وثائق «السي أي إي» من سنوات السبعين: ممثل عرفات التقى مع مسؤول في الجهاز، والسادات ناشد الولايات المتحدة لإبرام اتفاق مع إسرائيل

-

وثائق «السي أي إي» من سنوات السبعين: ممثل عرفات التقى مع مسؤول في الجهاز، والسادات ناشد الولايات المتحدة  لإبرام اتفاق مع إسرائيل
كشفت سجلات رفعت عنها السرية بموجب قانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة، أن جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي.آي.إي» أجرى اتصالات مع ممثل للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بتعليمات من مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة نيكسون، هنري كيسنجر، قبل حرب عام 1973.

جاء ذلك في سجلات رئيس جهاز الـ«سي.آي.إي» السابق، ريتشارد هلمز، والتي رفعت عنها السرية الأسبوع الماضي، والتي تتركز في فترة عمله كسفير للولايات المتحدة في إيران بين أعوام 1973-1976.

ويوثق هلمز جهود مصر التي كانت حسب هلمز تناشد الولايات المتحدة عن طريق شاه إيران للتوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل على أساس «خطة روجرز»(الانسحاب من المناطق التي احتلت عام 1967 ووضعها تحت المراقبة الدولية). وحسب الوثائق، فإن شاه إيران اقترح على وزير الخارجية المصري، حسن زيات، الذي حذر من أن الضغط العسكري والاقتصادي سيدفع رئيس مصر أنور السادات إلى فتح حرب، الاكتفاء بإثارة ضجة عن طريق القصف المدفعي لمواقع الجيش الإسرائيلي في سيناء دون اجتياحها.

وتكشف الوثائق أن في 5 يوليو/ تموز، أرسل هلمز برقية لكيسنجر تفيد بأن ملك الأردن، حسين، أبلغه بأن المخابرات الأردنية علمت بأن الهجوم السوري لاستعادة هضبة الجولان والذي كان مخططا بالأصل في شهر يونيو/ حزيران، أرجأ «إلا أنه قد يحصل في أي وقت من الآن فصاعدا»

وتكشف الوثائق أن رئيس الجهاز العسكري لحركة فتح، حينذاك، وقائد قوات «أيلول الأسد»، الذي لقب بالأمير الأحمر علي حسن سلامة، والذي اغتالته إسرائيل عام (1979) بعد مطاردة طويلة. كان قد التقى مع ممثل للـ «سي.آي.إي». وتفيد الوثائق أن سلامة بتفويض من عرفات التقى مع روبرت إييمز، وهو مسؤول في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وحسب الوثائق، فإن عرفات لم يخف مسؤوليته عن مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في الخرطوم في مارس/ آذار عام 1973، حينما أرسل سلامة للقاء مسؤول الجهاز، وبطلب من سلامة فحص إييمز قضايا سياسية كالموقف الأمريكي الحقوق والمصالح الفلسطينية.

وحسب الوثيقة فإن سلامة طلب أيضا معرفة الموقف الأمريكي من قيام «منظمة التحرير بإسقاط حكم الملك حسين وإقامة دولة فلسطينية في الأردن»، فجاء من واشنطن بواسطة إييمز أنه إذا كان الفلسطينون مستعدين لتسوية من خلال مفاوضات مع الولايات المتحدة فإن الولايات المتحدة على استعداد للاستماع إلى طروحاتهم، ولكن إسقاط حكم بقوة السلاح «لا تبدو الطريق الأسلم».
وتفيد الوثائق أن عرفات حذر من مغبة إقدام الحكومة اللبنانية على القيام بخطوات ضد منظمة التحرير وقال للأمريكيين بواسطة إييمز مهددا بأنه «سيحرق بيروت» إذا ما عملت الحكومة اللبنانية ضد منظمة التحرير.



التعليقات