الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة يختتم أعماله

-

الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة يختتم أعماله

اختتم الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة أعماله في بلدة مارون الرأس الواقعة في جنوب لبنان مقابل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأذاع بيانه الختامي تحت عنوان نداء بيروت عبر مكبرات الصوت الموجهة نحو أبناء الشعب الفلسطيني بحضور حشد يضم أكثر من ثلاثة آلاف شخصية مشاركة فيه.

وأكد الملتقى في بيانه الختامي إن مقاومة الاحتلال والعدوان حق ثابت للشعوب نص عليه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكرسته أعراف ونضالات الشعوب التي ابتليت بالاحتلال وتعرضت للعدوان في مختلف دول العالم على امتداد التاريخ الإنساني وشرعته الأديان السماوية.

وقال البيان الختامي للملتقى إن حق الشعوب في المقاومة بأشكالها كافة وفي مقدمتها المسلحة ينبع من مبدأ الدفاع عن النفس والحق في الحرية والكرامة والسيادة والمساواة بين شعوب العالم موءكدا ان المقاومة تمثل الشرط اللازم لإقامة نظام دولي عادل يمنع العدوان واحتلال أراضي الغير بالقوة ويناهض الاستيطان والعنصرية.

وأوضح البيان أن المقاومة هي الطريق الأصوب لوصول الشعوب إلى أهدافها منوها بالدور البطولي للمقاومة في لبنان وفلسطين وأدائهما المتميز الذي قدم نموذجا يحتذى به في العمل المقاوم المرتبط بالقيم والأخلاق والمنافي للإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني مشيرا إلى دور المقاومة في العراق في مواجهة مشاريع الهيمنة والاحتلال الأمريكية.

وطالب البيان بالعمل على المستويات كافة من أجل ملاحقة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من قيادات الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان والسعي المتصل لترتيب النتائج القانونية على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون رئيس لجنة تقصي الحقائق بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وغيره من التقارير الإقليمية والدولية ذات الصلة مشيرا إلى ضرورة العمل على ترسيخ ثقافة المقاومة عند الناشئين وسائر شرائح المجتمع من خلال المناهج التعليمية والآداب والفنون وتعزيز هذه الثقافة في التصدي للفتن المذهبية والطائفية ولمقاومة الغزو والاستلاب والتطبيع الثقافي.

ودعا البيان الدول العربية إلى تبني نهج الصمود والمقاومة كخيار استراتيجي للأمة في تصديها لقوى العدوان الصهيوني والإمبريالي مطالبا بضرورة دعم المقاومة بكل أشكالها ورفدها بأسباب القوة والمنعة وإسقاط الاتفاقيات المبرمة مع الكيان الصهيوني وقطع جميع أشكال العلاقات معه.

كما طالب البيان الحكومات والشعوب العربية والإسلامية بالالتزام بمقاطعة منتجات الكيان الصهيوني والشركات الداعمة له واستخدام مواردها الاقتصادية في المواجهة مشيرا إلى ضرورة العمل الجاد من قبل الشعوب والدول بالعالم لمعاقبة الكيان الصهيوني وطرده من هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية كافة باعتباره كيانا عنصريا وإرهابيا.

ودعا البيان إلى ضرورة العمل الجاد والمتواصل لمناهضة تهويد القدس المحتلة وفتح معبر رفح وكسر الحصار الظالم وغير الإنساني عن قطاع غزة ومناهضة كل أشكال الحصار وخاصة بناء الجدران العنصرية.

ودعا البيان الشعوب والحكومات العربية والإسلامية وشعوب وحكومات الدول الصديقة إلى اعتبار يوم 18 كانون الثاني و 14 آب من كل عام عيدين للمقاومة والانتصار في إشارة إلى الانتصارين اللذين حققتهما المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان على العدوانين الإسرائيليين الوحشيين.

كما أكد ملتقى دعم المقاومة أن حرية الإعلام والرأي حق مقدس ضمنته المواثيق الدولية داعيا الشعوب والدول والقوى السياسية إلى الدفاع عن هذا الحق.

وأدان الملتقى في بيان مشروع القانون في مجلس النواب الأمريكي الذي يستهدف القنوات الفضائية العربية الملتزمة بقضايا الأمة الأساسية ولاسيما القضية الفلسطينية مؤكدا أن هذا المشروع يشكل سابقة خطيرة بما يتضمن في مندرجاته من تقييد لحرية الرأي وإنكار فاضح للتواصل والحوار بين الشعوب والثقافات و يؤسس لنهج عدائي بخرقه الفاضح للمواثيق والمعاهدات الدولية لاسيما المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتجاوز القوانين السيادية للدول التي يشملها مشروع القانون الأمريكي المذكور.

ودعا الملتقى الدول والمؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية المعنية بحرية الإعلام إلى تبيان وفضح مخاطر هذا المشروع والتصدي له بشتى الوسائل المشروعة للحيلولة دون إقراره في مجلس الشيوخ الأمريكي.

كما نوه الملتقى بصمود أبناء مدينة القدس المحتلة في وجه المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وكذلك صمود أبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 1948 داعيا إلى ضرورة العمل على مواجهة ما تتعرض له القدس المحتلة يوميا من عمليات هدم وتهجير واعتقالات وبناء مستعمرات استيطانية وجدار الفصل العنصري.

وحول الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي أصدر الملتقى إعلانا ألقاه أحمد حاج سليمان عضو مجلس الشعب نوه فيه بتضحيات الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا التمسك بتحرير أخر أسير ومعتقل.

وأكد البيان أن المقاومة وتحرير الأرض واستعادتها إلى أصحابها لا تتم دون الحديث عن عشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين الذين يشكلون عناوين الصمود والشهادة أمام انتهاك المحتل لأبسط حقوق الإنسان وحرياته.

وقال إن مسؤولية النضال للإفراج عن الأسرى والمعتقلين وكشف مصير المفقودين تقع على عاتق كل القوى الحية في الأمة العربية والعالم وعلى المؤسسات العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان داعيا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق بأوضاع المعتقلين والى تحريرهم.

وشارك في افتتاح الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة الذي استمر ثلاثة أيام في بيروت وفد سوري برئاسة شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيسة مكتب المنظمات الشعبية والسفير السوري في بيروت علي عبد الكريم إضافة إلى 66 هيئة عربية وإسلامية ودولية.

وكان المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن الذي نظم الملتقى أطلق حلقة جديدة من سلسلة ملتقيات عربية ودولية خلال ملتقى القدس في اسطنبول عام 2007 وملتقى حق العودة في دمشق عام 2008 وملتقى نصرة السودان في الخرطوم عام 2009 وملتقى الجولان في مدينة القنيطرة المحررة عام 2009

التعليقات