عدي الزيدي: منتظر عروبي رأى الحذاء أبلغ من القلم

" الزيدي ينفي أن يكون شقيقه شيوعيا كما أشيع في البداية، وقال إن شقيقه عروبي التوجه وإن كان غير منتمٍ لأي تيار سياسي محدد(سكرتير الحزب الشيوعي العراقي استنكر عمل الزيدي كما انكر انه شيوعي او انه كان شيوعيا)". "منتظر فكر عندما شاهد جورج بوش في المؤتمر الصحفي أن يقذفه بالقلم، ولكنه عاود تفكيره لأنه ظن أنه سيقتل فور أن يفعل ذلك، ولذلك قرر أن يوجه له إهانة أشد ولجأ لاستخدام حذاءيْه، على اعتبار أنه إذا كان ميتا بكل الأحوال، فلا بد أن تكون أداة التعبير أكثر وضوحا"

عدي الزيدي: منتظر عروبي رأى الحذاء أبلغ من القلم
قال عدي الزيدي -شقيق الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف حذاءيْه في وجه الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارة الأخير الوداعية للعاصمة العراقية بغداد- إن شقيقه فعل ما فعله "انتقاما للعراق ولفلسطين ولبنان"، وإنه ليس نادما على ما فعله.

وطالب بإطلاق سراحه فورا إذ إنه عبر عن رأيه وما دام بوش يزعم أن فعلته هي تعبير عن الديمقراطية العراقية الجديدة فلمَ يحاسب منتظر على تعبيره عن رأيه، وشدد عدي الزيدي على ضرورة السماح لعائلة منتظر بزيارته وكذلك تمكين المنظمات الحقوقية من زيارة شقيقه في المعتقل.

وأكد عدي في لقاء مع الجزيرة نت أنه سُمح له مرة واحدة فقط بزيارة شقيقه، وذلك بعد مرور سبعة أيام على اعتقاله، من قبل السلطات العراقية.

وحول ظروف الزيارة أشار إلى أن القاضي طلب منه قبل الزيارة ألا يكشف عنها لوسائل الإعلام، ولا يتحدث عن حالة شقيقه الصحية، غير أن عدي قال إنه لم يستطع الالتزام بوعده بعد أن رأى الحالة الصحية المتدهورة التي بات عليها شقيقه، وبعد أن سمع منه عن "صنوف التعذيب التي تعرض لها".

وأوضح عدي أن أول ما لاحظه عندما وقعت عيناه على شقيقه أن وجهه ورأسه متورمان، وكذلك الأمر بالنسبة لأطرافه وخاصة اليد اليمني التي قذف بها الحذاءيْن في وجه بوش، فيما كان هناك نزيف بعينه اليسرى.

ويقول عدي –الذي حاول مرات عدة حبس دموعه أثناء الحوار- إنه ما أن أبلغ شقيقه بحجم الالتفاف والتأييد الذي حظي به في العراق وفي الوطن العربي، حتى انفجر منتظر بالبكاء، وقال إن المحققين قالوا له إن قبيلته وعائلته تبرأت منه، وزعموا أن الشعب العراقي يستهجن تصرفه، بحجة أنه لا يمت بصلة لأخلاق العراقيين مع الضيوف.

ونفى عدي الزيدي أن يكون شقيقه شيوعيا كما أشيع في البداية، وقال إن شقيقه عروبي التوجه وإن كان غير منتمٍ لأي تيار سياسي محدد( سكرتير الحزب الشيوعي العراقي استنكر عمل الزيدي كما انكر انه شيوعي او انه كان شيوعيا).

وحسب عدي فإن منتظر قال له "لقد أحضروا لي جهاز تلفاز وفتحوا لي قناة الرافدين التابعة لهيئة علماء السنة، وقالوا لي انظر فقط الإرهابيين والبعثيين هم الذين صفقوا لك، فيما جلبت العار للعراق والعراقيين".

وأضاف عدي أن شقيقه أجهش بالبكاء عندما أبلغه بحجم تعاطف العرب وخاصة الشعب الفلسطيني معه، وأن بعض الفلسطينيين وغيرهم من العرب عرضوا بناتهم للزواج من منتظر، وأن بعض العراقيات اللواتي قتل أزواجهن وأبناؤهن على أيدي قوات الاحتلال، قررن خلع ثياب الحداد، على اعتبار أن منتظر "أخذ بثأرهن" من المحتل الأميركي.

وقال عدي إن منتظر حمله عدة رسائل، أولاها أن ما فعله كان تعبيرا عما يعتمل في نفس كل عراقي وعربي وإنسان حر.
وحول الطريقة التي عومل بها منتظر بعد أن رمى حذاءيْه على الرئيس الأميركي بحضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال عدي إن شقيقه أبلغه أن "صحفيا كرديا يدعى حسين حمزة ويعمل في قناة كردستان كان يحضر المؤتمر سحبه ورماه أرضا ثم اعتدى عليه بالضرب، قبل أن ينضم له صحفي آخر يعمل في وكالة الأنباء العراقية ليشاركه ضرب منتظر"، وأضاف أنه بعد ذلك جاء الحرس الشخصي للمالكي، وحرس بوش وجروه خارج قاعة المؤتمر.

وحسب عدي فإن حرس المالكي استمروا في توجيه الإهانات إلى منتظر وركلوه بأقدامهم وعذبوه 36 ساعة متواصلة، مستخدمين الكوابل الكهربائية، وفي كل مرة يغمى عليه كانوا يرشونه بالمياه، ثم يعيدون تعذيبه، كما كسروا إحدى أضراسه، وأضاف "لقد اضطر لابتلاع الدم الذي كان ينزف من فمه، بعد أن أغلقوا فمه بلاصق حتى لا يسمع أحد صراخه".
ثم طلبوا من منتظر أن يدلي بتصريحات يقر فيها بأن أحد الشخصيات المعارضة للحكومة هي التي دفعته لرميه بوش بحذاءيْه.
غير أن منتظر أكد لشقيقه أنه لن يعتذر لبوش، وأنه لو عادت أقارب الساعة للوراء والتقى بوش مرة أخرى فإنه سيكرر فعلته ردا على المصائب والكوارث التي جلبها للعراق وللمنطقة.
وفيما يتعلق بمطالب أسرة منتظر، فقد أوجزها عدي في العمل على إطلاق سراح شقيقه فورا، والكف عن التحايل القانوني الخاص بقضيته، والاعتراف بأنها سياسية وليست قانونية وبأنه معتقل سياسي، وفي حال الإصرار على مواصلة اعتقاله فلا بد للسماح لمنظمات حقوق الإنسان العربية والدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارته والوقوف على حالته.

كما طالب بالسماح لشقيقه بتوكيل من يشاء من المحامين العرب والأجانب الذين تطوعوا للدفاع عنه، ومقاضاة جميع من قام أو أسهم في ضرب منتظر أمام عدسات التلفزة العالمية.
وناشد جميع القوى والتيارات السياسية الشعبية والعربية الاستمرار في مناصرة قضية منتظر بوصفها واحدة من قضايا الأمة و"رمزا لحيويتها وقدرتها على مفاجأة أعدائها الذين يواصلون قتل أبناء أمتنا في كل مكان من بغداد إلى غزة".

ورغم الالتفاف والدعم الكبيريْن اللذيْن حظيت بهما أسرة منتظر من أطياف الشعب العراقي، فإن ذلك لم يمنع بعض القوى الداعمة للاحتلال من توجيه رسائل تهديد للأسرة، فيما ذهب آخرون للضغط عليها للاعتذار للحكومة العراقية، والتبرؤ من منتظر وهو ما رفضته الأسرة التي أكدت شعورها بالفخر بما فعله أبنها.

وفيما يتعلق بمصير منتظر أبدى عدي عدم تفاؤله وقال إنه يتوقع أن يقتل شقيقه بطريقة ما في المعتقل، "ربما على أيدي الحكومة، أوعلي أيدي أحد خصومها المتنفذين في المنطقة الخضراء والذين يريدون توريطها".

وقال عدي إن منتظر كان يعتبر دخول الأميركيين للعراق خرابا وويلا على البلاد وليس تحريرا لها كما روجه البعض، وأنه كثيرا ما كان يردد أنه يرغب في توجيه إهانة لأحد كبار القادة الأميركيين سواء كانوا من العسكريين أو من أولئك الموجودين في الإدارة الأميركية.

الحذاء أبلغ


وأضاف عدي للجزيرة نت نقلا على لسان شقيقه الذي التقاه مرة واحدة فقط "إنه فكر عندما شاهد جورج بوش في المؤتمر الصحفي أن يقذفه بالقلم، ولكنه عاود تفكيره لأنه ظن أنه سيقتل فور أن يفعل ذلك، ولذلك قرر أن يوجه له إهانة أشد ولجأ لاستخدام حذاءيْه، على اعتبار أنه إذا كان ميتا بكل الأحوال، فلا بد أن تكون أداة التعبير أكثر وضوحا".
وفيما يتعلق باتهامات البعض أن منتظر سعى من وراء فعلته للشهرة، قال عدي إن شقيقه قال له "ما نفع الشهرة لإنسان كان واثقا من أنه سيقتل لا محالة".

وفيما يتعلق بحادثة خطف منتظر قبل نحو عام من قبل مسلحين مجهولين قال عدي، إن شقيقه تعرض للاختطاف والتعذيب لمدة أسبوع على أيدي بعض القوى لأنه كان يصر على القول في نهاية تقاريره التلفزيونية "بغداد المحتلة"، وكانت هذه الكلمة تثير ضيق البعض الذين يرون بغداد حرة رغم وقوعها تحت سيطرة الاحتلال الأميركي.

وقال عدي إن حقد منتظر على الأميركيين كان يزداد كلما ذهب لإعداد تقاريره الصحفية حول "الجرائم" التي ارتكبها الأميركيون بحق أبناء العراق في كل أنحاء البلاد سواء كان سكانها من الشيعة أو السنة، دون أن يأبه للتقسيمات الطائفية التي كان يجهد البعض للعمل على تعزيزها.

ووفقا لعدي فإن "السيل بلغ الزبي بالنسبة لمنتظر، عندما شاهد السرقة والنهب الذي تعرض له متحف العراق الوطني، وكيف استولى الموساد وأطراف دولية أخرى على محتوياته".
وقال عدي إن منتظر كان في الكثير من التغطيات التلفزيونية -عندما يرفض المصور أن يواصل العمل خوفا على حياته- يحمل الكاميرا على كتفه والمايكرفون باليد الأخرى لينقل الحدث للعالم، حتى يكشف زيف ادعاءات المحتل الأميركي، ويظهر حقيقة الانتهاكات التي ترتكب بحق العراقيين.

وفيما يتعلق بالخلفية الأيديولوجية لمنتظر نفى عدي أن يكون شقيقه شيوعيا مثلما يحاول البعض أن يروج، غير أنه أكد أن منتظر كان يعشق تشي غيفارا، وكان يحتفظ بصوره على حائط غرفته، لذلك ظن البعض أنه شيوعي.

ورغم القلق على حياة منتظر ومصيره، والحاجة إلى الدعم العربي الشعبي والرسمي للإفراج عنه، فإن عدي أكد أنه وأسرته يتفهمون أن ينشغل الشارع العربي الآن عن قضية منتظر بالعدوان الذي يتعرض له قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية، وقال للجزيرة نت "منتظر وكلنا فداء لغزة ولأهلها".



"الجزيرة نت"

التعليقات