اسرائيل تسلمت جثث ستة قتلى وشارون يأمر الموساد بالعمل ضد القاعدة

مصادر مصرية تقول ان التحقيقات في عمليات سيناء دخلت مرحلة إحراز نتائج من شأنها الكشف خلال أيام عن بعض الغموض حول هوية المنفذين

اسرائيل تسلمت جثث ستة قتلى وشارون يأمر الموساد بالعمل ضد القاعدة
تسلمت طواقم نجمة داوود الحمراء الاسرائيلية، من مستشفى نويبع المصرية، صباح اليوم (الاثنين)، جثث ستة اسرائيليين قتلوا في التفجيرات التي استهدفت فندق هيلتون طابة ومنتجعين سياحيين آخرين في نويبع وراس شيطان، في شبه جزيرة سيناء، يوم الخميس الماضي. كما تسلمت الطواقم الاسرائيلية جثتين تعودان لسائحتين ايطاليتين.

وقامت السلطات المصرية بتسليم الجثث إلى الطاقم الاسرائيلي بعد تسليمها نتائج التشخيص التي اثبتت، حسب إسرئايل، بأن المقصود جثث إسرائيليين وأجانب. وقامت سيارات الاسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء بنقل الجثث إلى معهد الطب الشرعي الإسرائيلي في أبو كبير، حيث سيتم فحصها وإجراء صور أشعة لها، لتحديد أسباب الوفاة.

يأتي ذلك في وقت نشرت فيه صحيفة "الشرق الاوسط" المصرية، نقلا عن مصادر مصرية ان التحقيقات في عمليات سيناء دخلت مرحلة إحراز نتائج من شأنها الكشف خلال أيام عن بعض الغموض حول هوية المنفذين. وتشير تسريبات أمنية إلى أن المحققين باتوا أكثر ميلاً إلى سيناريو يقول إن خلية نائمة لتنظيم القاعدة في مصر هي التي نفذت العمليات التي أسفرت عن مقتل 35 شخصًا من المصريين والإسرائيليين والأجانب.

وأضافت المصادر أن شاهد عيان يعمل خبازًا في منتجع مخيم البادية برأس شيطان، الذي استهدفه أحد التفجيرات الثلاثة، قد أعطى المحققين أوصاف شخصين توليا، حسب رواية الشاهد، تفجير المخيم بسيارة ملغومة. وقد بدأت أجهزة الأمن المصرية على الفور تفتيش أنحاء سيناء بحثـًا عنهما وسط توقعات قوية بأنهما لم يتمكنا بعد من مغادرتها، فيما اعلن تنظيم تولى المسؤولية عن العملية، اليوم الاثنين، ان شخصين من منفذي العمليات "غادرا سيناء بسلام" .

وقالت مصادر أخرى مقربة من التحقيقات إنه ألقي القبض على بدوي من سيناء يشتبه في أنه باع متفجرات لمرتكبي العمليات. وفي الوقت نفسه، كشف محققون أنهم يميلون إلى احتمال أن تكون خلية محلية مرتبطة بتظيم القاعدة وتحديدًا بأيمن الظواهري، الرجل الثاني في التنظيم، قد "استيقظت" لتنفيذ عمليات سيناء. ونقلت تقارير أخرى عن مسؤولين مصريين قولهم إنه من المحتمل أن يكون المنفذون قد وصلوا إلى مصر بقوارب انطلقت عبر خليج العقبة الى ميناء نويبع المصري في سيناء. ومن هناك انطلقت حتى تصل اهدافها (طابا والمخيمات السياحية في رأس الشيطان ونويبع).

يذكر ان مصادر أمنية اسرائيلية مقربة من التحقيق اكدت قناعتها بأن تنظيم "القاعدة" يقف وراء هذه العمليات. وقالت انها تعتمد في ذلك على تصريحات ايمن الظواهري الذي قال قبل حوالي الشهر ان «القاعدة» ستركز جهودها على النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

وقالت هذه المصادر ان هناك احتمالا كبيرا بأن التحضير لهذه العمليات استغرق عدة شهور وساهم فيه، حسب زعمها، عشرات المصريين من بدو سيناء وحتى من بعض رجال الامن المصريين العاملين في المنطقة السياحية التي يؤمها اسرائيليون والى تجاوز عشرات الحواجز العسكرية المصرية المنتشرة في كل مكان في المنطقة، خصوصا ان السيارات المفخخة حملت مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة.

الى ذلك، أصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، امس، تعليماته الى جهاز الموساد (المخابرات الاسرائيلية الخارجية) كي يكثف نشاطه العالمي ضد القاعدة.

وقال شارون "ان تنظيما ضخما ذا تشعب عالمي مثل القاعدة هو الوحيد القادر على تنفيذ عمليات كبرى كهذه. وعلى اسرائيل ان تستعد لعمليات اخرى متوقعة ضد تجمعات يهودية او تجمعات سياح اسرائيليين في العالم". ولهذا، طلب من الموساد ان يغير من برامجه، ويؤكد اكثر على نشاط القاعدة في الخارج.

وقالت مصادر امنية ان "الموساد لا ينوي أخذ دور المخابرات الاميركية وغيرها من المخابرات الغربية والمحلية في ملاحقة القاعدة، انما يريد فقط ان يتركز دوره على الاماكن التي توجد فيها اهداف يهودية او اسرائيلية، يمكن ان تحاول القاعدة وحلفاؤها المحليون المساس بها. ومن هذه المناطق تركيا وتايلاند، وهما من ابرز الاهداف السياحية للاسرائيليين بعد سيناء".

وكان الموساد قد رسم خطة عمل للسنة القادمة بالتركيز على النشاط الايراني لزيادة التسلح النووي. ووضع القاعدة في مكانة ادنى من سلم اهتماماته.

من جهة ثانية، وجه شارون وكذلك رئيس اسرائيل، موشيه كتساب، نداء الى الاسرائيليين بألا يزوروا سيناء في هذه الفترة. وقالا انه ما زالت هناك انذارات ساخنة تشير الى ان عمليات اخرى ضد الاسرائيليين ستنفذ في سيناء، وان عددا من شركاء منفذي العمليات الاخيرة، ما زالوا احرارا فارين، ولكنهم سيتحينون كل فرصة للمساس بالاسرائيليين.

وقررت الحكومة الاسرائيلية في جلستها امس اعتبار ضحايا العمليات الاخيرة في سيناء من الاسرائيليين "ضحايا عمليات معادية"، مما يؤهلهم للحصول على تغطية كاملة لمصاريف العلاج، وتعويضات عن خسائرهم، ورواتب شهرية من التأمين الوطني الاسرائيلي لمن يصاب بالاعاقة او الشلل بمعدل 1000 ـ 1500 دولار شهريا. ولكن في الوقت نفسه قررت الحكومة فحص امكانية حرمان الاسرائيليين من هذه المصاريف في حالة الاستمرار في زيارة سيناء والدول المشمولة في قائمة الدول التي تعتبرها الخارجية الاسرائيلية "خطيرة"، وفي مركزها تركيا وتايلندا ومصر.

التعليقات