120 ألفاً من المرتزقة يقومومن بـ"مهمات قذرة" في جيش الاحتلال الأمريكي في العراق...

"يقدر عددهم الاجمالي بين 80 الفاً و120 الفاً، يضطلعون بالأعمال القذرة ولا يعاقبهم القانون، ويتقاضى كل عنصر منهم بين 500 و1500 دولار يومياً"..

 120 ألفاً من المرتزقة يقومومن بـ
أعاد تورط مسلحين متعاقدين مع وزارة الخارجية الأميركية في قتل 8 عراقيين بإطلاق النارعليهم عشوائياً، قضية المرتزقة والشركات الأمنية الخاصة العاملة في العراق الى الواجهة، خصوصاً شركة «بلاك ووتر» التي تعتبر أكبرها، ويقدر عدد العاملين لديها بـ20 ألف «مجند» يستخدمون الأسلحة ذاتها التي يستخدمها جيش الاحتلال الأميركي، بما فيها عربات «هامفي» والمروحيات، فيما يقدر عددهم الاجمالي بين 80 الفاً و120 الفاً، «يضطلعون بالأعمال القذرة ولا يعاقبهم القانون، ويتقاضى كل عنصر منهم بين 500 و1500 دولار يومياً».

وفيما اعترف جيش الاحتلال الأميركي أمس بتورط «متعاقدين أمنيين في حادث في ساحة النسور في بغداد»، من دون أن يذكر تفاصيل أخرى، قررت الحكومة العراقية سحب الترخيص من شركة «بلاك ووتر»، وإحالة المتورطين في الحادث على القضاء.

وتشير احصاءات الحكومة العراقية وتقارير تنشرها قوات الاحتلال الى ما يزيد عن 100 شركة أمنية في العراق، يناهز عدد عناصرها الـ25 ألف مسلح، قتل منهم، بحسب تقرير للكونغرس نحو 200. وهم يوفرون الأمن والحراسة للبعثات الديبلوماسية والمسؤولين العراقيين وشركات الإعمار. لكن بعض الجهات تتهمهم بتنفيذ عمليات مسلحة خارج نطاق القانون.

أما الاحصاءات المستقلة فتشير الى انتشار أكثر من 120 ألف من المرتزقة، يستعين بهم مسؤولون وشركات تجارية، فضلاً عن مشاركتهم جيش الاحتلال في عملياته العسكرية وادارة السجون وتوفير الحماية لمؤسساته.

وكان الصحافي الاميركي جيرمي سكاهيل كتب في «لوس انجليس تايمز» ان «المرتزقة يشكلون ثاني أكبر قوة في العراق، مقدراً عددهم بـ100 ألف، بينهم 48 الفاً يعملون كجنود خاصين، بحسب تقرير صادر عن مكتب المحاسبة الاميركي».

وأصدر هذا الصحافي كتابا بعنوان «مرتزقة بلاك ووتر... جيش بوش الخفي»، كشف فيه بعض جوانب عملهم، مؤكداً أن أجر الواحد منهم يصل الى 1500 دولار يوميا. وتعتبر شركات «بلاك ووتر» و «كونترول ريسك غروب» و «ارمو غروب» الاميركية أبرز الشركات الأمنية الخاصة التي جندت آلاف المرتزقة.

ومنذ الغزو الاميركي للعراق في آذار (مارس) 2003، كلفت شركة «بلاك ووتر» التي يعمل لديها مرتزقة من مختلف الجنسيات، حماية الحاكم الاميركي السابق بول بريمر والسفيرين السابقين جون نيغروبونتي وزلماي خليل زاد، واليوم ريان كروكر. كما تتولى ايضا أمن الديبلوماسيين وكبار الشخصيات التي تزور العراق. وأبرمت عقوداً بلغت قيمتها مئات ملايين الدولارات مع البنتاغون. وتستخدم أميركيين معظمهم خدم في القوات الخاصة. واسسها عسكري سابق في البحرية الاميركية عام 1997.

ومرتزقة «بلاك ووتر» الذين يعتمرون خوذات معدنية وسترات واقية من الرصاص، مجهزون بمعدات مماثلة لجيش حقيقي تشمل أسلحة خفيفة من أنواع مختلفة ورشاشات ثقيلة وآليات مصفحة ومروحيات. وهم معروفون ببطشهم وكره العراقيين لهم، وهم يفتحون النار من دون تمييز على السيارات أو على المارة الذين يقتربون من قوافلهم. كما انهم يتصرفون بكل استقلالية ولا يحاسبون على أعمالهم سوى أمام مسؤوليهم باعتبار انهم لا يتبعون القانون الدولي الخاص بالنزاعات.

وجذبت «بلاك ووتر» انتباه الرأي العام في 2004 عندما وقع أربعة من موظفيها الاميركيين في مكمن في الفلوجة في نيسان (ابريل) ثم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 عندما استولت قوات المارينز على المدينة وحولتها الى رماد. وفي نيسان 2005 قتل ستة من موظفيها الاميركيين عندما اسقطت مروحيتهم من طراز «ام اي - 8». وفي 23 كانون الثاني (يناير) 2007 لقي خمسة آخرون حتفهم إثر اسقاط مروحيتهم أيضا من طراز «اتش - 6».

وهذه المروحيات الصغيرة من نوع «بوينغ اي اتش/ام اتش 6» (ليتل بيرد) التي يتألف طاقمها من طيار ومساعده ورشاشين، تشكل جزءاً من المشهد العام في بغداد حيث تؤمن بانتظام تغطية جوية لقوافل برية.

وتعمل حالياً عشرات الشركات الامنية الخاصة غالبيتها انكلو - ساكسونية في العراق حيث تتعرض بانتظام لهجمات تبقى طي الكتمان.

التعليقات