قمة شرم : عباس يعلن وقف اطلاق النار وشارون وقف العمليات العسكرية

برز مع انتهاء قمة شرم الشيخ الرباعية بعد ظهر اليوم الثلاثاء الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الحاصلة على اثر تعنت اسرائيل وبوجه خاص رئيس وزرائها ارييل شارون في التطرق الى قضايا عالقة بين الجانبين.

وقد اعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كلمته في الجلسة العلنية التي جمعت الزعماء الاربعة عن وقف الفلسطينيين لاطلاق النار كما اعلن شارون عن وقف العمليات العسكرية في الاراضي الفلسطينية.

واكد عباس على وجود خلافات حول العديد من القضايا بين الفلسطينيين والاسرائيليين وانه لم يكن هناك مجالا خلال القمة للتفاوض حولها.

واعرب عباس عن امله في حل قضايا الشرق الاوسط بما فيها تلك المتعلقة بسورية ولبنان.

واعلن عباس في كلمته امام الجلسة العلنية للقمة "اتفقنا مع شارون على وقف كافة اعمال العنف ضد الفلسطينيين والاسرائيليين اينما كانوا".

واضاف "ان الهدوء الذي ستشهده اراضينا ابتداء من اليوم هو بداية لحقبة جديدة للسلام والامل".

وتابع "ما اعلناه اليوم انما يمثل تنفيذا لاول بنود خارطة الطريق التي اسستها اللجنة الرباعية وهو ايضا خطوة اساسية هامة توفر فرصة جديدة كي تستعيد عملية السلام مسارها وزخمها وكي يستعيد الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي الامل والثقة في امكانية تحقيق السلام".

ودعا عباس اسرائيل من دون ان يسميها الى "تكريس التبادلية والاقلاع عن الخطوات أحادية الجانب" وشدد على ضرورة تطبيق خارطة الطريق.

واعتبر ان "ما اتفقنا عليه اليوم هو مجرد بداية لعملية جسر الهوة والخلافات بيننا" حول امور عدة من بينها "المستوطنات والإفراج عن الأسرى والجدار".


من جانبه قال شارون ان اسرائيل ستتوقف عن القيام بعمليات عسكرية في الاراضي الفلسطينية من دون التطرق الى قضايا اخرى عالقة بين الجانبين.

وقال شارون امام القمة "اليوم اثناء لقائي مع عباس اتفقنا على ان يوقف الفلسطينيون جميع اعمال العنف ضد الاسرائيليين اينما كان وفي المقابل ستوقف اسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في جميع المناطق". واضاف "نأمل اعتبارا من اليوم ان نبدأ مرحلة جديدة من الهدوء والامل". واعلن اطلاق سراح "مئات الاسرى الفلسطينيين".



واشار المراقبون السياسيون المتواجدون في شرم الشيخ الى وجود خلاف حاد بين الفلسطينيين والاسرائيليين خصوصا على خلفية رفض شارون التطرق في كلمته الى وقف مطاردة الناشطين الفلسطينيين الذين تصفهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بـ"المطلوبين". ورفض شارون الاعلان من خلال القمة عن وقف مطاردة الناشطين الفلسطينيين.

ولم يصدر اي بيان مشترك عن القمة. وكانت مصر تامل في ان يصدر عن هذه الاجتماعات وثيقة مشتركة او اعلانا ختاميا يتضمن ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الا ان هذه الرغبة اصطدمت برفض اسرائيلي حسب مصادر مقربة من الوفد المصري.



يشار الى شارون كان قد أرجأ ظهر اليوم لقاء مع عباس بزعم ان الفلسطينيين سيطرحون خلال القمة قضية جدار الفصل العنصري. لكن اجتماعا منفردا بين الاثنين عقد بتأخير ما.

كذلك دعا شارون الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني لزيارة اسرائيل.

وكان قد افتتح الجلسة العلنية الرئيس مبارك الذي شدد في خطابه على وجوب اقامة دولتين للشعبين اسرائيل وفلسطين وفقا لخطة خارطة الطريق.

ودعا مبارك الى حل كافة قضايا الشرق الاوسط وبضمنها التوصل الى تسوية بين اسرائيل وسورية ولبنان.

واعرب الرئيس المصري صاحب الدعوة الى هذه القمة عن تفاؤله ولكنه دعا الى استنئاف "المفاوضات السياسية باسرع وقت" حتي لا تحدث انتكاسة وحتى لا يسود شعور ان اجراءات بناء الثقة ووقف العنف "ليست مؤقتة ولا تأتي من فراغ وتعطي الامل في تحقيق الاهداف الوطنية".

واضاف مبارك في كلمة القاها باسمه وباسم العاهل الاردني "شهدنا روحا ايجابية جديدة من الجانبين ورغبة جادة للعمل باخلاص لتنفيذ الالتزامات المتبادلة واتخاذ الاجراءات المطلوبة لبناء الثقة واحياء الامل واعادة الحياة الطبيعية بشكل كامل للشعب الفلسطيني الذي يتعين علينا جميعا العمل على رفع المعاناة عنه".

وتابع مبارك "يحدونا امل كبير ان تستمر هذه الروح الايجابية". ودعا الى "العودة" الى تطبيق خريطة الطريق والى تنفيذ "الانسحاب الاسرائيلي من غزة وبعض مناطق الضفة الغربية بالتنسيق والتعاون الكامل" مع السلطة الفلسطينية.