي أن استمرار الجانب العربي في طرح المبادرة العربية منوط بتطبيق إسرائيل لالتزاماتها. وقال البيان إن "استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها في إطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام في المنطقة." وأضاف البيان الذي قرأه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ان رؤساء الدول العربية قرروا "القيام باجراء تقييم ومراجعة للإستراتيجية العربية ولخطة التحرك إزاء مسار جهود عملية السلام."

وكانت المبادرة العربية قد أقرت في قمة بيروت عام 2002 وتم التأكيد عليها في قمة قمة الرياض العام الماضي. وفي الشأن العراقي دعا القادة العرب العراقيين إلى وقف إراقة الدماء واعتماد الحوار للوصول إلى مصالحة حقيقية شاملة.

وبشأن الأزمة اللبنانية قال البيان إن الزعماء العرب يقفون إلى جانب المبادرة العربية التي تعترف بالعماد ميشال سليمان كمرشح توافقي لكل اللبنانيين. وأضاف: أن الزعماء العرب يعلنون "التمسك بالمبادرة العربية لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته ودعم جهود الأمين العام لتشجيع الأطراف اللبنانية على التوافق فيما بينها لتجاوز هذه الأزمة بما يصون أمن ووحدة واستقرار لبنان وازدهاره."

وفي نهاية الجلسة أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدوحة ستستضيف القمة المقبلة بدلا من الصومال التي تشهد أوضاعا غير مستقرة.

وقد تناول القادة العرب في جلسة مساء أمس المغلقة ملف العلاقات العربية وبحثوا عدة قضايا منها جهود المصالحة بين فتح وحماس، والوضع في العراق، وفي هذا الشأن ودعوا إلى وقف أعمال العنف والاقتتال الطائفي ودعموا جهود المصالحة الوطنية. الأمر الذي سجل عليه رئيس الوفد العراقي تحفظا وأشار إلى أن البيان تجاهل «لجهود الحكومة العراقية في كبح جماح العنف».

فينما تركزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في القضايا والمشاكل التي تواجه الوطن العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ببعديها الصراع مع إسرائيل والانقسام الداخلي الفلسطيني، وكذلك الأزمة اللبنانية، والوضع في العراق، وأزمة دارفور في السودان، والصراع الدائر في الصومال. كما أولى المتحدثون أهمية كبيرة للعلاقات العربية البينية، وما تشهده من توتر غير مسبوق.

وحول الخلافات العربية وبالرغم من عدم حضور قادة السعودية ومصر والأردن دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التسامي فوق الخلافات، وأكد استعداد بلاده للتعاون مع أي جهة عربية أو غير عربية لإيجاد حل للأزمة اللبنانية شريطة أن يتلاءم مع التوافق الوطني اللبناني، كما أكد حرص بلاده على استقرار العراق.
من جانبه حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من أن العرب قد يتخذون قرارا "مؤلما" بخصوص عملية السلام، إن واصلت إسرائيل تنكرها لكل اتفاقيات السلام التي يتم التوصل إليها.

كما برزت في الجلسة الافتتاحية كلمة الرئيس الليبي معمر القذافي الذي تحدث بصراحته المعهودة حول الخلافات العربية، مجددا طرحه لمشروع الدولة الواحدة في فلسطين. وحذر معمر القذافي في كلمته القادة العرب من أن ينتهي بهم المطاف على غرار الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي كان مصيره الإعدام بعد الإطاحة به في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وقوبلت تصريحاته بالضحك في قاعة الجلسات. واتهم القادة بالتآمر على بعض. كما وجه إليهم نقدا لاذعا بسبب عدم مطالبتهم بفتح تحقيق دولي في ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ظروف مجهولة.

وكان موسى قد قال في الجلسة الافتتاحية إن القمة تنعقد في ظل اضطراب في العلاقات العربية وخلل في الوضع الاقليمي، مضيفا إن الدول العربية تعاني من ازمة ثقة.
من جانبه وجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انتقادات حادة إلى اسرائيل واتهمها بتقويض مفاوضات السلام ببناء مزيد من المستوطنات. كما حث عباس، خلال خطابه أمام القمة العربية الدول العربية على ارسال قوات لحماية الفلسطينيين. وتحدث عباس بلهجة متشائمة غير معهودة حول مباحثات السلام التي يجريها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني، والتي بدأت في ديسمبر/ كانون الاول الماضي، بعد لقاء أنابوليس وما زالت متعثرة.


.

التعليقات