31 قتيلا في انهيار صخور عملاقة على حي سكني في القاهرة؛ نحو 500 شخص عالقون تحت الأنقاض

قالت مصادر أمنية وطبية ان 31 شخصا قُتلوا وأُصيب عشرات آخرون يوم السبت في انهيار صخري ضخم أدى لسقوط كُتل من الصخور على عشرات البيوت بمنطقة عشوائية في القاهرة

31 قتيلا في انهيار صخور عملاقة على حي سكني في القاهرة؛ نحو 500 شخص عالقون تحت الأنقاض
لقي العشرات مصرعهم وأصيب آخرون في انهيار كتل صخرية عملاقة من جبل المقطم على حي الدويقة السكني في القاهرة، يوم أمس السبت، فيما أكدت مصادر في مكان الحادث أن الصخور العملاقة أدت إلى انهيار نحو35 عقارا متعدد الطوابق على ساكنيها، وتوقعت أن يكون نحو 500 شخص عالقين تحت الانهيار ما بين قتيل وجريح.
وأفادت قوات الإنقاذ بأنه تم إنقاذ 25 مصابا من العالقين وانتشلت 31 جثة، وتسمع أصوات استغاثة من بين الصخور.

وكانت مصادر مصرية أفادت في وقت سابق بأن عشرات المنازل في منشية ناصر شرقي وسط القاهرة دمرت تماما من جراء انهيار كتل صخرية عملاقة وأغلقت الشرطة المنطقة.
ودمرت كتل صخرية ضخمة مباني باكملها. وقال شهود عيان ان مبنى من ستة طوابق تحول تماما الى حطام من جراء الانهيار.
والمنطقة العشوائية مكتظة بالسكان حيث تعيش أسر فقيرة بأكملها أحيانا في غرفة واحدة.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان القوات المُسلحة أرسلت عددا من وحدات الانقاذ الى المنطقة للمساعدة في انتشال القتلي والمصابين من تحت الأنقاض وان السلطات أخلت بيوتا من سكانها في المنطقة خشية سقوط كُتل صخرية أخرى عليها.

وذكرت المصادر أن الصخور المتساقطة في عزبة بخيت بمنطقة الدويقة في حي منشأة ناصر في شرق القاهرة دمرت كثيرا من المباني المتلاصقة التي تفصل بينها طرق ضيقة قرب طريق سريع.

وفي وقت سابق أرسلت السلطات عشرات من قوات الشرطة ورجال الإنقاذ بالاضافة الى عربات الاطفاء والكلاب البوليسية لكن السكان الغاضبين اشتكوا مما قالوا انها استجابة غير كافية من الحكومة في مواجهة الكارثة.

وذكرت وزارة الصحة والسكان أن عدد المصابين بلغ 35 مُصابا لكنها قالت ان عدد الجثث التي انتشلت بلغ 16 جثة.
وقالت المصادر الأمنية ان عشرات الأشخاص مدفونون تحت الأنقاض وان عمليات الانقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضخمة فوق بيوت مُهدمة.
وأضافت أن وعورة المنطقة القريبة من هضبة المقطم لا تسمح بدخول مُعدات كبيرة لرفع الصخور أو تفتيتها في بعض أنحاء موقع الحادث.

لكن وكالة أنباء الشرق الاوسط قالت ان السلطات استدعت رافعات من شركة مقاولات كبرى للمساعدة في رفع الكتل الصخرية.

وقالت الوكالة ان التقديرات المبدئية تفيد بأن عدد البيوت التي أصابها الانهيار الصخري بلغ 30 بيتا.

وشاهد مراسل لرويترز حوالي 30 من قوات مكافحة الشغب يحرسون أنقاض البيوت لكن سكانا راحوا يجمعون ما بقي من أمتعتهم من الملابس والأغطية والأواني وأطباق استقبال إرسال محطات الاذاعة والتلفزيون الفضائية التي برزت من بين الأنقاض.

ووصف شهود عيان مشاهد مئات السكان الذين انخرطوا في البكاء والعويل بعد أن تجمعوا حول المكان الذي طوقته قوات مكافحة الشغب وصبوا جام غضبهم وانتقاداتهم على السلطات قائلين ان لهم أقارب وأصدقاء محصورين تحت الركام.
وصرخ رجل في رجال الشرطة الذين وقفوا في المكان قائلا "أنتم تكتفون بوضع أيديكم في جيوبكم. أنتم لا تفعلون شيئا."

وصاح آخر "لو كان هذا مجلس الشورى لكان الجيش تدخل الآن."
وكان حريق شب في مجلس الشورى في أغسطس اب مما أسفر عن سقوط قتيل وجرى استدعاء الجيش للمساعدة في إطفاء الحريق باستخدام الطائرات الهليكوبتر.

وقال حسن ابراهيم حسن (80 عاما) الذي نجا منزله من الانهيار "كان الامر مروعا. انقطعت الكهرباء وسمعنا دويا هائلا كما لو كان زلزالا واعتقدت أن هذا المنزل انهار. خرجت ورأيت أن الجبل بأكمله انهار."

وهذه المنطقة العشوائية معروفة بالاكتظاظ بالسكان حيث تعيش أسر فقيرة بأكملها أحيانا في غرفة واحدة لكل منها. وكل المباني المبنية بالطوب الاحمر في المنطقة مُقامة على منحدرات صخرية.

ومعظم أعمال الحفر لانقاذ الضحايا يقوم بها أقارب وجيران بأيديهم بحثا عن ناجين أو جثث تحت أكوام الصخر والحطام.
وقال شهود عيان ان منزلا مكونا من ستة طوابق تحول الى ركام. وراحت امرأة ترتدي غطاء رأس أبيض تصرخ "أولادي.. أولادي.. محدش منهم خرج. عايزة أشوفهم حتى لو كانوا ميتين."

وقال سكان كثيرون انهم أبلغوا السلطات منذ أسابيع بوجود انهيار صخري صغير في المنطقة لكن تفاوتت أقوالهم فيما يتعلق باستجابة الحكومة للبلاغات.

وأمام مراسل لرويترز أشارت ساكنة قالت ان اسمها أم محمد الى الاضرار التي لحقت بمنزلها من الانهيار الصخري السابق اذ توجد في الجدران شروخ كبيرة يدخل منها التراب الذي تثور سحابات منه اذا تعرض لطرق بالأيدي.

وقالت أم محمد "لو عندك أطفال هل تجعلهم يعيشون هنا.. لا أحد يهتم بنا."
وانهارت منذ حوالي 15 عاما كتلة من هضبة المقطم تزن 300 طن ودفنت تحتها 50 شخصا على الاقل.


المصدر رويترز والجزيرة......

التعليقات