المعارضة المصرية ترفض التعديل الانتخابي الجديد بسبب شروطه

الصيغة تشترط حصول المرشح المستقل للرئاسة على تأييد 300 من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحافظات، ويسمح للأحزاب السياسية بترشيح قيادييها دون هذه الشروط فقط في الانتخابات القادمة

المعارضة المصرية ترفض التعديل الانتخابي الجديد بسبب شروطه
رفض نواب الاقلية المعارضة في مجلس الشعب المصري التعديل الدستوري للمادة 76 المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية. وقد اقر المجلس هذا التعديل اليوم، باصوات 405 أعضاء من بين 454 عضوا بينما امتنع عضوان عن التصويت واعترض أكثر من 20 عضوا, ولم يعلن البرلمان عددا محددا للمعترضين. وقال المعارضون للتعديل انه يضع شروطا مستحيلة أمام المستقلين بل وحتى الاحزاب المعترف بها التي لن يكون باستطاعتها التقدم بمرشحين بعد الانتخابات المقبلة المستثناة من تلك الشروط.

وقالت الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" انها تدعو لمقاطعة الاستفتاء على الصيغة الجديدة ومقاطعة انتخابات الرئاسة

وتشترط الصيغة التي أقرها البرلمان أن يحصل المرشح المستقل للمنصب على تأييد 300 على الأقل من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحافظات. ويشترط أن يكون منهم أعضاء في 14 على الأقل من مجالس المحافظات و65 عضوا على الأقل في مجلس الشعب و25 في مجلس الشورى.

وسمحت الصيغة للأحزاب السياسية بترشيح قيادييها للمنصب دون هذه الشروط في الانتخابات الرئاسية القادمة. وللانتخابات التي تليها اشترطت الصيغة أن يكون قد مضى على الحزب خمس سنوات في العمل السياسي وللقيادي المرشح منه سنة في موقعه وأن يكون الحزب حاصلا على خمسة في المائة من مقاعد مجلسي الشعب والشورى.

وأيد المتحدثون من الحزب الوطني الديمقراطي الصيغة. وأيدها حيدر بغدادي النائب عن الحزب العربي الديمقراطي الناصري لكن زملاء له في الحزب صاحوا في وجهه استنكارا. وأعلن رئيس الحزب ضياء الدين داود فصل بغدادي من الحزب على الفور.

وقال ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الوفد منير فخري عبد النور "للاسف لم يأت النص المقترح محققا لامالنا في التغيير المنشود ولهذا نرفضه لعدة أسباب أهمها أن شروط الترشيح المقترحة تحول دون ترشيح أي منافس لمرشح حزب الاغلبية وهو ما يتنافى مع هدف الرئيس مبارك" من اقتراح التعديل.

وأضاف أن "تشكيل اللجنة المشرفة على الانتخابات يتيح لحزب الاغلبية السيطرة عليها."

وتتضمن الصيغة تشكيل اللجنة من خمسة قضاة وخمس شخصيات عامة يختار مجلس الشعب ثلاثا منها ويختار مجلس الشورى اثنين.

وقال خالد محيي الدين ممثل الهيئة البرلمانية لحزب التجمع الوطني التقدمي "اننا نوافق على تعديل الدستور من حيث المبدأ لكننا نرفض الصياغة المقترحة لانها تتضمن شروطا مُعجًزة للترشيح."

وكان محيي الدين وهو أحد ضباط الجيش الذين قاموا بثورة عام 1952 قد قال انه مستعد لترشيح نفسه اذا جاءت صيغة التعديل الدستوري ملائمة.

وقال رئيس حزب الغد أيمن نور "صياغة التعديل أعادتنا الى نقطة الصفر حيث شعرنا أننا نعيد صيغة الاستفتاء بطريقة الانتخاب."

وأضاف أن "الشروط الواردة هي تكليف بالمستحيل لاننا لا يمكن ان نتصور أن هناك مرشحا مستقلا يستطيع الحصول على تأييد 300 من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية.

"فنحن بذلك نضع عقبة كبيرة أمام المرشحين المستقلين. أما بالنسبة للاحزاب فكيف نستثنيها من أية شروط في الانتخابات القادمة فقط ثم نلغيها في الانتخابات التي ستجري بعد ست سنوات. وماذا يحدث اذا اضطررنا لاجراء انتخابات بعد ثلاثة أو ستة أشهر وهذا وارد."

وأعلن نور الذي تحدد يونيو حزيران القادم موعدا لمحاكمته بتهمة تزوير أوراق تأسيس حزبه ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية.

ويقول نور ان التهمة ملفقة لهز صورة الحزب الذي برز على الساحة السياسية في غضون شهور من تأسيسه. لكن الحكومة تقول ان التهمة جنائية.

التعليقات