بعد إغتيال تويني: ميليس يطلب إعتقال مسؤولين سوريين في قضية الحريري

المطالبة بمحكمة دولية للتحقيق في إغتيال النائب والإعلامي جبران تويني والإغتيالات السابقة * جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "المناضلون من أجل وحدة وحرية المشرق" تتبنى المسؤولية

بعد إغتيال تويني: ميليس يطلب إعتقال مسؤولين سوريين في قضية الحريري
وكانت قد عقدت الحكومة اللبنانية اجتماعا طارئا ظهر اليوم لبحث الموقف بعد اغتيال النائب والإعلامي جبران تويني في انفجار عنيف هز المنطقة الصناعية ببيروت الشرقية.

وقال وزير الدولة اللبناني للشؤون البرلمانية ميشيل فرعون إن الاجتماع سيبحث الاقتراحات الخاصة بتشكيل محكمة دولية في الحادث وحوادث الاغتيالات السابقة.

واعتبر فرعون أن التطورات الجارية تدفع باتجاه المطالبة بالتحقيق والمحاكمة الدولية، واصفا اغتيال تويني بأنه مصيبة كبرى.

من ناحية أخرى هدد وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتبن مجلس الوزراء طلب إنشاء محكمة دولية في اغتيال الحريري.

وجاء أن تحقيقات مكثفة بدأت على الفور حول ملابسات اغتيال تويني(48 عاما) الذي كان يشغل أيضا منصب المدير العام لصحيفة النهار اللبنانية والمعروف بمعارضته لسوريا.


من جهة أخرى سارعت سوريا إلى إدانة اغتيال تويني، وقال بيان رسمي نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن توقيت الانفجار الذي وقع في بيروت اليوم يدل على نية لإلحاق الضرر بسمعة دمشق.

وأعرب البيان عن "ألم سوريا لحوادث التفجير والاغتيال المدانة التي تستهدف أمن لبنان واستقراره والسلم الأهلي في ربوعه", مؤكدا أن "من يقف وراء هذه التفجيرات هم أعداء لبنان".

من جانبه اتهم وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله ما وصفه بـ"التدخل الأجنبي" في لبنان بزعزعة السلام فيه. وأكد الوزير السوري في تصريحات صحفية أن سوريا "تدين أعمال الإرهاب ولا توافق على هذه الوسيلة بغض النظر عن الاختلاف السياسي مع هذا الشخص أو ذاك".

واستنكر اتحاد الصحفيين فى سورية اغتيال جبران توينى.
ووصف الدكتور صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحفيين السوريين فى بيان للاتحاد اليوم اغتيال توينى بأنه جريمة نكراء تستهدف الحريات الصحفية واقلام الصحفيين الذين يوءكدون حقهم المشروع فى حرية الرأى والتعبير .

وتزامن اغتيال تويني مع تقديم تقرير القاضي الألماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على أن يجتمع مجلس الأمن الثلاثاء لمناقشته.

في هذه الأثناء وبينما تبنت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "المناضلون من أجل وحدة وحرية المشرق" مسؤولية اغتيال تويني، نفت سوريا التهمة عنها بعد أن اتهمها الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الذي كان من أشد منتقدي سوريا، والداعين إلى خروجها من لبنان.

من جانبه رفض الوزير اللبناني السابق وئام وهاب اتهام سوريا، وقال إن محاولة اغتيال أحد قادة حزب الله قبل أيام تؤكد تغلغل إسرائيل في لبنان أمنيا، داعيا إلى عدم التسرع في اتهام سوريا.

من ناحية أخرى أدان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي "بحزم كبير" اغتيال تويني، وذلك في بيان نشر في بروكسل خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد.

وكان قد قتل النائب والإعلامي اللبناني جبران تويني في انفجار هز المنطقة الصناعية في ضاحية المكلس في بيروت الشرقية. وأفادت حصيلة أولى أن ثلاثة آخرين على الأقل قتلوا في الانفجار الذي وقع قبل ظهر اليوم.

وقالت مصادر أمنية وإعلامية لبنانية إن سيارة مفخخة تسببت في الانفجار الذي وقع في منطقة المكلس القريبة من مكاتب لجنة الأمم المتحدة .

وقالت الشرطة اللبنانية ان انفجارا قويا وقع حوالى الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (07,00 تغ).

وكان مهندس لبناني قد ابلغ وسائل الاعلام ان الانفجار وقع على الطريق بين بيت مري (شرق) وبيروت على طريق المنصورية-المكلس. واضاف "تجاوزت موكب شخصية بارزة قرب المنصورية ووقع الانفجار خلفي بعد دقائق".

وسارعت الاذاعة الاسرائيلية العامة الى توجيه اصابع الاتهام الى سوريا، زاعمة ان العملية المتزامنة مع تقديم تقرير ميليس الى مجلس الامن الدولي، "تؤكد ضلوع سوريا في عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات المعارضة اللبنانية"!!
اتهم تقرير المحقق الألماني ديتليف ميليس في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الااسبق رفيق الحريري سوريا بعدم التعاون الكامل، ووصف تعاون دمشق بأنه "بطيء"

وقال التقرير الذي تسلمه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن "هناك أدلة جديدة على أن الاستخبارات السورية واللبنانية كانتا على علم مسبق بالتخطيط لاغتيال الحريري".

كما طالب التقرير باعتقال خمسة مسؤولين سوريين استجوبوا في فيينا مؤخرا للاشتباه "بتورطهم في التخطيط والتنظيم والإعداد" لاغتيال رفيق الحريري. واعتبر أن مدة التحقيق كانت غير كافية وطالب بمهلة جديدة مدتها ستة شهور على الأقل!

من جهة ثانية قررت الحكومة اللبنانية بعد اجتماع طارئ لها اليوم الاثنين دعوة مجلس الأمن الدولي للنظر في اغتيال النائب والإعلامي جبران تويني في انفجار عنيف هز المنطقة الصناعية في بيروت الشرقية.

وادعى ميليس "علمت اللجنة أنه بعد اغتيال السيد الحريري قام مسؤول سوري رفيع المستوى بتزويد جماعات وأفراد في لبنان بأسلحة وذخيرة من أجل خلق حالة من الفوضى العامة كرد فعل على أي اتهام بضلوع سوريا في اغتيال الحريري."

وحاول التقرير أيضا أن يفند أقوال الشاهد السوري حسام طاهر حسام الذي تراجع عن افادته الشهر الماضي واتهم مسؤولين لبنانيين بتهديده وتعذيبه وعرض رشوه عليه لحمله على الشهادة زورا.

لكن ميليس زعم ان اللجنة تلقت "معلومات موثوق منها" قبل تراجع حسام عن افادته بأن "مسؤولين سوريين اعتقلوا وهددوا بعضا من أقارب حسام في سوريا."

وأفاد التقرير بأن "التحقيق الاولي خلص الى أن السلطات السورية أثرت على السيد حسام."

وشكك التقرير فيما اذا كانت اللجنة القضائية التي شكلتها سوريا "ملتزمة باجراء تحقيق مستقل وشفاف ويتسم بالمهنية في هذه الجريمة

وقال مسؤول سوري ان سوريا تدرس تقرير التحقيق الذي أجرته الامم المتحدة في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه لرويترز "تجري دراسة التقرير ولن يصدر أي تعليق قبل الانتهاء من ذلك

وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في بيان إلى الصحفيين إنه سيبادر إلى مطالبة مجلس الأمن التحقيق في كل قضايا الاغتيالات والتفجيرات التي هزت لبنان وليس فقط حادث اغتيال تويني، مشيرا إلى أن بيروت ستطلب أيضا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل محكمة دولية خاصة للتحقيق بهذه القضية.

كما أشار السنيورة إلى أنه التقى في وقت سابق مع السفراء العرب وممثلي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وبعث برسائل إلى كوفي أنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يدعو فيها إلى مساندة الشعب اللبناني.

وشدد السنيورة على أن التفجيرات المتوالية تجاوزت حدود الاستهداف الشخصي إلى مصير الشعب اللبناني، قائلا "إن المجرمين ماضون في قتلنا واحدا بعد الآخر ولن نرضخ".

التعليقات