تظاهرات الغضب تعمّ شوارع العالم العربي

تظاهرات في عمان والقاهرة ودمشق وصنعاء وبغداد والرباط تحتّج على العدوان الإسرائيلي والمجازر والتواطؤ الرسمي العربي وتطالب بعقد قمة طارئة.

تظاهرات الغضب تعمّ شوارع العالم العربي

تواصلت في عدد من العواصم العربية موجة الغضب والتظاهرات المنددة بالمجزرة الإسرائيلية بقطاع غزة والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى، بينما أعلنت الجامعة العربية أنها تنتظر ردود القادة العرب على دعوة قطر وسوريا لعقد قمة طارئة.

وشهد الأردن خروج عشرات المسيرات الاحتجاجية على مجزرة غزة شارك فيها الآلاف من الأردنيين الغاضبين، في وقت شددت الأجهزة الأمنية إجراءاتها حول السفارتين الأميركية والإسرائيلية في عمان. وخرجت أولى المسيرات من مجمع النقابات المهنية التي نظمت وأحزاب المعارضة اعتصاما تحول لمسيرة انطلقت نحو مقر الأمم المتحدة، ورفع المتظاهرون لافتات تدعو مصر لفتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر فورا.

وكان 24 نائبا طالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وقالت المذكرة التي تبناها النائب بسام حدادين "نحن النواب الموقعين على هذا النداء نعبر عن مشاعر الغضب والإدانة السياسية والأخلاقية للأعمال العدوانية الغاشمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونية بحق أهلنا في قطاع غزة".

وفي القاهرة رفع نحو خمسة آلاف متظاهر أمام نقابة الصحفيين وسط العاصمة الأعلام الفلسطينية وصور شهداء وضحايا المجزرة، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي وهم يرددون هتافات منددة بالرئيس مبارك الذي استقبل وزيرة خارجية إسرائيل بالقاهرة قبل يومين من المجزرة.
وحيا المتظاهرون صمود المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بالأراضي المحتلة، وتوسط المظاهرة التي دعا إليها الإخوان المسلمون وشارك بها قوى ونشطاء من كافة التيارات السياسية، لافتة كتب عليها "لقاء مبارك وليفني تسبب في مائتي شهيد فلسطيني" وصورا جمعت وزير الخارجية وهو يمازح ليفني خلال زيارتها القاهرة الخميس.

وقد فرضت قوات الأمن التي حضرت بأعداد غير مسبوقة طوقا أمنيا لمنع خروج المتظاهرين بمسيرات في شوارع القاهرة مما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين، بينما أعلن قادة الإخوان تحويل الوقفة إلى اعتصام حتى صباح الأحد والخروج بتظاهرات في كافة المدن.

واتهم سياسيون ونواب خلال التظاهرة النظام المصري بإعطاء الضوء الأخضر لليفني خلال زيارتها لضرب غزة، وهو ما نفاه أبو الغيط أمس، كما نفى ما قاله قادة حماس إن القاهرة أبلغت الفصائل الفلسطينية بعدم عزم إسرائيل مهاجمة غزة أو اجتياحها.

وفي بيروت تظاهر المئات من اللبنانين واللاجئين الفلسطينيين أمام السفارة المصرية وحاولوا الوصول لها، وتدخلت شرطة مكافحة الشغب لوقف رشق السفارة بالحجارة وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع.

وخرج آلاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق في مظاهرة غضب ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعا المتظاهرون الأجنحة المسلحة لفصائل المقاومة إلى رد مزلزل على الغارات الإسرائيلية، كما رددوا هتافات تنتقد ما أسموه "التواطؤ" المصري في ما يعانيه القطاع.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء تظاهر مئات الآلاف للتعبير عن تأييدهم للشعب الفلسطيني بغزة, مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف غاراتها على المدنيين بالقطاع. كما دعوا العرب لاتخاذ موقف موحد لردع إسرائيل.

تجمع مئات من المغاربة مساء السبت بقلب العاصمة الرباط ضمن عدة تظاهرات في مدن مغربية للتنديد بالعدوان على غزة والمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من مائتي شهيد ومئات الجرحى.

واتهم المحتجون الحكومات العربية بالتواطؤ والسكوت على جرائم الاحتلال، بل إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ المجزرة باستقبال المسؤولين الإسرائيليين في عواصم عربية، وشارك في الوقفة ممثلو هيئات سياسية وإسلامية وقومية

بالإضافة إلى ذلك، نظمت مظاهرات احتجاجية غاضبة في عدد من المدن العراقية.
من جهة أخرى أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن الأمانة العامة تنتظر رد القادة العرب على دعوة الدوحة ودمشق لعقد قمة عربية.

وقالت مصادر مطلعة شاركت باجتماع المندوبين الدائمين بالقاهرة إن الدعوة للقمة الطارئة تحظى بموافقة أكثر من عشر دول عربية، في حين لم تحسم مصر موقفها بعد من القمة.

وكان موسى أبلغ الصحفيين أن اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب لبحث العدوان تأجل من الأحد إلى الأربعاء المقبل، بسبب انشغال كثير من الوزراء في اجتماعين منفصلين لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي.

وقد أعلنت السلطنة التي تستضيف القمة الخليجية التاسعة والعشرين يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة، سيتصدر المناقشات.
....

التعليقات