انعقاد قمة غزة في الدوحة لبحث وقف العدوان الإسرائيلي

الأسد: المبادرة العربية للسلام بحكم الميتة.. * أمير قطر: إذا لم نلتق لنصرة غزة فمتى نلتقي ولأي أهداف * مشعل: الأمة تستطيع أن تراهن على خيار المقاومة الشعبية..

انعقاد قمة غزة في الدوحة لبحث وقف العدوان الإسرائيلي
بدأت في الدوحة بقطر اليوم، الجمعة، قمة غزة الطارئة التي تعقد بدعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومشاركة قادة وممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية لبحث الوضع في قطاع غزة بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الإسرائيلي.

وجرى الافتتاح بعد صلاة الجمعة بجلسة علنية ألقى خلالها أمير قطر كلمة شكر فيها الحاضرين على تلبيتهم الدعوة للقمة، وأكد المشاركة في قمة الكويت الاقتصادية المزمع انعقادها الاثنين المقبل.

وعقب كلمة رئيس القمة الشيخ حمد بن خليفة، ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كلمة بأسم الفصائل الفلسطينية شكر فيها دولة قطرعلى الدعوة للقمة مؤكدا نجاح المقاومة في صد العدوان الإسرائيلي.

ويشارك في القمة إضافة إلى أمير قطر رؤساء الجزائر عبد العزيز بوتفليقة، والسودان عمر حسن البشير، وسوريا بشار الأسد، ولبنان ميشال سليمان، وجزر القمر أحمد عبد الله سامبي، ورئيس المجلس العسكري الحاكم بموريتانيا محمد ولد عبد العزيز.

ويمثل العراق طارق الهاشمي نائب الرئيس جلال الطالباني، والمغرب وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، والجماهيرية الليبية أمين اللجنة الشعبية العامة (البرلمان) البغدادي المحمودي، وسلطنة عُمان وزير خارجيتها يوسف بن علوي عبد الله، في حين يمثل جيبوتي وزير الأوقاف حامدي عبدي سلطان، والصومال محمد عمر دلها نائب رئيس البرلمان.

كما يشارك بالاجتماع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ورئيس السنغال عبد الله واد بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ووفد تركي برئاسة نائب رئيس الوزراء فضلا عن مبعوث خاص لرئيس إندونيسيا.بدوره أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في كلمة له في القمة أن انعقاد قمة غزة الطارئة يثبت أن الأمة مازالت بخير، وأن العدوان الإسرائيلي على غزة سيتحطم على صمود أهلها.

وقال إن الأمة تستطيع أن تراهن على خيار المقاومة الشعبية، لافتاً إلى أن العدوان الإسرائيلي يستهدف الأمة أجمع.

كما أكد مشعل ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال ورفع الحصار وفتح جميع المعابر وفي مقدمتها معبر رفح.

وقال مشعل.."إننا لن نقبل الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنه من غير المعقول أن تعيش غزة تحت سيف النار والحصار.

وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ألقى كلمة في افتتاح قمة غزة الطارئة لنصرة الشعب الفلسطيني، أعرب في مستهلها عن خالص الشكر والتقدير للدول المشاركة التي لبت الدعوة إلى هذه القمة من أجل أهلنا في غزة الصامدة الذين يواجهون أعتى آلات الحرب وجبروت الاحتلال بعزيمة واستعداد للتضحية والعطاء يفوق مايحيط بهم من تقاعس وخذلان.

وقال "إن حضوركم اليوم لا ينم عن إدراككم لهذه الحقائق فحسب بل يؤكد أنه لا تناقض بين تنادينا هذا وبين أي قمة أخرى".

وأضاف "لقد حضرت قمة في الرياض أمس، وسوف نحضر جميعا قمة أخرى في الكويت يوم الإثنين إن شاء الله.. ومن هنا كنا نود لو أن بقية أخواننا كانوا معنا اليوم فهم بدون شك يعلمون مانعلم حول مايجري في غزة وآثاره علينا جميعاً حاضراً ومستقبلاً.. وحبذا لو تدارسوا معنا الوضع حول هذه الطاولة حتى ولو كان لهم رأي آخر.. فقد كان جل غايتنا مناقشة جماعية لسبل وقف العدوان ورفع المعاناة عن أهلنا في غزة في قمة تعقد لهذه الغاية على وجه الخصوص".

وقال: "كان بودنا أيضاً لو حضر الرئيس الفلسطيني الأخ أبو مازن معنا اليوم ليناقش قضية شعبه في غزة ولكنه اثر عدم الحضور".

وأضاف "إن لم نجتمع لمثل هذه الغاية الملحة فمتى نلتقي ولأي أهداف؟.. إن المهم الآن هو غزة ووقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار وفتح المعابر".

وقال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته في القمة إن مصير غزة هو ليس مصير اهلها فقط بل هو مصيرنا جميعا، وأكد على ضرورة الوقوف مع أهل غزة ومقاوميها دون تردد ودعم صمودهم وتخفيف معاناتهم، رسميا وشعبيا وماديا ومعنويا. كما أكد أن المبادرة العربية للسلام هي بحكم الميتة. كما قال إن السلام دون مقاومة مع عدو غاشم سيؤدي حتماً للاستسلام.

وقال إنه وفي هذه اللحظات العصيبة "تبدو مسؤولياتنا كقادة عرب جسيمة في تقديم إجابة جادة وحاسمة على التساؤلات الحائرة في ذهن كل مواطن عربي وهي.. كيف ننقذ شعبنا الفلسطيني من براثن هذه الوحشية المتجبرة وكيف يمكن لنا كأمة عربية ان نقدم الرد المناسب على جرائم الاحتلال ونحن نرى جثث الاطفال واشلاءهم تتناثر في كل مكان، ونلمح في عيون من بقي منهم حيا ملامح الذعر التي تختلط بالرجاء في أن تمتد اليهم يد جسورة تنقذهم من مصيرهم المحتوم بعد ان افتقدوا الامانة في غزة المنكوبة الباسلة".

وأضاف أن العدو الاسرائيلي الذي بنى وجوده على المجازر وكرس استمراره على الاغتصاب والتدمير ورسم مستقبله على الإبادة الجماعية هو عدو لايتحدث سوى لغة الدم.. وبالتالي هو لايفهم سوى لغة الدماء العربية التي سالت منذ قيام اسرائيل.

وتابع إن هذه المجازر وعمليات الاغتصاب والتدمير هي الوقود الضروري للآلة العسكرية الاسرائيلية في مراحل قيام الدولة اليهودية الصافية والتي لايمكن ان تصبح قريبة المنال الا اذا اكتملت عملية تهجير غير اليهود خارج فلسطين او ابادة ما تبقى منهم.

وقال الرئيس الاسد: كنا نتحدث في قمم سابقة عن مخططات وضعت، أما اليوم فنتحدث عن مخططات تطبق.. وكنا نحذر من الاقتراب من دائرة الخطر، أما اليوم فالمحرقة لم تبدأ فحسب بل هي في طريقها للانتقال الى المراحل التالية والتي ستشملنا جميعا كعرب إن لم نخمدها الان".

كما أكد أن القمة "تهدف إلى الوقوف إلى جانب غزة وليس للبحث عن تسويات على حسابها لإرضاء إسرائيل أو من يقف معها.. ومن يحدد المعايير التي تميز بين الأولى والثانية هم اهلها ومقاوموها..فهم اصحاب قرار.. ودورنا هو أن نقف معهم من دون تردد في كل ما يدعم صمودهم ويخفف معاناتهم ويؤدي إلى الحل الذي يضمن أمنهم وكرامتهم".

وقال الأسد.. "من جهتنا كدول عربية وبالتوازي مع المبادرات وبالإضافة إلى الدعم اللفظي يجب علينا القيام بعدد من الخطوات العملية وفي مقدمتها إغلاق السفارات الإسرائيلية فوراً وقطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل بالإضافة إلى تفعيل أحكام المقاطعة".

وأضاف أن سورية وفي هذا الإطار قررت وأعلنت بعد بدء العدوان مباشرة إيقاف مفاوضات السلام غير المباشرة بعد التشاور مع تركيا إلى أجل غير مسمى.

أما بالنسبة للمبادرة العربية فقال الأسد إنها تعتبر بحكم الميتة أصلاً، لأن "ظروف إقرارها وما تلاها من أحداث دللت على انه كلما أمعنا في تقديم البراهين على رغبتنا الجادة في السلام.. وكلما قدمنا المزيد من التنازلات امعنت اسرائيل في غطرستها وتجاهلها لحقوقنا المشروعة".

وقال "إن المبادرة العربية مبنية على السلام والسلام لم يتحقق وبالتالي فهي غير موجودة في الواقع وأن شارون قتلها في اليوم الأول بعد إعلاننا لهذه المبادرة في القمة العربية في بيروت عام 2002 وفي اليوم التالي مباشرة قام شارون باجتياح جنين وقتل المئات من الفلسطينيين..وكان هذا الرد هو الرد المباشر وإعلان موت المبادرة من الجانب الإسرائيلي لكننا أصرينا على أنها حية والمبادرة هي مسحوبة من قبل إسرائيل وما بقي علينا كعرب هو نقل المبادرة من سجل الأحياء إلى سجل الأموات".

وأكد الرئيس الأسد دعم فكرة الصندوق لإعادة إعمار غزة مع الدعوة لمؤتمر دولي لهذه الغاية كما يجب اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل وقادتها على الرغم من عدم الثقة بعدالة الجهات الدولية المعنية ولكي يسجل التاريخ بأنهم ليسوا عنصريين فقط بل هم الشكل الأخطر من النازية في العصر الحديث.

وقال الأسد إن "الفرق بين المقاومة والإرهاب.. الأول عربي والثاني إسرائيلي.. الأول يريد السلام والثاني يريد الحرب.. والأول أجبر على القتال دفاعاً عن حقوقه والثاني بني على القتل والاعتداء على الآخرين".

وقال إن "المقاومة أصبحت عنصراً أساسياً من عناصر السلام.. وكيف يمكن لمن يريد تحقيق السلام ألا يدعم المقاومة.. وهنا يكمن الفرق بين السلام والاستسلام.. فالسلام دون مقاومة مع عدو غاشم مجرم سوف يؤدي حتماً إلى الاستسلام".

"نحن أمة سلام وأخلاقنا الوطنية والعربية والإنسانية بنيت على السلام، ولأننا كذلك حاولنا أن نتناسى بان هناك مذبحة دير ياسين وكفر قاسم وجنين وقانا الأولى والثانية وغيرها الكثير من المجازر الإسرائيلية بحق العرب، ولكن إسرائيل تصر على تذكيرنا بحقيقتها.. وبما اننا أصحاب ذاكرة غنية لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض.. فسنعدهم بأننا سنبقى نتذكر والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضاً.. سنخبىء لهم صور اطفال غزة وجروحهم المفتوحة ودماءهم النازفة فوق ألعابهم.. وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والأرامل والمعاقين.. وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وأن العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

..وسنشرح لهم بأن من يفقد ذاكرة الماضي سيفقد المستقبل، وسنعلق على جدران غرفهم لوحة نكتب عليها شعاراً لكل طفل عربي قادم إلى الحياة يقول له لا تنس ليكبر الطفل ويقول لهم لن أنسى ولن أغفر.

.. وأؤكد لهم بأن ما يقومون به وما يرتكبونه من جرائم حرب لن ينتج لهم سوى أجيال عربية قادمة أشد عداء لإسرائيل، مناعتها تتطور وإرادتها تتصلب بوتيرة أسرع وبشدة أكثر فتكاً من تطور وقوة ترسانتهم العسكرية، وهذا يعني بمعادلة الواقعية بأنه مع كل طفل عربي يقتل يولد مقابله عشرات المقاومين.. وهذا يعني أيضاً أنهم يحفرون بأيديهم قبوراً لأبنائهم وأحفادهم"..


التعليقات