الصحافية السودانية تفضل السجن على دفع غرامة إثر ادانتها بارتداء البنطلون

-

الصحافية السودانية تفضل السجن على دفع غرامة إثر ادانتها بارتداء البنطلون
أعلن محامي الصحافية السودانية لبنى أحمد الحسين ان موكلته نقلت الى السجن بعد رفضها دفع الغرامة التي فرضتها المحكمة عليها الاثنين لإدانتها بارتداء البنطلون.

وقال المحامي كمال عمر 'لقد نقلت الى سجن النساء في ام درمان' المحاذية للخرطوم. واكدت مصادر متطابقة نقل الصحافية الى السجن.

واعتبرت محكمة شمال الخرطوم، الاثنين، الصحافية مذنبة لارتدائها زيا 'غير محتشم' وهو السروال، لكنها اكتفت بتغريمها 500 جنيه سوداني (200 دولار) او السجن لمدة شهر في حال عدم تسديد الغرامة.

ولكن الصحافية قالت في اتصال هاتفي 'لن أدفع الغرامة وأفضل الذهاب الى السجن'.

ويبدو ان محاولات محاميها لاقناعها بدفع الغرامة فشلت.
وتخوض لبنى حسين معركة من أجل إلغاء البند 152 من قانون العقوبات السوداني الذي يقضي بعقوبة تصل الى 40 جلدة لكل من 'ارتكب فعلا فاضحا أو يخدش الحياء العام أو من ارتدى ملابس غير محتشمة'.

وكانت لبنى حسين أوقفت مع 12 سيدة أخرى مطلع تموز/يوليو الماضي في مطعم بالخرطوم لأنهن كن يرتدين السراويل اذ اعتبرت الشرطة ملابسهن 'غير محتشمة'.

واستدعت الشرطة بعد ذلك 10 من السيدات اللاتي ألقي القبض عليهن معها وتم جلد كل منهن عشر جلدات.
وكان يفترض ان تعامل لبنى حسين مثلهن لولا انها احتجت وبدأت حملة علنية للدفاع عن حقوق النساء.

وكانت الصحافية السودانية صرحت بأن القانون يتعمد الغموض فيما يتعلق بماهية الملابس المحتشمة، حتى تتمكن السلطات من معاقبة النساء.

وسريعا ما أخلت الشرطة المكان خارج محكمة في الخرطوم وضربت عددا من المحتجين بالهراوات والقت القبض على عشرات من النساء المساندات للبنى حسين التي لقيت قضيتها اهتماما عالميا منذ القاء القبض عليها في حفل في تموز/يوليو مع 12 اخريات.

وتعد قضية لبنى حسين اختبارا لقواعد الحشمة التي تقول كثيرات من النشطات انها غير واضحة مما يترك لكل ضابط مجالا واسعا لتفسيرها وتحديد ما هي الملابس غير المقبولة.

ونشرت لبنى حسين وهي صحافية سابقة كانت تعمل لدى الامم المتحدة وقت القبض عليها قصتها ووقفت أمام الكاميرات لتصورها وهو ترتدي بنطلونا فضفاضا وطلبت مساندة وسائل الاعلام.

وقالت المحتجة سوسن حسن لرويترز 'منحتنا لبنى فرصة.. انها شجاعة.. لقد ضربت الاف الفتيات منذ التسعينيات ولكن لبنى أول من لم تلزم الصمت'.

وتجمع نحو 150 محتجا معظمهم من النساء ارتدى بعضهن بنطلونات وهم يلوحون بلافتات خارج محكمة في الخرطوم احيطت باجراءات امن مشددة وشرطة مكافحة الشغب مزودة بهراوات ودروع.

ثم انضم الى الموقع عشرات من الرجال واطلقوا شعارات دينية وادانوا لبنى حسين وأنصارها ووصفوهن بالعاهرات وطالبوا بعقوبة صارمة لها.

ووقعت مصادمات وانتزع محتج ملتح لافتة ورقية ومزقها. وتدخلت شرطة مكافحة الشغب وضربت المحتجين بالهراوات. ولاحقا اقتادت الشرطة عشرات النساء الى حافلة صغيرة غادرت المكان.

وقالت طبيبة جراحة ترتدي بذلة بيضاء قبل ان تخلي شرطة مكافحة الشغب المكان 'انهم يضربوننا. يحاولون استفزازنا للقيام بعمل يتسم بالعنف كي يردون علينا ويبعدونا عن الشوارع. لم اتصور ابدا ان يحدث ذلك'.

وفي وقت سابق ذكر محامي الدفاع نبيل اديب عبد الله ان قانون الزي المحتشم فضفاض لدرجة تحول دون حصول لبنى حسين على محاكمة عادلة. وترفض موكلته الاتهامات وتقول ان ملابسها كانت محتشمة وانها لم تخالف القانون.
وسبق ان ذكرت ان عشرة من النساء الاخريات اللائي اعتقلن معها اعترفن بذنبهن وجلدن.

وأجل القاضي الجلسة الاخيرة لمحاكمة لبنى حسين للتحقق مما اذا كانت لديها حصانة من المحاكمة لانها كانت تعمل كمتحدثة صحافية للامم المتحدة وقت القبض عليها.
وقالت لبنى حسين انها استقالت من وظيفتها في الامم المتحدة لتتخلى عن اي حصانة قانونية حتى يمكن الاستمرار في نظر قضيتها لتثبت براءتها وتتحدى قانون الحشمة.

وقال مسؤولون في الامم المتحدة ان المنظمة ابلغت السودان ان لبنى حسين كانت لها حصانة من اي اجراءات قانونية لانها كانت موظفة في المنظمة الدولية وقت القبض عليها.

التعليقات