امريكا تتشاور مع العرب بشأن "مبادرة اصلاح" مثيرة للجدل

وزارة الخارجية الامريكية تتحدث عن "الحاجة الملحة لمواجهة البطالة الهائلة في الشرق الاوسط والفقر والقمع لانها (برأيها) سبب ظهور المشاعر المعادية للغرب وللولايات المتحدة"

امريكا تتشاور مع العرب بشأن
تجري الولايات المتحدة مشاورات مع دول عربية رئيسية، هذا الاسبوع، وهي تسعى بذلك لتهدئة معارضة متنامية لخطة تقضي باجراء اصلاحات شاملة اقتصادية وسياسية وثقافية في الشرق الاوسط أصبحت تمثل الملامح الاساسية للسياسة الخارجية للرئيس الامريكي جورج بوش.

ويعتزم وكيل وزارة الخارجية الامريكية مارك جروسمان وهو ثالث أكبر مسؤول في وزارة الخارجية القيام بجولة تبدأ غدا، الاحد، وتشمل زيارة الاردن ومصر والمغرب والبحرين بالاضافة إلى تركيا وبروكسل.

ويسعى مسؤولون امريكيون لقوا انتقادات من محللين اوروبيين وعرب، بل وامريكيين، ايضا إلى تهدئة مخاوف وتفسير أفكار مازالت تتبلور قبل ان يخيم الجدل السياسي على مبادرة الشرق الاوسط الكبير.

وسيطرح هذا الموضوع على بساط البحث عندما يجتمع خافيير سولانا، مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، ومسؤولون آخرون من الاتحاد الاوروبي مع وزير الخارجية الامريكي، كولن باول، ومستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي، كوندوليزا رايس، في واشنطن، يوم الاثنين.

وقال مسؤول في مقابلة، ان من المتوقع ان يؤكد جروسمان خلال جولته على التزام بوش بالمبادرة والتأكيد على انه بينما تعكس هذه المبادرة "فكرة ثورية فاننا سنسعى إلى تنفيذها بطريقة تدريجية."

كما سيؤكد جروسمان على الحاجة الملحة لمواجهة البطالة الهائلة في الشرق الاوسط والفقر والقمع وهي أحوال تعتقد الادارة الامريكية انها أدت إلى ظهور المشاعر المعادية للغرب والمشاعر المتطرفة المناهضة للولايات المتحدة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هذه المنطقة يجب ان تنضم إلى بقية العالم على نحو ما.. إنها مسألة مباشرة للغاية .. الحرية سوف تطلق حريتك."

ووزعت ادارة بوش مسودة الخطة التي تود ان تقرها مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني عندما تجتمع في سي ايلاند بولاية جورجيا في حزيران القادم.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تريد "شيئا مستديما.. نفس النوع من العملية في صورة بيان يحتوي على المباديء."

وبينما تسعى واشنطن إلى حشد تأييد العرب يجري حديث عن دعوة زعماء الاردن والمغرب والبحرين إلى اجتماع مجموعة الدول الثماني وعن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للبيت الابيض.

وقبل ان تتسرب مسودة المبادرة إلى صحيفة "الحياة"، لم يكن يعرف الكثير عن تفاصيل الاسلوب الامريكي مما أغضب الزعماء الاوروبيين والعرب على حد سواء. وأوضح بوش رؤيته الشاملة في عدة كلمات القاها في الآونة الأخيرة.

وتريد الادارة الامريكية من الدول الصناعية تشكيل شراكة للنهوض بالديمقراطية والتجارة الحرة وتحقيق المساواة للمرأة والتنمية الاقتصادية من المغرب إلى باكستان.

وتشمل المقترحات تدريب المدرسات على تعليم الفتيات وتوصيل حجرات الدراسة بشبكة الانترنت وتدريب القضاة وانشاء نظم انتخابية وتمويل بنوك التنمية.

وشكا زعماء عرب من انه لم يتم التشاور معهم وان الاصلاح يجب ان يأتي من الداخل لا ان يفرض عليهم.

وظهر وزير الخارجية الامريكي كولن باول هذا الاسبوع في العديد من البرامج في الشرق الاوسط ليؤكد على ان واشنطن لن تفرض ارادتها على المنطقة.

ويخشى مسؤولون اوروبيون من ان المبادرة الامريكية ستحل محل خطة برشلونة للشرق الاوسط وتعمق الصدام بين الغرب والعالم العربي فيما تتجاهل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وقال مسؤول امريكي إن الاوروبيين "يعرفون اننا جادون واننا نبحث عن وسائل لصياغة المبادرة."

لكن البحث عن الاخطاء يتنامى في واشنطن حيث رفض حلفاء للادارة الامريكية هذه المبادرة ووصفوها بأنها تخلو من المضمون. وقال محلل جمهوري "انها كارثة".

التعليقات