بوش خطط لقصف مقر قناة الجزيرة في قطر

وثيقة بريطانية تكشف ان بوش عرض الفكرة امام بلير خلال لقاء في البيت الابيض في نيسان 2004، لكن بلير حذره من أن مثل تلك الخطوة ستكون لها تداعيات خطيرة

بوش خطط لقصف مقر قناة الجزيرة في قطر
قالت شبكة الجزيرة، اليوم الثلاثاء، ان مذكرة سرية صادرة عن الحكومة البريطانية، كشفت أن الرئيس الأميركي جورج بوش خطط لقصف مقر قناة الجزيرة في قطر.

ونقلت صحيفة ديلي ميرور عن مصادر لم تحددها قولها إن محضر حديث جرى بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبوش كشف عن أن الرجلين بحثا إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى القناة.

وأضاف المصدر أن بوش عبر عن نيته مهاجمة "الجزيرة" في قطر وخارجه, لكن بلير حذره من أن مثل تلك الخطوة ستكون لها تداعيات خطيرة, مشيرا إلى أن ما كان بوش يريده لم يكن محل شك, كما أنه من المؤكد أن بلير لم يكن يريده أن يقوم بذلك.

ورغم أن الصحيفة نسبت لمصدر حكومي قوله إن تهديد بوش كان في إطار المزاح، فإنها نقلت عن مصدر آخر قوله إن بوش كان جادا بالفعل, كما أن بلير كان جادا كذلك في تحذيره, مضيفا أن هذا ما يظهر من نوعية العبارات التي استخدمها كل من الرجلين.

ونسبت ديلي ميرور إلى وزير الدفاع البريطاني السابق بيتر كيلفويل طلبه من رئاسة الوزراء البريطانية نشر الوثيقة التي تحتوي على تفاصيل ما دار بين الرجلين في تلك المباحثات, قائلا "إنه من المرعب أن يكون رجل بسلطة ونفوذ بوش قد اقترح بالفعل مثل هذا العمل المتعجرف".

وذكرت الصحيفة أن بوش كشف عن خطته بقصف الجزيرة, التي تتمتع بعدد ضخم من المشاهدين في الشرق الأوسط, لبلير خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض يوم 16 إبيرل/نيسان 2004 في الوقت الذي كانت فيه القوات الأميركية تشن قصفا على مدينة الفلوجة العراقية.

وعزت الصحيفة سبب غيظ واشنطن ولندن إلى قيام الجزيرة بإرسال تقارير من خلف خطوط المقاتلين تظهر فيها صور الجنود القتلى والمقاولين الأميركيين والضحايا المدنيين من العراقيين.

كما أن القناة التي يشاهدها ملايين الناس أذاعت رسائل لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يهدد فيها الغرب.

وقالت الصحيفة إن مقر الجزيرة متواضع وإن موظفيها ليسوا معروفين بتشددهم الإسلامي, بل إن أغلبهم فنيون وصحفيون على مستوى عال من المهنية.
وأشارت إلى أن قصفهم لن يختلف -لو وقع- عن قصف مقر البي بي سي في لندن كما كان سيمثل أكبر كارثة سياسية منذ بدء الحرب على العراق.

وأشارت إلى أن أي قصف كهذا كان سيؤدي إلى مذبحة لأبرياء على أرض بلد حليف, كما أنه كان سيؤدي –بصورة شبه مؤكدة- إلى تأجيج المشاعر في الشرق الأوسط وإلى ردة فعل دامية.

وذكرت أن هذه الوثيقة تبعث على التشكيك من جديد في الرواية الأميركية من أن الهجمات الأميركية السابقة على طواقم الجزيرة في أفغانستان والعراق كانت أخطاء عسكرية.

وقالت الصحيفة إن السلطات الأميركية تتهم الجزيرة بدعم الأعمال المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق.

ونسبت ديلي ميرور إلى مصدر لم تذكر اسمه قوله إن هذا التقرير -بعد الكشف عنه- سيكون له وقع الصاعقة على بوش, كما أنه سيسبب له ضررا بالغا.


التعليقات