إلغاء تأشيرة الدخول بين سوريا وتركيا وانطلاق حوار استراتيجي

-

إلغاء تأشيرة الدخول بين سوريا وتركيا وانطلاق حوار استراتيجي
وصف وزيرا خارجية سورية وليد المعلم وتركيا أحمد داود أوغلو يوم عقد مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي والتوقيع على إلغاء سمات الدخول بين سورية وتركيا اليوم الثلاثاء بالـ"عيد" للشعبين السوري والتركي.

وقال وزير الخارجية المعلم في مؤتمر صحفي جمعه ونظيره التركي داود أوغلو إن "إن مجلس التعاون الاستراتيجي المشترك السوري التركي يشكل في هذا اليوم حدثاً تاريخياً حيث نحتفل بعد قليل بعبور الحدود المشتركة إيذانا بالتوقيع الرسمي على إلغاء سمات الدخول بين البلدين".

وبدأت اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي يوم الثلاثاء في مدينة حلب على أن تنتقل الاجتماعات إلى غازي عنتاب، قرب الحدود المشتركة بين البلدين، بمشاركة نحو عشرة وزراء من كل جانب، بينهم وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والتركي أحمد داود أوغلو.

وأضاف المعلم أن "هذا اليوم كما سماه الوزير أحمد داوود أوغلو هو عيد للشعبين الشقيقين السوري والتركي وهو نموذج نقدمه لكل الأشقاء في المنطقة", مشيرا إلى أنه "نأمل أن نحذو حذوه في علاقات استراتيجية تشمل مختلف المجالات".

وتشهد اجتماعات البلدين اليوم توقيع قرار إلغاء سمات الدخول بين البلدين, إذ بدأت سورية وتركيا بتطبيق القرار الذي يسمح للمواطنين السوريين والأتراك بدخول كل من سورية وتركية دون الحصول على سمة دخول في 18 أيلول الماضي, وذلك عقب زيارة الرئيس بشار الأسد إلى تركيا الشهر الماضي والتي توجت بإعلان إقامة مجلس للتعاون الإستراتيجي بين البلدين يضم وزراء من مختلف الاختصاصات وأبرزها الخارجية، الداخلية، الطاقة، التجارة، الدفاع، الموارد المائية، النقل إضافة إلى إلغاء سمات الدخول بينهما.

وأشار المعلم إلى أن " جلسة اليوم شهدت استعراض أوجه النشاط والتعاون الاستراتيجي المشترك ولمسنا تطابقا في وجهات نظر السادة الوزراء وإن هذه العلاقات تتطور بسرعة بين بلدينا في إطارها الاستراتيجي ونتطلع إلى الأمام نحو تكامل اقتصادي وتبادل ثقافي وكذلك تبادل بشري.


بدوره داوود أوغلو قال إن "التوقيع الرسمي على إلغاء سمات الدخول بين سورية وتركيا هو عيد للشعبين اللذين يحتفلان كل عام بعيدين ولكنهما هذا العام سيحتفلان بثلاثة أعياد", مشيرا إلى أن "الاجتماعات السورية التركية اليوم تحمل أهمية كبيرة من الناحية الإستراتيجية والاقتصادية".

وأردف أنه "بهذا الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي نخطو الخطوة الأولى لهذا العمل الاستراتيجي".

ومن المقرر أن يشهد شهر كانون الأول زيارة رئيس الوزراء التركي لدمشق حيث يتم عقد اجتماع عالي المستوى للطرفين تحت رعاية رئيسي الوزراء في البلدين.

وأضاف أوغلو أن " الاجتماع الذي سيعقده الوزراء المعنيون لاحقا اليوم في مدينة غازي عنتاب سيتم بحث توقيع اتفاقيات ملموسة ويشكل ذلك نموذجا لتعاون استراتيجي", لافتا إلى أن "ذلك رسالة موجهة إلى المنطقة ونأمل أن يحقق هذا المفهوم التكامل الاقتصادي والثقافي بين الشعبين وأن يعم هذا التعاون المنطقة".


وفي سياق آخر , قال الوزير المعلم إن "رؤية الرئيس بشار الأسد لربط البحار الأربعة هي رؤية إستراتيجية بعيدة المدى تنسجم مع الواقع الجغرافي والتاريخي لهذه المنطقة كما تنسجم مع الرغبة المشتركة لقادة هذه البلدان وشعوبها".

وكان الرئيس الأسد دعا أمام منتدى رجال الأعمال السوري الأذربيجاني شهر تموز الماضي إلى الربط الفيزيائي بين البنية التحتية لدول المنطقة ما يشكل شبكة متكاملة تربط أربعة بحار.
وعن العلاقات السورية السعودية, قال المعلم إن "سورية استقبلت قبل أيام الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وعلاقات سورية العربية مع كل الأشقاء مميزة في كل المجالات السياسية والاقتصادية حيث لدينا السوق العربية المشتركة وخط الغاز العربي".
وجاءت القمة السورية السعودية قبل أيام استكمالا لإذابة الجليد بين البلدين عقب أعوام من التوتر إثر الخلاف بين الجانبين حول عدد من ملفات المنطقة على رأسها لبنان وما شهدته ساحته من تداعيات عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السبق رفيق الحريري وحرب تموز بين "حزب الله" وإسرائيل في العام 2006.

وحول الموقف السوري من حزب العمال الكردستاني, قال المعلم إن " حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية ويعامل عناصره في القانون السوري كمطلوبين وندعم الإستراتيجية التركية في معالجة الموضوع".

وأعرب الرئيس الأسد في العام 2007 عن حق تركيا في الدفاع عن نفسها مشيرا إلى أن سورية تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة "إرهابية"وذلك بعيد تخويل البرلمان التركي للحكومة بإرسال الجيش إلى شمال العراق لقتال حزب العمال الكردستاني.


وفيما يخص الاتفاق التركي الأرميني, قال المعلم إن " سورية ترحب بالاتفاق التركي الأرميني لأن لسورية مصلحة حقيقية في الربط البري مع أرمينيا والجاليات السورية الأرمينية رحبت بهذا الاتفاق".

ووقعت كل من تركيا وأرمينيا يوم السبت الماضي في مدينة زيورخ في سويسرا اتفاقا "تاريخيا" لتطبيع العلاقات بين البلدين بعد حوالي قرن من العداء بين الجانبين بسبب ما يعرف "بمذابح الأرمن إبان الحكم العثماني في الحرب العالمية الأولى".

وعن استبعاد تركيا لإسرائيل من مناورات مشتركة كان من المقرر إجرائها, قال المعلم إن "من الطبيعي أن نرحب بقرار إلغاء المناورات على أساس موقف تركيا الذي اتخذ أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة", مشيرا إلى أن "سورية لا تخفي قلقها الأمني من إجراء مثل هذه المناورات على حدودها لن إسرائيل أثبتت أنها مستمرة في سياسة الاعتداء".

وقررت أنقرة منع إسرائيل من إجراء تدريبات عسكرية في المجال الجوي التركي, في أحدث موقف تركي اتجاه إسرائيل إذ كانت تركيا انتقدت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر كانون الأول وأوائل كانون الثاني الماضيين.

وحول مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية, قال المعلم "لا زلنا نتمسك بالدور التركي في محادثات السلام لأنه نزيه ونثق به لتحقيق السلام", مشيرا إلى أن "إسرائيل أثبتت أنها ليست شريكا في السلام".

الأمر الذي قال عنه أوغلو إنه "نتقدم بالشكر لسورية لأنها وثقت بنا واعتمدت علينا وتريد مواصلة المحادثات من خلالنا إلا أن اعتداءات غزة وجهت ضربة قوية لهذه المحادثات".
وأضاف أوغلو أن "تركيا على استعداد لهذه المحادثات لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية من ألأطراف المعنية".

وعلقت سورية المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بداية العام الجاري إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة, حيث أجرت سورية مع إسرائيل العام الماضي أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة تحت رعاية تركية.

وشهدت العلاقات السورية التركية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة في كافة المجالات, وذلك من خلال التنسيق السياسي المستمر بين قيادتي البلدين, وارتفاع حجم التبادل الاقتصادي إلى مستويات قياسية تجاوزت 2 مليار دولار


"سيريا نيوز"

التعليقات