شوارع دمشق تشهد أكبر مسيرة منذ سنوات تأييداً للأسد

-

شوارع دمشق تشهد أكبر مسيرة منذ سنوات تأييداً للأسد

خرج مئات آلاف السوريين إلى الشوارع في دمشق أمس في مسيرة حاشدة لتأكيد دعمهم للرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الضغوط الدولية التي تتعرض لها بلادهم، وإعلان تأييدهم لقراره الانسحاب من لبنان الذي اعتبروا أنه يخدم أيضا مصالح سوريا، ورفعت في التظاهرة الاولى من نوعها لافتات تطالب بإلاصلاح الداخلي في سوريا. ‏

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن عدد المشاركين بلغ "مئات الآلاف" في التظاهرة التي "دعت إليها الفعاليات الاقتصادية الخاصة والاجتماعية والدينية والثقافية والرياضية والطلبة ومؤسسات المجتمع الأهلي دعما للموقف الوطني والقومي للرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الذي تضمن الاعلان عن الانسحاب من لبنان". ‏

وقدرت وكالة "اسوشييتد برس"، بعد احتساب مساحة الطرق التي كان يشغلها المتظاهرون، عددهم بنصف مليون متظاهر. وجاءت هذه التظاهرة بعد 24 ساعة من مسيرة "الوفاء لسوريا" التي جرت في ساحة رياض الصلح في بيروت تعبيرا عن شكر اللبنانيين لدمشق على تضحياتها في لبنان. ‏

وانطلقت تظاهرة دمشق أمس من منطقة المزة، حيث بدأ التحرك، باتجاه ساحة عدنان المالكي، نقطة التلاقي في وسط دمشق، وحمل المشاركون فيها ‏

علاما سورية، تغلغلت في ثناياها أعلام قليلة لحزب البعث وأعلام كبيرة لحزب الله وأخرى للحزب السوري القومي الاجتماعي. كما رفعوا صور الرئيس الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد، وأخرى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. كما جابت مواكب سيارة شوارع العاصمة السورية مطلقة العنان لأبواقها. ‏

وقال احد منظمي التظاهرة، من خلال مكبرات للصوت، "نحن هنا لنقول لك أيها الرئيس بشار الأسد، ليس الجيش او الحزب وحدهم وراءك فحسب بل الشعب كله". ‏

وبعدما علت هتافات "نريد أن نراك يا بشار" و"بالروح بالدم نفديك يا بشار"، توجهت الحشود إلى قصر الروضة الرئاسي، على مقربة من ساحة المالكي، حيث فتح عناصر الحرس الجمهوري الطريق باتجاه شرفة مكتب الأسد الذي خرج ليحييهم بابتسامة عريضة، ولوح لهم بيده. وسمح لمجموعة من الأطفال واليافعين بالصعود إلى الشرفة، ومعهم العلم السوري. ‏
وردد المتظاهرون، الذين لوحظ وجود لبناني بينهم، الكثير من الهتافات المؤكدة على الدعم السوري للبنان وعلى وحدة المصير بين البلدين، بينها "الله، سوريا، بشار" و"واحد واحد واحد، سوريا ولبنان واحد"، و"يا لبنان أنا عرضي من عرضك .. لبنان أنا لا احتل أرضك". ‏

أما اللافتات، فقد كانت بدورها كثيرة، وقد كتبت عليها شعارات تشيد بتضحيات الجيش السوري في لبنان وتؤكد على وحدة المصير معه وترفض القرار 1559، بينها "سوريا هي القلعة الحامية للبنانيين"، و"سوريا قلعة التصدي وحصن لبنان المنيع"، و"سوريا معقل الأحرار وموطن الثوار"، و"الانسحاب من لبنان يقوي مصالحنا ولا يعني غياب الدور السوري"، و"سوريا هي القلعة المنيعة" و"فخورون بأننا سوريون" و"لا للقرار 1559 ولا لامريكا". ‏

ولوحظ وجود لافتات وقد كتبت باللغة الانكليزية، بينها "إصلاح وديموقراطية الآن.. ادعموا قائدنا لتقوم سوريا أفضل"، و"السيد بوش نريد ديموقراطيتنا وليس ديموقراطيتك". ‏

كما تضمنت اللافتات عبارات مقتبسة من خطاب الأسد السبت الماضي أمام مجلس الشعب وبينها "عندما نكون متوحدين دولة وشعبا لن نخاف من أي شيء". ‏

ورفع منتسبو الحزب القومي لافتات كتب عليها "سوريا لك السلام"، وهو عنوان نشيد حزبهم. ‏

وكان لافتا وجود لوحة كبيرة رسمت عبر الكومبيوتر لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون وإلى جانبه الأيمن قائد الجيش اللبناني الأسبق العماد ميشال عون وقد عصب عينه اليسرى على طريقة وزير الدفاع الإسرائيلي الآسبق موشي دايان فيما كان على جانبه الأيسر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وقد ارتدى العصبة نفسها. ‏

وامتدت التظاهرة، التي نقلها التلفزيون الرسمي السوري مباشرة، على مسافة ثلاثة كيلومترات من ساحة الأمويين إلى ساحة عدنان المالكي، وقد سارت على وقع أناشيد وطنية لفيروز. وذكر التلفزيون السوري أن المتظاهرين قدموا من دمشق، ومناطق سورية مختلفة، مشيرا إلى أن بعضهم يتحدر من منطقة الجولان المحتل. ‏

ومن بين المشاركين موظفو شركتي الخلوي وشركات الإعلان الرئيسية إضافة إلى النوادي الرياضية الخاصة ومؤسسات أخرى اقتصادية، ورجال أعمال مستقلون وأعضاء في مجلس الشعب. ‏

وقال رئيس غرفة الصناعة في سوريا سمير الدبس، إن "للسوريين من مغتربين وفي الوطن الأم حوالي 12 مليار دولار في المصارف اللبنانية كودائع، ولكن السوريين الآن يريدون إعادة أموالهم إلى سوريا". ‏

وقال شهود عيان إن بعض المتظاهرين احرقوا الأعلام الأميركية فيما طوقت شرطة مكافحة الشغب محيط السفارة الأميركية بالحواجز الحديدية. ‏

التعليقات