الإحتلال الأمريكي يواصل إقتراف المجازر واستباحة الدماء في الفلوجة

عراقي: الفلوجة مقبرة بدون قبور * قوات الاحتلال تقصف المراكز الطبية والمساجد وتقطع الكهرباء والمياه بالإضافة إلى إمدادات العلاج والمستلزمات الضرورية

الإحتلال الأمريكي يواصل إقتراف المجازر واستباحة الدماء في الفلوجة
وجه أهالي مدينة الفلوجة العراقية التي تتعرض لعدوان أمريكي وحشي نداء استغاثة إلى كل الشرفاء في العالم للتدخل لوقف العدوان الأمريكي ومساندتهم في أوضاعهم المأساوية.

وناشد أهالي المدينة الواقعة غربي العاصمة بغداد أصحاب الضمائر الحية في العالم مساعدتهم لتجاوز محنتهم الإنسانية التي يتعرضون لها نتيجة العدوان الأمريكي الغاشم على مدينتهم.

يأتي هذا في ظل قيام قوات الاحتلال بقطع الكهرباء والمياه بالإضافة إلى إمدادات العلاج والمستلزمات الضرورية عن المدينة في محاولة لتركيعها، وهو ما أدى إلى حالة مأساوية صعبة يعيشها أهالي الفلوجة هذه الأثناء في حالة من الجوع والعطش.

وتحدثت مصادر عراقية من داخل مدينة الفلوجة عن الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة، وأشارت إلى سقوط عدد كبير من القتلى ووجود جثث كثيرة في الشوارع لم يتم إخلاؤها بسبب كثافة القصف الوحشي، وقد وصفها أحد سكان الفلوجة بأنها مقبرة بدون قبور. في حين لم يعد ممكناً تقديم الإسعافات الأولية للجرحى والمرضى بسبب النقص في الأدوية والتجهيزات الطبية، خاصة بعد أن أقدمت قوات الإحتلال على تدمير معظم المراكز الطبية بالإضافة إلى تعلرض الكوادر الطبية للقتل والإصابات.

تخوض قوات الإحتلال الأمريكية ترافقها القوات العراقية معارك عنيفة مع المقاومين المدافعين عن مدينة الفلوجة من جهة الجنوب وفي حي الأسواق بغرب المدينة، في الوقت الذي شن فيه المقاومة العراقية هجمات في المدن العراقية الرئيسية في محاولة لتخفيف الضغط عن الفلوجة الواقعة غرب العاصمة العراقية.

وتواجه قوات الإحتلال مقاومة شرسة في اليوم الخامس من معارك الفلوجة التي خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

وكان مسؤول عسكري أميركي قال في وقت سابق إن أكثر من 500 مسلح قتلوا منذ بدء المعارك في المدينة. كما أفاد مقتل 18 جنديا أميركيا وجرح 69 آخرين بينما قتل خمسة جنود عراقيين وجرح 34.

وقال المصدر نفسه إن 178 جنديا أميركيا وصلوا إلى ألمانيا لتلقي العلاج من إصابتهم بجروح خطيرة، بينما صرح مصدر طبي بألمانيا بأن 227 جنديا أصيبوا بجروح خطيرة أدخلوا المستشفى منذ بدء الهجوم على الفلوجة.

وقد واصلت قوات الأحتلال قصفها الجوي والمدفعي للمدينة وسمعت أصوات انفجارات ضخمة في الجزء الشمالي الغربي منها وامتدت إلى الأجزاء الجنوبية حيث تحاول قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) التقدم لمحاصرة المقاومين هناك.

وقال مصدر عسكري أميركي إن القوات الأميركية تسعى للسيطرة على المدينة بحلول صباح السبت رغم المقاومة الشرسة مؤكدا السيطرة على 75% منها. وأكد المصدر أن هذه القوات تحتاج إلى عشرة أيام أخرى على الأقل لتطهير ما سماه جيوب المقاومة.

وفي السياق نفسه قالت القوات المتعددة الجنسيات في العراق إنها قصفت جامعا في الفلوجة بدعوى أن مسلحين يستخدمونه لإطلاق النار على تلك القوات، الأمر الذي تنفبه مصادر عدة من مدينة الفلوجة.

وفي تطور آخر أسقطت المقاومة مروحيتين من طراز سوبر كوبرا بعد إصابتهما، وادعت متحدثة باسم الجيش الأميركي عدم وجود إصابات في صفوف طاقميهما.

وتبنت جماعة تسمي نفسها الكتيبة الخضراء إحدى كتائب ثورة العشرين إسقاط مروحية تابعة للجيش الأميركي في منطقة الكرمة شمال الفلوجة.

كما أعلن التنظيم في بيان مصور اختطاف مهندس أمريكي من أصل لبناني يدعى دين صادق محمد، ويعمل الرهينة مديرا لمبنى مطار بغداد لحساب شركة سكاي لينك.

وفي تطور آخر أعلن قائد الشرطة في محافظة بابل العميد قيس حمزة فرض حظر التجول بمدينة الحلة بعد مواجهات وتفجيرات بسيارات مفخخة أصيب خلالها 16 شخصا بجروح خلال اليومين الماضيين.

وفي بغداد قتل 18 شخصا وجرح عشرات آخرون في انفجار سيارة مفخخة بشارع السعدون وسط المدينة. كما أدى الانفجار إلى إحراق حوالي عشر سيارات وتدمير العديد من المحال التجارية.

وفي مدينة الموصل التي تبعد 354 كلم شمال بغداد، هاجم المسلحون تسعة مراكز للشرطة وسيطروا على معظمها فيما خاضوا معارك قوية ضد قوات الأحتلال حول الجسور عند نهر دجلة رغم فرض حظر للتجول فيها في وقت مبكر.

وشن الطيران الحربي للإحتلال الأمريكي غارات جوية على الموصل شمالي العراق بعد أن سيطرت المقاومة العراقية على ثالثة كبرى المدن العراقية إثر انسحاب القوات الأميركية من خمسة جسور تربط بين شطري المدينة فجر اليوم.

وقالت متحدثة باسم الجيش الأميركي في العراق إن القصف استهدف مواقع لمن أسمتهم المتمردين في مناطق معينة في المدينة دون أن تذكر تفاصيل أخرى عن حجم الأضرار والخسائر التي خلفتها الغارات.

وجاءت سيطرة المقاومين على الموصل بعد يومين من اشتباكات وهجمات نفذها مسلحون على مراكز للشرطة العراقية والحرس الوطني العراقي والقوات الأميركية رغم فرض سلطات المدينة حظر التجول على المدينة منذ يوم الأربعاء الماضي.

وقال شهود عيان في الموصل إن المقاومين يقومون بدوريات راجلة أو بالسيارات حول المباني الحكومية. كما تتسم الشوارع المؤدية إلى مقر المحافظة ومديرية الشرطة بالخطورة بسبب العبوات الناسفة التي وضعها مقاومون هناك.

وقال أحد الصحفيين من داخل الموصل إن الشرطة أخلت معظم مراكزها في المدينة بعد تهديد المقاومين لها. مشيرا إلى أن المقاومين اقتحموا عددا من مراكز الشرطة وأحرقوها.

من جانبه نفى جيش الإحتلال الأمريكي سيطرة المسلحين على الموصل اليوم مؤكدا أن قواته تقوم بعمليات عسكرية ضد من أسماهم الإرهابيين في المدينة.

وأشار متحدث عسكري أميركي إلى أن قواته لم تنسحب من أي مواقع وإنما تراجعت من أجل السماح للناس بالعبور بين شطري المدينة لأداء صلاة الجمعة. وأضاف أن المسلحين يتمركزون في جنوب غربي الموصل وليس في جميع أرجاء المدينة

في غضون ذلك هاجم الأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى إمام مسجد ابن تيمية في بغداد الشيخ مهدي الصميدعي المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لسكوته على ما يجري في الفلوجة.

وقامت قوات الإحتلال باعتقال الصميدعي ونائبه وأعضاء مجلس شورى الهيئة و41 شخصا آخرين بعد دهم المسجد مساء الأربعاء بمساعدة الحرس الوطني العراقي.

التعليقات