عواصم عربية وإسلامية تحيي يوم القدس بالمسيرات والمظاهرات..

نصر الله يتهم إسرائيل بارتكاب الاغتيالات في لبنان، ويقول إنه يجب على اللبنانيين أن يرتبوا حساباتهم على هذا الأساس، وأن لا يأخذوا بلدهم إلى حيث تريد إسرائيل أخذه من خلال الاغتيالات..

عواصم عربية وإسلامية تحيي يوم القدس بالمسيرات والمظاهرات..
أحيت عدد من العواصم العربية والإسلامية مناسبة يوم القدس العالمي بمسيرات ومظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف، فيما شن الأمين العام لحزب الله هجوما قويا على الحكومات العربية بسبب "خذلان" الشعب الفلسطيني، كما اتهم إسرائيل بتنفيذ الاغتيالات في لبنان.

وشارك الآلاف من الفلسطينيين في المسيرة الجماهيرية التي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة بعد صلاة الجمعة إحياء لذكرى يوم القدس العالمي، ودخول انتفاضة الأقصى المباركة عامها الثامن، ورفضا للحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني، متوعدين بمواصلة المقاومة. كما هتفوا بشعارات مناهضة لإسرائيل، وأحرقوا أعلامها وأعلام الولايات المتحدة وبريطانيا.

وانطلقت المسيرة من مسجد الشهيد عز الدين القسام بمشروع بيت لاهيا، يتقدمها لفيف من القادة السياسيين في حركة الجهاد وصولا إلى ساحة الشهيد أنور عزيز بمخيم جباليا للاجئين.

ورفع المشاركون أعلام فلسطين، حاملين مجسدا لمسجد قبة الصخرة المشرفة في رمزية إلى مدينة القدس، مرددين هتافات" لبيك يا قدس.. لبيك يا أقصى.. القدس لنا.. يا قدس إنا قادمون".

وفي كلمة له أمام الجماهير المحتشدة في ساحة أنور عزيز، أكد الشيخ خضر حبيب، القيادي في الجهاد أن الجماهير الغفيرة خرجت لتعلن رفضها احتلال القدس وتمسكها بخيار المقاومة حتى دحر الاحتلال عن فلسطين.

وتابع: الجماهير في العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا تعلن اليوم انحيازها إلى القضية الفلسطينية، وتقول إن العالم المستبد ارتكب جريمة على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم الذي سلبت أرضه وطرد من دياره. ونقول إننا لسنا إرهابيين، ولا نريد أن نعتدي على أحد، ولكن اعتدي علينا وسلبت حقوقنا وليس لنا خيار سوى المقاومة بكل ما نملك لرفع الظلم عن أنفسنا".


أما في العاصمة الإيرانية فقد خرج عشرات الآلاف في مسيرة يوم القدس شارك فيها جنود وطلاب وعلماء، فيما رفع الأطفال بالونات مكتوبا عليها "الموت لإسرائيل" مرددين نداءات تندد بإسرائيل وبالولايات المتحدة ومشيدين بمقاومة حزب الله.

وبهذه المناسبة ألقى رئيس الجمهورية الإسلامية كلمة هاجم فيها تل أبيب وشكك من جديد في محرقة اليهود "الهولوكوست" متعهدا بالعمل حتى "تحرير كل فلسطين" من أيدي الاحتلال الإسرائيلي.

وقال محمود أحمدي نجاد في خطبته التي بثتها الإذاعة الرسمية "إن الشعب الفلسطيني صامد بثبات، وإن الشعب الإيراني والشعوب الأخرى لن تتوقف حتى تتحرر جميع المناطق الفلسطينية".

وأضاف أن القوى العظمى "يجب ألا تظن أن الأمة الإيرانية والأمم الأخرى في المنطقة سترفع أيديها عن حنجرة الصهاينة ومؤيديهم".
أما في لبنان فقد نظم حزب الله مسيرة حاشدة عند بوابة فاطمة ببلدة كفر كلا على الحدود مع إسرائيل بهذه المناسبة، وسط انتشار كثيف لوحدات من الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة بالجنوب.

وشن الأمين العام حسن نصر الله في كلمة له ألقاها على أنصار حزبه بالضاحية الجنوبية هجوما شديدا على الحكومات العربية لما وصفه بخذلان الشعب الفلسطيني الذي يمر بظروف صعبة.

كما تساءل: كيف جاز للعرب أن يحتفظوا بودائع مالية تصل إلى آلاف المليارات من الدولارات دون أن يسعوا لمساعدة الفلسطينيين الذي يعيشون ظروفا إنسانية غاية في التعاسة والكرب.

وتوقف نصر الله عند الموضوع الأمني الداخلي وخاصة ظاهرة الاغتيالات التي يتعرض لها فريق 14 آذار، وقال «جرت العادة في الدقائق الاولى بعد الاغتيال أنهم يتهمون سوريا وأنا أتحدث عن قناعة ورؤية، إسرائيل هي التي تقتل هذه الشخصيات لان مشروعها السياسي في الفتنة يقتضي قتلهم».

وقال انه مع كل يوم هدوء في لبنان تزداد المقاومة قوة بينما مشروع إسرائيل هو استنزاف المقاومة وإرهاقها وجرها الى الفتنة والصراع الداخلي كما يحصل في فلسطين، وسأل أليست الشبكات الأمنية الاسرائيلية هي الأقوى في المناطق التي تحصل فيها الاغتيالات؟ وقال «لو قتلوا منا سنثأر من الصهاينة وليس من اللبنانيين».

وأثار نصر الله قضية توقيف الضباط الأربعة بقرار سياسي قضائي بينما كل معطيات التحقيق الدولي تقول بأنه لا شبهة عليهم، وناشد القضاء اللبناني أن يحكّم ضميره بأن لا يبقي أشخاصا في السجن ظلما وعدوانا.

وقال نصر الله: إنني أتهم من خلال القرائن والمعطيات والقراءة السياسية المحلية والإقليمية والدولية والمصالح التكتيكية والاستراتيجية إسرائيل بارتكاب الاغتيالات في لبنان ويجب على اللبنانيين أن يرتبوا حساباتهم على هذا الأساس، وأن لا يأخذوا بلدهم إلى حيث تريد إسرائيل أخذه من خلال الاغتيالات.

وفي الشق الفلسطيني، حذر نصر الله من مخاطر المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وقال إن الخطر الحقيقي يكمن في أن المخطط الأميركي يريد حصول إسرائيل على التطبيع مقابل لا شيء للفلسطينيين، وناشد قيادة المملكة العربية السعودية أن لا تمنح أية تغطية عربية للمؤتمر اذا كانت محصلته ستكون التطبيع، بينما لا مصلحة حقيقية فيه للشعب الفلسطيني، وفي الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بقرع طبول الحرب في المنطقة.

ولم يستبعد وجود نية أميركية إسرائيلية بجر سوريا والمنطقة الى الحرب، وحذر من مخاطر قرار الكونغرس الداعي لتقسيم العراق، ووجه نداء الى العراقيين بأن يتغلبوا على الفتن وخاطبهم قائلا «ان مصالحكم الوطنية ومقاومتكم الجهادية والسياسية هي السبيل الوحيد لإنقاذ العراق والمنطقة كلها».

وناشد نصر الله، في يوم القدس، «حماس» و«فتح» بضبط النفس والاحتكام الى المعالجة السياسية داعيا الحكومات العربية الى مساعدة الشعب الفلسطيني بدل محاصرته لأن أية خسارة تلحق بفصيل فلسطيني هي خسارة فلسطينية شاملة، ودعا الفلسطينيين للتمسك بحق العودة.

وفي البحرين خرج الآلاف إلى الشوارع لإحياء يوم القدس. وهتف المشاركون في مشارف العاصمة المنامة بشعارات تهاجم الولايات المتحدة وإسرائيل.

كما ردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تنادي بـ"الموت لإسرائيل" في العاصمة الأفغانية كابل. وأحرق الغاضبون أعلام إسرائيل ودمى للرئيس الأميركي جورج بوش.

يُشار إلى أن يوم القدس يحتفل به سنويا في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، بناء على اقتراح مرشد الثورة الإيرانية الراحل آية الله الخميني عام 1979

التعليقات