مقتل 15 شخصا وإصابة 40 آخرين في بيروت وعكار..

مقتل 5 أشخاص خلال تشييع جنازة في بيروت بعد فترة هدوء منذ ساعات الصباح * مقتل 10 في اشتباكات بين عناصر تيار المستقبل وعناصر الحزب القومي السوري الاجتماعي في عكار..

مقتل 15 شخصا وإصابة 40 آخرين في بيروت وعكار..
قتل 6 أشخاص وأصيب 20 آخرون، ظهر اليوم السبت، في إطلاق نار في منطقة طريق الجديدة في بيروت أثناء تشييع جنازة، كما قتل 10 أشخاص في حلبا في منطقة عكار.

وأفادت وكالات الأنباء أن النيران قد أطلقت من سيارة مارة، غادرت المكان بسرعة، باتجاه مشيعي جنازة أحد ضحايا الاشتباكات الدامية. وتضاربت الأنباء حول هوية مطلقي النار والأسباب وراء ذلك.

وأفاد مراسل الجزيرة في بيروت في نبأ لاحق أن قوات الجيش اللبناني قد اعتقلت مطلق النار، وقامت بتسليمه للشرطة العسكرية.

وكان قد ساد الهدوء الحذر شوارع بيروت منذ صباح اليوم، السبت، في حين تواصل قوات الجيش اللبناني انتشارها بكثافة في أنحاء مختلفة من العاصمة اللبنانية.

وكان الجيش اللبناني قد أحكم سيطرته أمس على بيروت بعدما تسلم المراكز التي كان يسيطر عليها الموالون للحكومة، في حين أتمت المعارضة سيطرتها على الجزء الأكبر من المناطق التي تتمركز فيها القوى الموالية للحكومة اللبنانية في الشطر الغربي من العاصمة حيث تركزت المواجهات خلال الأيام الثلاثة.

ونظم صحافيون اعتصاما احتجاجيا أمام مبنى تلفزيون المستقبل تضامنا مع المؤسسات الإعلامية بشكل عام، و"المستقبل" بوجه خاص.

وبينما تعيش بيروت حالة شبه طبيعية، فقد وردت أنباء عن وقوع اشتباكات في منطقة عكار، شمال لبنان، بين عناصر من تيار المستقبل، وعناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي.

وأشارت التقارير إلى أن الاشتباكات بالأسلحة النارية أدت إلى مقتل 10 أشخاص في حلبا، وأصيب أكثر من 20 آخرين.

وكانت قد أشارت تقارير أمنية لبنانية سابقة، صباح اليوم، إلى مقتل 18 لبنانيا وإصابة 54 آخرين، وذلك في الاشتباكات التي وقعت في الأيام الثلاثة الماضية. ويرتفع بذلك عدد القتلى إلى 35 شخصا على الاقل.
إلى ذلك أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون غدا الأحد اجتماعا طارئا بمقر الجامعة في القاهرة، للتباحث في سبل احتواء الموقف في لبنان.

وقال إنه يجري اتصالات مع كافة أطراف النزاع في لبنان. وكان موسى قد قطع زيارته للولايات المتحدة وعاد إلى القاهرة بهدف إيجاد تحرك عربي لوقف التدهور في المأزق السياسي بهذا البلد.

وقد أعربت العديد من الدول العربية عن تأييدها لعقد الاجتماع، وإن سارع بعضها إلى تحميل حزب الله مسؤولية تفجر الوضع في لبنان كما فعلت القاهرة التي اتهمت الحزب بتنفيذ أجندة إيرانية عبر فرض سيطرته بقوة السلاح على بيروت.

كما أعلنت كل من السعودية والأردن والكويت تأييدها لعقد الاجتماع الوزاري العربي، بينما اعتبرت سوريا التطورات في لبنان شأنا داخليا، وشاركت قطر الآمال بأن يتمكن اللبنانيون من تجاوز المأزق الحالي الذي يمر به بلادهم عبر الحوار وبما يضمن كرامة وسيادة لبنان واللبنانيين.

هاجم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة حزب الله بشدة، واعتبر ان ما يجري في بيروت هو انقلاب على السلطة، كما طرح على حزب الله مبادرة من عدة بنود في سبيل الخروج من المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع في البلاد، وأدى إلى مقتل 25 شخصا وإصابة عشرات آخرين في اشتباكات استمرت ثلاثة أيام بين أنصار المعارضة والموالاة.

وقال السنيورة في مبادرته أن القرارين المثيرين للجدل واللذين تسببا في تفجر الوضع مؤخرا والمتعلقين بشبكة اتصالات حزب الله، "لم تصدرهما الحكومة بعد" وأنهما أصبحا في عهدة رئاسة الجيش اللبناني للبت فيهما.

ودعا في خطاب تلفزيوني حزب الله إلى سحب مسلحيه فورا من الشوارع وإنهاء كافة مظاهر التسلح وإزالة الاعتصام، وإعادة الحياة في بيروت إلى طبيعتها.

وفي هذا السياق اتهم السنيورة الجيش اللبناني بأنه قصر في مهمته، مشيرا إلى أنه طلب من الجيش في السابق التحرك لنزع كافة مظاهر التسلح من الشوارع، وفض الاعتصامات وإزالة الخيام من وسط بيروت لإعادة الحياة إلى طبيعتها، "لكن الجيش لم ينفذ مطالب الحكومة".

وقال إنه يجدد مطالبه هذه من الجيش، بما فيها فتح جميع الطرق ومن ضمنها الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري.

وتضمنت مبادرة السنيورة أن يتولى الجيش اللبناني والقوات اللبنانية وحدها حماية المؤسسات والشوارع في لبنان، "وعليه فإن تواجد أي مسلح خارج المؤسسة العسكرية اللبنانية في الشوارع اللبنانية اعتبارا من هذه اللحظة يعتبر مخالفا للقانون".

ووفقا لمبادرة السنيورة فإن الدائرة الانتخابية المقبلة هي القضاء، مع ترك بحث بقية التفاصيل لمجلس النواب، كما دعا إلى الاتفاق على رئيس توافقي للبلاد تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفيما يتعلق بسلاح حزب الله أكد السنيورة أن هذا الموضوع -بعد التطورات الأخيرة- لن يسكت عليه، وأصبح لا بد من طرحه للنقاش والبحث بين كافة اللبنانيين، نافيا أن تكون الحكومة اللبنانية قد طرحت أنها تريد نزع سلاح حزب الله.

وأقر بأن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على إدارة الحوار فيما بينهم، لذلك دعا أطراف النزاع للاتفاق فيما بينها على طرف محايد يتولى إدارة الحوار وصولا إلى إنهاء الأزمة السياسية المحتدمة منذ أشهر طويلة.

ودعا السنيورة جميع اللبنانيين للوقوف دقيقة صمت ظهر غد الأحد تعبيرا عن الندم والأسف للتطورات الأخيرة التي وصلت إليها الأمور في بلدهم، وتعبيرا عن الحزن على الضحايا الذين سقطوا خلال الأيام الماضية.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية قد حمل في بداية خطابه حزب الله والمعارضة مسؤولية هذا التدهور، مشيرا إلى أن المعارضة هي التي أفشلت الحوار والمبادرات، وأن حزب الله أراد فرض رؤيته المتعلقة بسياسة لبنان الخارجية على أجندة الدولة، وأراد التفرد فيما يتعلق بقرار الحرب مع إسرائيل.

وقال السنيورة إنه بعد الأحداث الأخيرة فإن مشكلة حزب الله لم تعد مع الحكومة اللبنانية فحسب، وإنما مع الشعب اللبناني أيضا، متهما إياه بتدبير انقلاب مسلح على لبنان وأمنه وديمقراطيته وسلم أهله، وأنه استباح حرمة الأحياء والمؤسسات اللبنانية

التعليقات