ردود فعل غاضبة على الصواريخ الروسية؛ وسورية تنفي..

مسؤول أمريكي: الأسد لا ينبغي أن يتدخل في شؤون لا تعنيه كجورجيا». وأضاف «نقترح على سوريا الاهتمام بشؤونها في الشرق الأوسط ولعب دور رئيسي لإحلال السلام في المنطقة».

 ردود فعل غاضبة على الصواريخ الروسية؛ وسورية تنفي..
أثارت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا، ودعمه للموقف الروسي في أزمة القوقاز، واحتمال إبرام صفقات سلاح بين روسيا وسوريا حفيظة إسرائيل والولايات المتحدة وشن عدد من المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين هجوما شديدا على سوريا. فيما نفت سوريا ما تردد في وسائل الإعلام حول موافقتها على نشر درع صاروخية روسية على الأراضي السورية.

ونقلت وكالة سانا لأنباء عن مصدر سوري مسؤول قوله إنه لا صحة لما تروجه بعض وسائل الإعلام بأن سورية وافقت على نشر صواريخ اسكندر فوق أراضيها. وأضاف المصدر أن هذا الموضوع لم يطرح إطلاقا أثناء محادثات القمة بين الرئيسين بشار الأسد وديمتري مدفيديف.

وكانت صحف روسية قد ذكرت أن الرئيس السوري لا يمانع على نشر صواريخ روسية على الأأراضي السورية وأن ستتعامل مع الطلب بإيجابية إذا ما جاء من روسيا.

ونقلت القناة التلفزيونية العاشرة الإسرائيلية عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن «الأسد لا ينبغي أن يتدخل في شؤون لا تعنيه كجورجيا». وأضاف «نقترح على سوريا الاهتمام بشؤونها في الشرق الأوسط ولعب دور رئيسي لإحلال السلام في المنطقة». وتابع قائلا« هذا هو إثبات آخر على ان الاسد يختار مرة أخرى الخيارات غير الصائبة».

وفي الجانب الإسرائيلي استبق رئيس الوزراء إيهود أولمرت وصول الرئيس الأسد وأجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي مدفيديف وحثه على عدم إبرام صفقات سلاح مع سوريا، وحاول التخفيف من آثار الدور الإسرائيلي في جورجيا، وتعهد له بوقف كافة صادرات السلاح إلى جورجيا.

من جانبه قال وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل «تتابع عن كثب تداعيات زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، وخاصة المفاوضات حول التزود بوسائل قتالية نوعية لتحسين قدرات الجيش السوري». وكانت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني قد حثت في وقت سابق روسيا على عدم إبرام صفقات سلاح مع روسيا. وقالت إن «هناك هدف مشترك لروسيا وإسرائيل بأن لا تحصل سوريا على صواريخ بعيدة المدى».

وتوالت ردود الفعل الإسرائيلية على زيارة الرئيس السوري، وقال وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم(ليكود): "يجب أن تطالب إسرائيل روسيا بعدم تسليح أعداء إسرائيل. فتسليح سوريا سيقود إلى تغيير استراتيجي في الشرق الأوسط، الأمر الذي من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة والعالم بأسره".

وقال عضو الكنيست يوفال شطاينس(ليكود): " على إسرائيل وقف كافة الاتصالات مع سوريا بشكل فوري لأن المفوضات مع دمشق تسهل عليها الحصول على سلاح. يعتبر نشر الصواريخ تهديدا خطيرا على إسرائيل وعلى العالم. وإذا اصر الروس رغم ذلك على تسليح سوريا يجب أن نوضح لهم أننا سنزيل كافة العوائق أمام بيع السلاح الإسرائيلي للدول المحيطة بروسيا".

عضو الكنيست أفشالوم فيلان ميرتس(ميرتس) أدلى بدلوه أيضا وقال: طلب الأسد نشر صواريخ روسية في سوريا هو نوع من الاستفزاز الذي لا حاجة له. خطوة من هذا النوع من شأنها أن تضر بمحادثات السلام مع إسرائيل لهذا هي خاطئة بل تعيسة".

وذكرت صحيفة هآرتس أن التقديرات الإسرائيلية الرسمية تفيد بأنه لا توجد أزمة في العلاقات بين إسرائيل وروسيا، وأشاروا إلى أن المحادثة الهاتفية بين رئيس الوزراء، إيهود أولمرت والرئيس الروسي مدفيديف يوم أول أمس، الأربعاء، هي دليل على أنه على ضوء التوتر بين روسيا والغرب لم تنتج أزمة في العلاقات مع إسرائيل. وقد حث أولمرت الرئيس الروسي على الامتناع عن عقد صفقات مع سوريا «تخل بالتوازن القائم»، وخاصة صواريخ «أس300» و «أس-إي10».

من جانبه أشار وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، يوم أمس، إلى إن روسيا تميل للاستجابة لطلب سوريا التزود بالسلاح المتطور، وقال: " نحن على استعداد لدراسة طلبات من الجانب السوري لشراء مزيد من الأسلحة". وأشار إلى أن بلاده ستبيع سوريا فقط «أسلحة دفاعية».
وقد تناولت مباحثات القمة السورية الروسية في سوتشي العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين إضافة إلى العلاقات الثنائية بينهما.

وتطرقت المباحثات إلى عملية السلام في الشرق الأوسط والدعم الروسي لها مع التأكيد على حق سورية في استرجاع الجولان المحتل حيث عبر الجانب الروسي عن دعمه واستعداده لتقديم ما يلزم لإنجاح المفاوضات بين سورية وإسرائيل حين تصل إلى مرحلة المفاوضات المباشرة.

وأعرب الأسد ومدفيديف عن الاتفاق في وجهات النظر إزاء الوضع في العراق وضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية منه والتوصل إلى توافق وطني بين جميع القوى السياسية العراقية عبر حوار وطني شامل.

وأكد الجانبان أنه لا حل لقضية إيران النووية سوى الحل السياسي الدبلوماسي مع التأكيد على حق إيران في امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وعند بحث الوضع في القوقاز أعرب الجانب السوري عن دعمه لموقف روسيا في ردها على «العدوان الذي شنته جورجيا ضد أوسيتيا الجنوبية» وأدان أساليب «ازدواجية المعايير التي مارستها بعض الدول ضد روسيا في هذا الأمر».
وجدد الأسد دعم سورية لموقف روسيا في الأحداث الأخيرة التي حصلت مع جورجيا فيما يتعلق بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وقال: نحن نتفهم الموقف الروسي ونتفهم الرد العسكري الروسي نتيجة الاستفزاز الذي حصل من جورجيا.

وقال الرئيس السوري: في نفس الوقت نحن نقدر القرار الشجاع الذي اتخذته القيادة الروسية بالنسبة للتجاوب مع المبادرات الدولية والبدء بسحب قواتها من الأراضي الجورجية. وأكد رفض المعايير المزدوجة ورفض أي محاولات لتشويه الصورة الحقيقية وتصوير روسيا على أنها دولة معتدية والأمر هو بالعكس.

وأضاف سيكون لدينا الفرصة للحديث عن عملية السلام التي بدأت مؤخراً بشكل غير مباشر في تركيا بين سورية وإسرائيل وروسيا دائماً كانت داعمة لهذه العملية ونريد أن نناقش الدور الفاعل الذي تستطيع روسيا أن تلعبه لدعم هذه العملية.

وأعرب عن شكره للدعوة الروسية في هذا التوقيت الهام لكلا البلدين وقال: نتمنى أن نستطيع في هذا اللقاء تحقيق المزيد لشعبينا ولمنطقتينا.
وقال الرئيس مدفيديف إن العلاقات بين سورية وروسيا تتطور بشكل متسارع ولاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري حيث تضاعف حجم التبادل في هذا المجال خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

وأكد الرئيس الروسي أن العلاقات السورية الروسية تلعب دوراً محورياً في عدد من القضايا الدولية معرباً عن الشكر لسورية على موقفها المؤيد لروسيا خلال العدوان الأخير الذي شنته جورجيا على أوسيتيا الجنوبية.

وقال الرئيس مدفيديف: نستطيع أن نبحث في كل الأمور التي تخص الحوار السوري الروسي الذي يتطور بديناميكية وبصورة جيدة.

حضر المباحثات من الجانب السوري وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور حسان ريشة سفير سورية لدى روسيا ومن الجانب الروسي سيرغي لافروف وزير الخارجية وسيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي للشؤون السياسية وسيرغي كيربتشنكو سفير روسيا لدى سورية.

التعليقات