الأسد يفتتح مؤتمر "البعث": الأولوية للإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد

-

الأسد يفتتح مؤتمر
إفتتح الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم (الاثنين)، المؤتمر القطري لحزب "البعث السوري"، بنداء لأعضاء الحزب بجعل الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد أولوية لهم.

واعتبر الأسد أنّ على الحزب تقييم سلوكه خلال السنوات الأخيرة ودفع عملية الإصلاح قدما استجابة للأكثرية الشعبية، غير أنه شدد في الوقت نفسه على أنّ أية توصيات أو تغييرات ناجمة عن المؤتمر يجب أن تأخذ في عين الاعتبار فقط الحاجات الداخلية لسورية بمعزل عن اعتبارات أخرى.

وفي خطابه أكّد الأسد على ضرورة تكريس دور حزب "البعث" مع توسيع المشاركة الشعبية. وقال إن الحزب "لا بد له كي يدافع عن قضيته ويطلع بأداء رسالته من أن يطور تعاليمه ومناهجه وأن يتجاوز ما يظهر من قصور في أدائه".

وطالب الأسد ببحث كل الأفكار والاقتراحات التي تؤدي إلى دفع الإصلاح. لكنه أكد أن أي مقترحات أو قرارات أو توصيات ستصدر يجب أن تعبر عن الحاجات الداخلية بعيدا عن أي اتجاهات أو أفكار خارجية تخرج عن المصلحة الوطنية.

وقال إن تطورات إقليمية درامية حدثت في السنوات الخمس الماضية فرضت ما أسماه "بحالة من الغموض في الرؤية واختلاط المفاهيم وتنازع في القيم والمعتقدات". واتهم القوى التي تقف وراء هذه الأحداث بأنها تهدف إلى ضرب الهوية العربية وتحويل العرب إلى كتلة سلبية لا تملك الإرادة و"تتشرب ما يفرض عليها دون تفكير".

ولم يتطرق الأسد بالتفصيل إلى الضغوط الدولية التي تتعرض لها سوريا ولا سيما من جانب واشنطن، ولا إلى الصراع العربي الإسرائيلي مكتفيا بالدعوة إلى "مواجهة هذه الأحداث مواجهة واعية جريئة والعمل على استخلاص النتائج والدروس منها".

ودعا الرئيس السوري إلى إعادة ترتيب الأولويات في عمل الدولة والحزب بسوريا. ووضع على رأس تلك الأولويات الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي للمواطن السوري. كما أشار إلى ضرورة تطوير الأداء الحكومي لتجاوز حالات الخلل في الأداء ودفع المشروع الإصلاحي.

وركز بشار الأسد أيضا على ضرورة مكافحة الفساد وقال إنه يمثل مشكلة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية تحتاج إلى آليات مكافحة أكثر نجاحا وحسما.

ويلتئم شمل مؤتمر "حزب البعث"، الذي يحكم البلاد منذ أربعة عقود، اليوم (الاثنين)، في دمشق لمناقشة الاصلاحات السياسية.

وقال المسؤولون السوريون إن أية تغييرات يتم تبنيها في المؤتمر لن تكون نتيجة لضغوطات خارجية، والتي تعاظمت في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، في شباط الماضي. ونفت سورية بشدة الاتهامات بضلوعها في عملية الاغتيال، لكنها قامت في وقت لاحق بسحب قواتها من لبنان بعد حوالي ثلاثة عقود.

وقالت مصادر صحفية عالمية إنه من المتوقع أن يقرر المؤتمر السماح بتأسيس أحزاب سياسية جديدة شريطة أن لا يكون لها خلفيات عرقية أو دينية.

وتم تقسيم حوالي 1,150 عضوًا منتخبين من طرف أعضاء حزب "البعث" في سورية، والبالغ عددهم مليوني شخص، إلى ثلاث لجان: السياسية والاقتصادية والتنظيمية، لمناقشة مستقبل الحزب خلال المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام.

يذكر أن المؤتمر هو الأول الذي ينعقد منذ سقوط "البعث العراقي" عام 2003. وقد ركزت الولايات المتحدة كثيرًا من جهودها منذ ذلك الحين على سوريا، على الرغم من استمرار أعمال العنف في العراق، محاولة على الدوام تهديد سورية ونظامها كجزء من حملتها الجديدة والمستمرة على منطقة الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، قال لسفراء الاتحاد الاوروبي يوم الخميس الماضي: "سيقدم المؤتمر دفعة جديدة لعملية الاصلاح والتحديث التي يقودها الاسد بطريقة تلبي آمال واحتياجات شعبنا".

وكان الاجتماع الاخير لمؤتمر حزب البعث السوري قد عقد في عام 2000 وانتخب بالاجماع بشار الأسد ليصبح أمينًا عامًا للحزب، بعد وفاة والده حافظ الأسد.

التعليقات