الفلوجة تدفن شهداءها وسط استمرار المقاومة والإحتلال الأمريكي يحشد القوات في الموصل

وسط أسراب الذباب وتعفن الجثث وتحلل بعضها نظرا لمقتل أصحابها منذ عدة أيام كانت عملية التعرف عليها شبه مستحيلة * الآلاف في مظاهرة في مدينة نابلس تضامناً مع العراق

الفلوجة تدفن شهداءها وسط استمرار المقاومة والإحتلال الأمريكي يحشد القوات في الموصل
أفادت مصادر في جيش الإحتلال الأمريكي أن عدد قتلى الجنود منذ بدء الهجوم بلغ 51 قتيلا فيما جرح 425. وأضافت أن ثمانية جنود عراقيين قتلوا وأن عدد الجرحى 43 مصابا، في حين قتلت القوات الأميركية نحو 1200 مسلح واعتقلت أكثر من ألف شخص.

ومع تواصل القصف الأمريكي على الفلوجة واندلاع اشتباكات متقطعة في بعض أنحاء المدينة، وصف شهود عيان الأوضاع الإنسانية هناك بأنها سيئة للغاية، حيث تنتشر مئات الجثث في شوارع المدينة التي تفتقر للخدمات الأساسية.

واصلت مدينة الفلوجة العراقية التي تحولت الى ساحة حرب دفن قتلاها.ووصلت اليوم الجمعة شاحنة محملة بالجثث الى مشارف الفلوجة لدفنها وسط مظاهر غضب شديد من القوات الامريكية التي تقول انها قتلت 1200 مقاتل عراقي واجنبي.

ومع تواصل عمليات التفتيش التي تقوم بها قوات مشاة البحرية الامريكية من منزل الى منزل واشتباكها من حين لاخر مع المقاومين أصبح التنقل في المدينة صعبا لكن الامريكيين سمحوا لمنظمات محلية تطوعية بجمع بعض الجثث.

وصلت أكثر من 20 جثة الى قرية سقلاوية يوم الجمعة وكان في استقبالها نحو 150 رجلا اخرجوا الجثث من أكياس بلاستيكية خاصة بالجيش في محاولة للتعرف عليها ودفنها وفقا للشريعة الاسلامية.

لكن وسط أسراب الذباب وتعفن الجثث وتحلل بعضها نظرا لمقتل أصحابها منذ عدة أيام كانت عملية التعرف عليها شبه مستحيلة لكن غالبيتها كانت لرجال في سن القتال وواحدة على الاقل ارتدى صاحبها سترة توضع فيها الذخيرة.

وقد حفرت بعض الحفر انتظارا لمجيء المزيد الى جانب قبور حديثة بها شواهد بسيطة وسط منطقة قاحلة تقع بين أعمدة الضغط العالي.

ومن جهة أخرى نشر المقاومون في الفلوجة بيانا يتضمن حصيلة خسائر الاحتلال الأمريكي جراء الهجوم العسكري على المدينة. وجاء في بيان صدر عن مجلس شورى المجاهدين أن المقاومة قتلت 400 جندي أميركي و140 جنديا عراقيا موالياً فيما أكد فرار ضابط أميركي وجنوده أثناء القتال.

وأضاف البيان أنه تم إسقاط مقاتلتين من طراز "إف 16" و11 مروحية وخمس طائرات بدون طيار ومروحية نقل على متنها 60 جنديا. وأضاف البيان أنه تم أسر 123 جنديا عراقيا و15 بريطانيا. كما أكد تدمير 11 دبابة من طراز أبرامز وتسع مركبات عسكرية و13 هامفيز

وفي تطور آخر أعلن ضابط عراقي كبير أن وحدات خاصة عراقية مدعومة بجنود الإحتلال الأمريكي تستعد لشن هجوم على مواقع المقاومة العراقية في مدينة الموصل شمالي العراق.
وقال اللواء رشيد فليح إن 1600 من قوات الأمن العراقية و1200 جندي أمريكي سيشاركون في العملية.

وفي الموصل أيضا أعلن الناطق باسم اللجنة الانتخابية في العراق فريد أيار أن مسلحين أضرموا النار في مخازن لاستمارات الناخبين بالمدينة. وكانت مجموعة عراقية مسلحة هددت بضرب مراكز الاقتراع وكل من يترشح للانتخابات العراقية.

المصدر الجزيرة والوكالاتوعلى صعيد متصل أفاد مراسل عرب 48 في الضفة الغربية رومل شحرور السويطي أن ألاف المواطنين في مدينة نابلس شاركوا اليوم في مسيرة "المناصرة للفلوجيين" حملوا خلالها الرايات واليافطات التي تندد بالممارسات القمعية الأمريكية ضد أهالي الفلوجة خاصة والعراقيين عامة.

وكانت حركة حماس قد دعت الشعب الفلسطيني عامة واهالي مدينة نابلس المحاصرة للمشاركة بالمسيرات التضامنية والدعوة بالنصرة للاخوان في العراق".

وقالت في بيان وزعته الحركة امس انه "بالرغم من أن التصوير كان قليلا جدا لما يجري بالعراق فان ما سمح بنشره يشير إلى حصول حرب ابادة جماعية ترتكب بحق أبناء الفلوجة وما صورة الجندي الاميركي الذي قتل مستغيثا في بيت من بيوت الله إلا عينة من المجازر الوحشية التي تمارس بحق المحاصرين في الفلوجة".

وأشار البيان إلى أن القوات الاميريكة تستخدم أسلحة فتاكة ومحرمة دوليا بحق أهالي الفلوجة وتستخدم المدنيين دروعا بشرية في عدوانها، معتبرة القرار الأمريكي القاضي بمنع قوافل الإغاثة الطبية والغذائية من الدخول يهدف لإخفاء الجرائم الوحشية، "مما يشكل مخالفة صارخة لأبسط قواعد حقوق الإنسان ومعاهدة جنيف التي تتشدق بها الدعاية الاميريكية".

وطالبت حركة حماس عبر بيانها هذا الدول العربية والإسلامية بالمبادرة لتقديم العون السياسي والمادي للمدن المحاصرة والمنكوبة في العراق واتخاذ مواقف سياسية واضحة تدين الاعتداءات الأمريكية على شعبنا في العراق.

هذا وقام المشاركون في مسيرة امس برفع الاعلام الفلسطينية والعراقية فيما حرقوا مجسما امريكيا وهتفوا منددين بجرائم الاحتلاللين الاسرائيلي والامريكي لكل من فلسطين والعراق ودعو الى ضرورة مواصلة المقاومة حتى دحر المحتلين عن العراق وفلسطين.

من جانبه حمل رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ حامد البيتاوي الحكام والحكومات العربية مسؤولية ما يجري لمدينة وأهالي الفلوجة العراقية وما يتعرضون له من حرب من قبل قوات الإحتلال الأمريكية.

فقد تناول البيتاوي من على منبره في مسجد الحاج معزوز المصري بنابلس موضوع الحرب الأمريكية على العراقيين ودوافعها وما قادت إليه من نتائج على منذ بدايتها إلى الآن.

وقال البيتاوي: "تتلخص بواعث الحرب بالطمع والجشع الأمريكي في السيطرة على مصادر النفط والبترول والسيطرة على خيرات العراق وذلك حتى تصبح القوة كلها بيد الغرب، وكذلك الرغبة في تحقيق حلم الصهاينة بإقامة الدولة "الصهيونية" من النيل إلى الفرات" حسب البيتاوي.

وأشار إلى أن الدول العربية وقفت موقف الخيانة الكبرى في دعمها للأمريكان في حربهم هذه، "فكل دولة قدمت لها المساعدة سواء في أراضيها أم مطاراتها وحتى في جنودها، وكان أولها حكومة إياد علاوي".

وتابع "لماذا لا نقدم المساعدة للعراقيين الذين افتدونا بأرواحهم في مقاومة الإحتلال هنا في نابلس، فها هي قبور شهدائهم والتي تتجاوز المئات في المدينة وحدها ما زالت خير دليل على وقوفهم معنا وبجانبا".

التعليقات