القمة العربية تعيد طرح مبادرة بيروت للسلام

القذافي سعي الى اختطاف اضواء اليوم الاخير للقمة، والبروز على حساب الفلسطينيين، من خلال تكرار طرح مبادرته المرفوضة التي تدعو الى اقامة دولة ثنائية يسميها "اسراطين"!

القمة العربية تعيد طرح مبادرة بيروت للسلام
أعاد الزعماء العرب، في ختام اعمال قمتهم في الجزائر، اليوم الاربعاء، طرح مبادرة السلام التي كانوا أقروها في قمة بيروت عام 2002 والتي تعرض اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل مقابل انسحابها الى حدود عام 1967.

وقال البيان الختامي للقمة ان السلام "خيار استراتيجي" للعرب لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي.

وتابع أن القادة أكدوا "مجددا على التمسك بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط كخيار استراتيجي لحل الصراع العربي الاسرائيلي مؤكدين في هذا السياق على المبادرة العربية للسلام والتي اقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد القائمة على مبدأ الارض مقابل السلام وخارطة الطريق واستغلال الاجواء المستجدة التي انعشت الامال في استكمال العملية السلمية وما يمكنه ذلك من فرصة لاعادة قوة الدفع لها من اجل السلام."

وذكرت مبادرة بيروت أن الدول العربية ستقيم علاقات طبيعية مع اسرائيل حالما تلبي الشروط العربية.

واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم ان القمة لم تحمل اية بشائر، لأن مبادرة الاردن رفضت من قبل سوريا والجزائر والامين العام للجامعة العربية. وبرأي شالوم ان اشتراط التطبيع بالانسحاب، او ما يسميه شالوم "تنازلات"، هي شروط غير مقبولة في المجالين السياسي والأمني!

وقال المتحدث باسم وزارة شالوم، مارك ريجيف، ان القمة لم تقترح اجراء حوار. وتابع "من قراءتنا الاولى... يبدو أنه لا يوجد قدر كبير جديد. نشعر بخيبة أمل لانه لم يتم فعل شيء لوضع جوهر وراء هذا البيان"!

وكان الاردن قد حث القادة العرب على اعادة طرح وتبسيط مبادرة 2002 لجعلها أكثر جاذبية لاسرائيل والرأي العام العالمي. وطرح نصا يتضمن تعهدا صريحا باقامة علاقات طبيعية. لكن بعض الحكومات العربية رفضت أي مبادرات جديدة تجاه الدولة اليهودية في هذا الوقت واكدت ان قمة الجزائر لن تكون قمة التطبيع.

وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه لا سبب للتعجل في اقامة علاقات طبيعية فاسرائيل لا تزال تبني مستوطنات والجدار العازل واذا اتخذت خطوة سيتخذ العرب خطوة.

وقال وزير الخارجية اللبناني محمود حمود الذي ان لبنان لا يفكر في التطبيع لا الان ولا في المستقبل. وتابع أنه توجد مبادرة السلام العربية التي يلتزم بها الجميع.

وقال ناصر القدوة وزير الخارجية الفلسطيني ان القادة العرب طلبوا من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رئيس القمة الحالية منح المبادرة دفعة جديدة بما يراه ملائما. وقال مسؤولون يوم الثلاثاء ان مجموعة من الرؤساء يمكنها أن تقوم بجولة للترويج لها.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحفيين ان الفلسطينيين يريدون لهذه المبادرة أن تجد طريقها للعالم.

وتضمن البيان الختامي تفاصيل للشروط التي يجب على اسرائيل تلبيتها لدمجها في المنطقة.

وتشمل هذه الشروط انسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من يونيو حزيران 1967 وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس والتوصل لحل عادل للاجئين يقوم على قرار الامم المتحدة لعام 1948 الذي يمنحهم حق العودة أو تلقي تعويضات.

لكن البيان أضاف أن هناك أجواء جديدة في الشرق الاوسط "انعشت الامال في استكمال العملية السلمية وما يمثله ذلك من فرصة لاعادة قوة الدفع لها من اجل السلام."

واصر الزعيم الليبي معمر القذافي، وكما فعل في القمة السابقة، السعي الى اختطاف اضواء اليوم الاخير للقمة، والبروز على حساب الفلسطينيين، من خلال تكرار طرح مبادرته المرفوضة فلسطينيا وعربيا، والتي تدعو الى اقامة دولة ثنائية على ارض فلسطين التاريخية اسمها "اسراطين". وبدا القذافي كمن يعتبر نفسه الآمر الناهي في القضية الفلسطينية حين يقول "لن نسمح باقامة دولتين"!

وذهب القذافي الى ابعد من ذلك حين توجه الى عباس قائلا: "لا تزعل فانا اعتقد ان الاسرائيليين والفلسطينيين أغبياء لسعيهم الى دولتين منفصلتين" .

التعليقات