جندي اميركي يكشف فظائع الجيش الاميركي ضد المدنيين العراقيين

جيمس ماسي يروي في كتاب "اقتل اقتل اقتل" فظائع الجيش الاميركي ضد المدنيين العراقيين ويقول ان العنف الرائج في صفوف الجنود الاميركيين اقرته اعلى الدوائر في القيادة الاميركية

جندي اميركي يكشف فظائع الجيش الاميركي ضد المدنيين العراقيين
كشف جندي سابق في الجيش الاميركي الفظائع التي ارتكبتها كتيبته ضد المدنيين العراقيين إبان الغزو الأميركي عام 2003. وقال بعد صدور كتابه في باريس، يوم الخميس المنصرم، ان تدريب القوات الاميركية عزز نزعة العنف لدى هذه القوات ما اجج بالتالي حركة التمرد التي يشهدها العراق حاليا.

ويقول السرجنت السابق جيمي ماسي أن "الهمجية التي عومل بها الشعب العراقي في بداية غزو العراق" كانت السبب في الهجمات اليومية التي تستهدف القوات الاميركية والعراقيين".

وتناول جيمي ميسي، الذي خدم كجندي في سلاح مشاة البحرية لمدة 12 عاماً وقضى ثلاثة أشهر في العراق قبيل تسريحه بمرتبة الشرف عقب إصابته، تلك الجرائم في كتابه "أقتل!! أقتل!! أقتل!!" الذي كتبه بالتعاون مع الصحفية الفرنسية ناتاشا سولنير ونشر في فرنسا.

ووضع ماسي الذي غادر العراق في ايار/مايو 2003، كتابة بعد ان ترك الجيش اثر اكتئاب نفسي عميق بسبب الحرب.

وقال ماسي "ساعدتني هذه التجربة (الكتابة) على تضميد جراحي وعلى اغلاق عدة فصول في حياتي وعلى الاجابة على اسئلة كثيرة".

وقال جندي المارينز السابق في كتابه إنه كان مسؤولاً عن فصيل في الكتيبة الثالثة للفريق القتالي السابع المناط إليه مسؤولية نقاط التفتيش وتوفير الغطاء العسكري ضد "الإرهابيين" والعناصر المسلحة. وقال انه خلال فترة الشهر ونصف الشهر قتل فصيله أكثر من 30 مدنياً في العراق عام 2003. وأضاف "نحن في الواقع، صعدنا من العنف."

واستعرض في كتابه حادثة وقعت في إبريل/نيسان عام 2003، عندما بادرت عناصر المارينز بإطلاق النار على عشرة من المتظاهرين العزل حملوا شعارات مناوئة للقوات الأميركية تقول "عودوا أدراجكم" بالقرب من مجمع الرشيد العسكري جنوب شرقي بغداد لمجرد سماع صوت طلق ناري. وقال ميسي إنه وحده أطلق حوالي 12 رصاصة، وإن متظاهرا واحدا فقط نجا من الحادث.

وأضاف قائلاً "تجلت لي حادثة مجمع الرشيد في ساعة صفا وأدركت حينئذ أن بفعلتنا هذه أرسينا الأسلوب العام لما يراه العراقيون وعرضنا بأنفسنا وحشية ما نقوم به."

ويحكي ماسي ايضا كيف راجع مرة الضابط المسؤول عنه وقال له ان الحملة العسكرية الاميركية "تشبه الابادة" وان "الهدف الوحيد هو النفط والمكاسب".

ويقول الجندي السابق ان هذا العنف الرائج في صفوف المقاتلين الاميركيين هو نتاج تدريب اقرته اعلى الدوائر في القيادة الاميركية.

وهو يعتبر في كتابه ان فضائح سجن ابو غريب حول عمليات التعذيب التي مارسها عسكريون اميركيون بحق المعتقلين، ليست الا مظهرا من مظاهر هذه المشكلة.

ويؤكد ماسي في كتابه ان التعليمات العسكرية تقول للجنود ان "كل انسان هو ارهابي محتمل (..) انها تزرع الخوف والذعر في نفوس قوات المارينز".

ويتهم ماسي ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بانها مسؤولة عن "الفظاعات وعمليات القتل التي ارتكبت عند نقاط التفتيش".

ويشار إلى أن النسخة الفرنسية من الكتاب طرحت في الأسواق هذا الأسبوع. وحول رفض دور النشر الأمريكية طباعة الكتاب، قال المارينز السابق "الصورة التي رسمتها في الكتاب يصعب للغاية على الأميركيين إدراكها وأنا أتفهم ذلك."

اما الصحافية الفرنسية ناتاشا سولنييه التي ساعدت الجندي السابق في كتابة، فاعتبرت ان دور النشر الاميركية خافت من كتاب "مثير للجدل" قد يؤدي الى تداعيات اقتصادية ويضر بصورة القوات الاميركية لدى الرأي العام.

وقال ناشر الكتاب انه لا يتوقع صدور اي طبعة بالانكليزية من هذا الكتاب على المدى المنظور الا انه اكد ان طبعة بالاسبانية ستنشر في بداية 2006.

وزعمت الناطقة باسم البنتاغون إن طروحات ماسي قد تم التحقيق فيها من قبل وثبت عدم صحتها.



التعليقات