الشرطة المصرية تعتقل 16 شخصا من عصابة اجرامية في قرية جزيرة النخيلة بأسيوط

افادت وكالة رويترز ان الشرطة المصرية اعتقلت اليوم (السبت) 16 من أفراد العصابة المعروفة باسم "أولاد علي حنفي" في جنوب مصر وأزالت 23 منزلا وموقعا حصينا كانت تستخدمها العصابة.

وكان ستة الاف من قوات الشرطة تعززهم نحو 150 مدرعة و70 زورقا مطاطيا قد قصفت يوم 28 فبراير شباط الماضي بأسلحة تشمل قذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة معاقل حصينة لعائلة أولاد علي حنفي في قرية جزيرة النخيلة التي تبعد حوالي 30 كيلومترا جنوبي مدينة أسيوط. ورد أولاد علي حنفي بنيران أسلحة خفيفة. وقال شهود عيان ان قتلى وجرحى سقطوا من الجانبين في اشتباكات استمرت نحو أربعة أيام.

وألقت الشرطة القبض على عزت حنفي (42 عاما) زعيم أولاد علي حنفي المحكوم عليه بالسجن 155 عاما.

وكان ابراهيم سعدة رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم قد ادعى ان اتفاقا غير مكتوب كان قد عقد منذ نحو عشرين عاما بين الشرطة وأولاد علي حنفي تتغاضى الشرطة بمقتضاه عن نشاطهم الاجرامي مقابل أن يمدوها بمعلومات عن المتشددين الاسلاميين.

وأضاف في مقال بالصحيفة "فور تعرض البلاد لسلسلة العمليات الارهابية منذ الثمانينات وما بعدها كان الهم الاول والاخير لاجهزة الامن هو البحث والتنقيب عن أية معلومة تقودها الى الكشف عن تلك الخلايا الارهابية."

وتابع "وقتها تقدم كبير عائلة حنفي الاجرامية(والد عزت حنفي ويقضي حاليا عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة) وعرض على رجال الامن في المنطقة أن يتعاون معهم ويمدهم بالمعلومات عن الجماعة الارهابية بزعم أن عائلته وان كان نشاطها محصورا في القيام بعمليات البلطجة والقتل وزراعة المخدرات وتقديمها لمن يطلبها الا أنها تعلم بكل الانشطة الاجرامية الجنائية والارهابية التي تمارس داخل المنطقة.

"وبالتالي يمكنها أن تزود رجال الامن بكل المعلومات التي تتوافر لديها عن تحركات الجماعات الارهابية والاماكن التي يتنقل عناصرها بينها."

وقال سعده "ربما كانت هناك مبررات اقتنع بها رجال الامن وقتذاك للتعاون مع أسرة حنفي الاجرامية... وهذا ما حدث بالفعل."

وأضاف "والمفهوم طبعا أن هذا الاتفاق كان يعني ضمنا أن يصرف الجهاز الامني النظر عن النشاط الاجرامي لعائلة حنفي... واستغلت عائلة حنفي هذا الاتفاق أسوأ استغلال وتصور كبيرها أنه أصبح دولة داخل الدولة وأن تحييد رجال الامن هو أعظم حلم يمكن أن يتحقق لاية عصابة اجرامية تمارس جرائمها بكل حرية وربما تحت سمع وبصر رجال الشرطة."

وتقول مصادر في أسيوط ان من بين أولاد علي حنفي من اشتركوا الى جانب الشرطة في قتل متشددين اسلاميين.

وقال وزير الداخلية حبيب العادلي في مؤتمر صحفي يوم الخميس ان سبب التأخير في القضاء علي أولاد علي حنفي هو أن الوزارة كان لديها أولوية تتمثل في القضاء على الارهاب. وقال ان الشرطة ستتفرغ بعد احكام السيطرة على جزيرة النخيلة لتصفية "بؤرة اجرامية أخرى" هي نجع عبدالرسول.

وكانت صحيفة الاهرام المصرية قد قالت يوم 29 فبراير شباط الماضي ان فساد مسؤولين وضباط شرطة تسبب في عدم القضاء على "امبراطورية أولاد علي حنفي" قبل "استفحالها وانتشارها كالسرطان في المنطقة".

ونقلت عن مسؤول في أسيوط قوله ان "وراء هذه البؤرة الاجرامية الخطيرة فساد بعض رجال الادارة خاصة بأبو تيج (المدينة التي تتبعها قرية النخيلة) فضلا عن فساد وانحراف بعض رجال الشرطة أيضا في أبو تيج وعدم التعامل مع هذه البؤرة الاجرامية بالجدية والحسم المطلوبين."

وقالت مصادر أمنية يوم السبت ان الشرطة تستعد لاقتحام معقل نجع عبد الرسول. وقال مصدر "تستعد الشرطة لاقتحام نجع عبد الرسول في محافظة أسيوط للقضاء على بؤرة اجرامية أخرى." وأضاف أن "اسقاط معقل الخارجين على القانون في نجع عبد الرسول بات ملحا بعد لجوء عدد من الفارين من جزيرة النخيلة اليه."

ويقع نجع عبد الرسول على بعد 15 كيلومترا شمالي مدينة أسيوط ويسكنه نحو 6000 نسمة.

وقال مصدر أمني ان الخارجين على القانون في نجع عبد الرسول يرتكبون جرائم زراعة مخدرات واتجار بها واتجار في السلاح مثل أولاد علي حنفي. وأضاف أن المطلوبين هناك أبعدوا نساء وأطفالا عن النجع استعدادا لمواجهة دامية مع الشرطة.

____________________________
المصدر: وكالة رويترز