إنديك: "الاسد يعتبر التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل قرارا استراتيجيا"

انديك التقى الاسد في دمشق، ويقول لصحيفة اسرائيلية انه ابدى استعداداه للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل فورا، لكنه يعرف ان شارون ليس مستعدا لذلك الآن..

إنديك:
قال السفير الاميركي السابق لدى إسرائيل، مارتين انديك، ان الرئيس السوري بشار الأسد على استعداد لبدء محادثات مباشرة مع اسرائيل، في كل وقت، و"بدون أي شروط مسبقة"، إلا أن لديه مطالب لا يتنازل عنها، في مقدمتها الانسحاب الاسرائيلي الى حدود حزيران 1967.

وكان انديك يتحدث لصحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، في عددها الصادر اليوم (الجمعة)، ملخصا، الزيارة التي قام بها، يوم السبت الماضي، الى دمشق، بصفته رئيسا لمركز "صبان" للسياسة الشرق أوسطية"، الذي يعتبر من معاهد الابحاث البارزة في الولايات المتحدة الاميركية. كما شارك في اللقاء، إد غابرئيل، من معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية.

وتحدث انديك خلال اللقاء عن الانفتاح الذي ابداه الرئيس بشار الاسد، خلال المحادثة، خلافا لوالده الراحل، الذي يدعي انديك انه كان يبدو متوترا خلال اللقاءات معه. وقال "ان بشار الأسد خلف لدينا شعورا بأنه معنيا باجراء حوار وعدم الخداع".

ورغم ان اللقاء جرى في اليوم التالي لمحاولة واشنطن وفرنسا تمرير قرار في مجلس الامن ضد سوريا وتهديها بفرض عقوبات عليها، اذا لم تسحب قواتها من لبنان، ورغم التهديدات الاسرائيلية بضرب سوريا بادعاء "مسؤوليتها عن عملية بئر السبع"! الا ان الاسد امتنع عن اظهار التشكك بشأن العلاقات الاميركية - الاسرائيلية، حسب انديك، الذي يضيف: حاولنا جر الأسد الى محادثة حول الماضي والظروف التي ادت الى فشل الجهود التي بذلت لتحقيق اتفاق بين اسرائيل وسوريا، الا انه لم يظهر اي اهتمام بذلك.

ونقل انديك عن الاسد قوله انه يتحتم على الولايات المتحدة الأميركية القيام بدور في المفاوضات لضمان تحقيق توقعات كافة الاطراف. وبرأي انديك، استنبط من خلال الحديث ان الاسد يرغب باجراء حوار مع واشنطن لبلورة رؤيا مشتركة لمستقبل العملية السلمية، مضيفا انه يعتقد بأن الاسد يريد ضمانات من الولايات المتحدة بأن تقود المفاوضات الى توقيع اتفاق، فهو لا يريد دفع ثمن حوار لا يحصل في نهايته على المقابل.

وبرأي انديك "رفض الاسد الدخول في تفاصيل حدود 1967، والتي كانت سببا في فشل محادثات سابقة، وقال انه يجب التفاوض حول الخط الدقيق لحدود 1967. وحسب ادعاء انديك لم يتطرق الاسد خلال المحادثة معه الى ضرورة ان تبدأ المفاوضات مع اسرائيل من حيث انتهت اليه، في عهد والده، خلافا لما قاله وزير الخارجية فاروق الشرع لانديك ومرافقه.

وقال انديك ان الاسد يرفض فكرة الاتفاقيات المرحلية التي يؤمن بها شارون، وقال ان المفاوضات يجب ان تقود الى اتفاق سلام دائم وكامل، لكنه يمكن تنفيذ اتفاق كهذا على مراحل. وبرأي انديك، فان الاسد الابن، ابدى انفتاحا في مسألة عدد المراحل التي يمكن تنفيذ الاتفاق خلالها، خلافا لوالده الذي وافق على مرحلتين فقط، واشترط ان يكونا متقاربين زمنياً.

وقال انديك ان الاسد يتابع، ما اسماه "دلائل ايجابية في اسرائيل". وقال انه اشار خلال حديثه الى تصريحات رئيس هيئة الاركان العامة الاسرائيلية، موشيه يعلون، بشأن امكانية التوصل الى اتفاق مع سوريا. كما اشار الى تصريحات الوزير ايهود اولمرت، بهذا الشأن. ويدرك الاسد ان شارون ليس جاهزا لبدء المفاوضات، لكنه ليس خائب الامل، وقرار التوصل الى اتفاق مع اسرائيل ما زال قائما.

وقال الاسد لانديك: "سأكون مستعدا عندما يكون شارون مستعدا. لن اكرر اصدار بيانات بشأن رغبتي بالسلام، لكن هذا هو قراري الاستراتيجي".

وقال انديك ان الاسد رد، حين سئل حول نشاطات فصائل المقاومة في سوريا والدعم السوري لحزب الله، بأنه يمكن طرح كل هذه المسائل على طاولة المفاوضات.

اما بشأن العلاقات السورية - الاميركية، فيقول انديك انه خرج بانطباع ان ما يضعه الاسد في مقدمة اولوياته هو تحسين العلاقات بين البلدين، وانه "على استعداد لتوسيع تعاونه مع القوات الاميركية في العراق.

ويدعي انديك ان الاسد لم يذكر الفلسطينيين وعرفات ولو بكلمة واحدة، خلافا لموقفه قبل الانتفاضة، من انه لا يمكن التقدم على المسار السوري طالم لم تحسم المسألة الفلسطينية.

التعليقات