الأمن المصري يشن حملة اعتقالات ويصادر كميات من الوقود والإسمنت كانت في طريقها إلى قطاع غزة؛ حزب الله: الاتهامات المصرية انتقام لموقف الحزب خلال حرب غزة

مسؤول مصري: حزب الله سيدفع ثمنا باهظا. مصر تهدد بالتضييق على حزب الله وأعضائه في كافة أرجاء مصر

الأمن المصري يشن حملة اعتقالات ويصادر كميات من الوقود والإسمنت كانت في طريقها إلى قطاع غزة؛ حزب الله: الاتهامات المصرية انتقام لموقف الحزب خلال حرب غزة
تواصل مصر تصعيد حملتها ضد حزب الله، على خلفية الكشف عن خلية إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. وقال مصدر مصري مسؤول لصحيفة الأهرام إن مصر ستضيق على حزب الله في مصر وعناصره بإجراءات عديدة.
وقال المسؤول إن «حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله سوف يدفعون الثمن غاليا‏» ، وذلك نتيجة لما أسماه «محاولاتهم الإرهابية التي أحبطت قبل تنفيذها،‏ واستهدفت استباحة الأراضي المصرية،‏ وسيادة الدولة»‏.‏

وميدانيا، صادرت السلطات المصرية كميات كبيرة من الوقود كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر، وكميات من الاسمنت، ودمرت ثلاثة أنفاق في المنطقة الحدودية. كما صادرت من أحد الأنفاق أجهزة طبية واطارات سيارات وملابس كانت في طريقها الى قطاع غزة.

وقالت مصادر أمنية لوكالة رويترز ان الشرطة صادرت يوم أمس، الثلاثاء، أكثر من 19 ألف لتر من الوقود، كانت في طريقها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق في المنطقة الحدودية، وألقت القبض على أربعة من سائقي الشاحنات التي كانت تحمل الكميات المصادرة وتطارد اثنين اخرين تركا شاحنة ولاذا بالفرار.

وقال مصدر ان السائقين المقبوض عليهم هم سمير محمد سليمان وناصر عبد الوهاب والدسوقي محمد الدسوقي وراشد محمد حسن.

وقال المصدر ان الشرطة ضبطت شاحنة محملة بأجولة من الملابس تغطيها الرمال يقودها عادل صبيح عويض الذي ألقي القبض عليه.

وأضاف المصدر أن الشرطة ضبطت شاحنة محملة بالاسمنت قرب فتحة نفق بعد أن اضطر العاملون للفرار. والاسمنت من بين سلع عديدة ترفض اسرائيل دخولها الى قطاع غزة بزعم إمكانية استخدامها في بناء تحصينات عسكرية أو صناعة أسلحة.

وتقول المصادر الامنية ان الشرطة عثرت على نفقين يوم الثلاثاء بالاضافة الى النفق الذي ضبطت فيه الاسمنت.

وتشهد الحدود المصرية مع قطاع غزة عمليات تهريب بضائع وأشخاص بسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة وتعتبر تلك المنطقة المتنفس الوحيد للفلسطينيين.

ويخضع قطاع غزة الذي يسكنه مليون ونصف مليون نسمة لحصار اسرائيلي ومصري مشدد منذ سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة عام 2007.

حملة اعتقالات


وقالت مصادر أمنية في محافظة شمال سيناء إن الشرطة المصرية ألقت القبض على ثلاثة فلسطينيين يوم الاربعاء وضبطت كمية من المتفجرات في المحافظة الواقعة على الحدود مع كل من قطاع غزة وإسرائيل.
وقال مصدر إن مباحث أمن الدولة داهمت منزلا في مدينة الشيخ زويد القريبة من الحدود مع قطاع غزة في الفجر وألقت القبض على الفلسطينيين الثلاثة وصاحب المنزل المصري.

وأضاف أن الفلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما وأن التحقيق جار معهم لمعرفة أسباب تسللهم الى الاراضي المصرية.

وتقول مصر انها تحتجز 25 رجلا يحملون الجنسيات المصرية والفلسطينية والسودانية واللبنانية ويرتبطون بحزب الله اللبناني وكانوا يخططون لهجمات في مصر.

وتقول مصادر في سيناء ان الشرطة تمشط المنطقة بحثا عن مطلوبين مرتبطين بأعضاء المجموعة وتركز على المناطق الجبلية التي يرتادها المهربون.

وقالت المصادر الامنية ان الشرطة ضبطت اليوم 18 جوالا معبأة بمادة (تي ان تي) شديدة الانفجار زنة كل منها 50 كيلوجراما في منطقة الجورة بالقرب من الحدود مع اسرائيل.
وقال مصدر ان قوة مكونة من الاجهزة الامنية المختلفة توجهت الى مكان العثور على المتفجرات برفقة خبير مفرقعات من وزارة الداخلية لتأمين نقل المتفجرات.
ورفض حزب الله على الاتهامات المصرية، و اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاربعاء في حديث لوكالة فرانس برس ان الاتهامات المصرية للحزب "سياسية انتقامية" ردا على موقف الحزب خلال حرب غزة الاخيرة، معتبرا انها "تفتقر الى الدليل".

وقال قاسم ان "الاتهام المصري لحزب الله اثارة سياسية انتقامية بسبب موقف حزب الله اثناء العدوان على غزة ومطالبته بفتح معبر رفح".

واضاف ان "كل التفاصيل التي تحبكها المخابرات المصرية او النظام المصري لا قيمة لها لانها ادعاءات تفتقر الى ادنى مستويات الدليل، وهي جزء من قرار سياسي لحملة على حزب الله".

وقال قاسم ان الادعاء المصري "حاول ان يتهم حزب الله بالاخلال بالامن المصري، وهذا مجاف للحقيقة وليس له اي دليل"، واصفا ما تقوم به مصر ب"التشهير الاعلامي السياسي".

واضاف "النظام المصري يريد الانتقام ويريد ان يشوه سمعة حزب الله لكن اعتقد انه سيصاب بخيبة امل".

وتابع "الموضوع باكمله له اهداف سياسية ستنقلب على النظام المصري لان سمعة حزب الله في العالم العربي والاسلامي سمعة طيبة جدا والاتهام بدعم غزة هو وسام وليس ادانة".

وعما اذا كان سامي شهاب عضو حزب الله الموقوف لدى مصر، تصرف بتوجيهات من قيادة حزب الله، قال قاسم "هذه تفاصيل لا اتحدث عنها في الاعلام، انما من الواضح انه لم يقم بهذا العمل من دون متابعة من بعض المعنيين".

وجدد قاسم التاكيد ان الحزب "يفتخر بان يكون لسامي شهاب دور في مساعدة الفلسطينيين في ادخال العتاد او التموين الى قطاع غزة. هذه ليست تهمة"، مشيرا الى ان هذا الامر "واجب علينا وعلى جميع المسلمين دولا وشعوبا".

واقر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة بان هدف سامي شهاب كان تقديم مساعدة "لوجستية" لغزة ومدها بالسلاح وليس العمل على زعزعة الاستقرار في مصر.
وشن نصرالله في 28 كانون الاول/ديسمبر 2008 غداة الهجوم الاسرائيلي على غزة هجوما عنيفا على النظام المصري مطالبا اياه بفتح معبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة.
وقال متوجها الى المصريين "يجب ان تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم". كما توجه الى "ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية"، مطالبا اياهم بالضغط "على القيادة السياسية" لفتح المعبر.


التعليقات