عشرات الطلبة والعائلات الفلسطينية في كندا: نعيش بين فك العنصرية وشبح الترحيل ألقسري

-

عشرات الطلبة والعائلات الفلسطينية في كندا: نعيش بين فك العنصرية وشبح الترحيل ألقسري
أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العام 2001، وما رافق وتبع تلك الإحداث من قوانين وسياسات معادية للعرب والمسلمين طالت كذلك المئات من اللاجئين الفلسطينيين في كندا وخاصة في مدينة مونتريال حيث يتهدد شبح الاعتقال والطرد عشرات الطلبة والشباب الفلسطيني وبعض العائلات الفلسطينية ومعظمهم قدموا إلى كندا من مخيمات اللجوء ألقسري في لبنان. عائلة فلسطينية اضطرت إلى اللجوء إلى كنيسة في مدينة مونتريال خوفا من الأبعاد ألقسري إلى لبنان، وقد احتضنت الكنيسة تلك العائلة عدة شهور حتى حصلت على حق اللجوء ولكن بعد معاناة مريرة وتجربة قاسية لعائلة من ثلاثة أشقاء تجاوزا السبعين من العمر وقد هجرت عائلتهم من مدينة اللد في العام 1948 وعاشوا في مخيم مار الياس معظم سنوات عمرهم !

ألأبعاد بالنسبة للطالب " س “ لا يعني خسارة مقعد دراسي في جامعة أو وظيفة تسند الأهل في مخيم الترشيدية وحسب، بل يعني أيضا " ضياع مستقبل العائلة" التي تعتمد على وجود أحد أفراد العائلة في بلد أوروبي أو في أمريكا الشمالية باعتباره مصدر الدخل الوحيد للعائلة.

بدل توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين وضمان حقهم في العودة إلى وطنهم، وحقهم الإنساني في الرعاية والعمل، على الأقل كجزء من التعويض لما تنهبه شركات الغرب من بلادنا، بدل كل ذلك، تعتمد السلطة الكندية سياسة هجينه وعنصرية تستجلبها من عصر الظلمات ومحاكم التفتيش وتستأسد على اللاجئين من كل قوميات وتجمعات الجنوب الفقير. أصبح الاعتقال والترحيل سياسة يومية في كندا والدول الغربية ولا تكترث الحكومات لمصير هؤلاء . المهم إنهم خارج حدود كندا.

أول جهة " تستضيف " المبعد الفلسطيني من كندا هي غالبا السجون ألأمريكية، ذلك لان معظم الشباب الفلسطيني " الغير قانوني " يعبروا إلى كندا عن طريق نقاط العبور الحدودية مع الولايات المتحدة، وتشترط سلطات السجون الأمريكية توفير عشرة ألاف دولار كفالة مالية لإطلاق سراح " المعتقل" و " المخالف " و " المهاجر الغير شرعي" “ و" الغير قانوني " حتى يخرج من سجونها وترحله إلى " البلد الأصلي " وقد يجد نفسه في سجون أمريكية هناك!

ورغم المظاهرات الدورية التي ينظمها اللاجئين في مدينة مونتريال من خلال نشاطات التحالف ضد إبعاد اللاجئين الفلسطينيين ولجان التضامن ومنظمة لا احد غير قانوني وغيرها من القوى واللجان التي تناصر الفلسطينيين في كندا إلا أن السلطة الكندية تمعن في سياسة إبعاد اللاجئين الفلسطينيين والعرب الأمر الذي يستدعي وقفة جدية من كل مؤسسات الجالية الفلسطينية والعربية وأصدقاء الشعب الفلسطيني في البرلمان الكندي.

الترحيل للاجئين، كل اللاجئين، خاضع لسلطة الهجرة والأجهزة الأمنية المختلفة، وهناك العشرات من حالات الأبعاد ألقسري للاجئين وهي موثقة ومعروفة في الصحافة الكندية، هناك من تعرضوا للسجن في بلادهم أو في سجون أمريكية خارج ( أو داخل ) بلادهم !

احد اللاجئين الفلسطينيين قال لنا " المنظمة لا تكترث بنا ولا تسال عنا واسرائيل ترفض عودتنا إلى فلسطين وكندا تريد ترحيلنا، فماذا نفعل، هل ننتحر ؟

وقال : " بعض الناس يزايدون علينا لأننا نريد أن نعيش في كندا ونرفض ترحلينا إلى المخيمات، يقولون لنا، هذا تخلي عن حق العودة، لا احد يتخلى عن حقه في العودة، هذا حقي ولن أتنازل عنه ولو كان أخر يوم في عمري، لكنني أريد أن أعيش، أن أعيش وفقط “

ورغم معرفة الحكومة الكندية بالحالة المزرية والصعبة للوضع الإنساني والمعيشي للاجئين الفلسطينيين بشكل عام وفي لبنان ومخيمات اللجوء بشكل خاص وبالرغم من كل التقارير الصادرة عن الهيئات الدولية وتوثيق ما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الداخل والسلطات العربية ( اللبنانية خاصة ) بحق اللاجئين من سياسات عنصرية منهجية، رغم كل ذلك، تتجاهل كندا الوضع الخاص للاجئين الفلسطينيين وخاصة الذين ولدوا خارج وطنهم ومن حقهم أن يعودوا إليه. فلا تطالب كندا بعودتهم إلى وطنهم ولا تعطيهم إقامة أو توفر لهم الحماية القانونية والإنسانية ولو ( المؤقتة ) وهي مطالب وحقوق مشروعة بحسب القوانين والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها كندا وتدعي الالتزام بها...

يقف اللاجئ الفلسطيني أمام لجنة من القضاة، لا علاقة لهم بما يجري وما جرى بحق الفلسطينيين..
يصدر قرار الرفض أو ترفض الوثائق المقدمة ولا تعتبر كافية، وتحاول أم أحمد أن " تشرح " للقاضي بلغة عربية " القصة " .

كيف يمكنها أن تقول للقاضي: كندا، يا سيدي، والدول الديموقراطية الغربية، بريطانيا تحديدا، راعية كندا والملكة إليزابيث التي يخيم شبح صورتها فوف رأسك وفي كل المقرات الحكومية الكندية هي المسئولة عن تهجيري من قريتي في الجليل ووقوفي ألان أمامك ؟ أنت مسئول عن وجودي ، هنا ، لاجئة في كندا !

هذه كلها تفاصيل، وبالنسبة لعائلة فلسطينية لاجئة فهي تفاصيل القصة، تلك المحرقة اليومية المستمرة منذ 59 سنة !




للمزيد من المعلومات:

www.refugees.resist.ca

www.-al-awda.org

التعليقات