لجنة المبادرة العربية للسلام تحدد عناصر خطة التحرك لتفعيل المبادرة

عقدت اليوم اللجنة السداسية التي شكلتها لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين اتفقت خلاله على عناصر خطة التحرك العربي لتفعيل المبادرة التي اقرتها قمة بيروت العربية واكدتها قمة تونس.

وقد كلفت اللجنة الامانة العامة للجامعة العربية بوضع عناصر الخطة ضمن مسودة وعرضها على اجتماع تعقده اللجنة يوم الاربعاء المقبل للاتفاق عليها وعرضها على اجتماع اخر تعقده اللجنة بكامل اعضائها على مستوى المندوبين الدائمين قبل رفعها لاجتماع وزاري للجنة قد يلتئم مع نهاية شهر جزيران الجاري.

وتتضمن الخطة اربعة عناصر اساسية تتمثل بتحرك اعلامي وسياسي وتحرك نحو المجتمع المدني وتنظيم مؤتمر دولي لشرح المبادرة العربية.

وكانت القمة العربية الاخيرة في تونس قد دعت لجنة مبادرة السلام العربية الى مباشرة عملها في تنفيذ خطة تحرك على الساحة الدولية بغية تفعيل هذه المبادرة وطرحها على مجلس الامن الدولي أو الامم المتحدة بهدف استصدار قرار دولي بتبنيها كاطار للحل السلمي لمشكلة الشرق الاوسط.

يشار الى أن لجنة المبادرة العربية للسلام تضم في عضويتها كلا من سورية ولبنان ومصر والسعودية واليمن وتونس والجزائر والمغرب والاردن وفلسطين والبحرين وقطر بالاضافة الى الامين العام للجامعة العربية.
أقر القادة العرب في ختام مؤتمر القمة بعد ظهر يوم الخميس( 28 - 3 - 2002 ) ببيروت مبادرة جديدة للسلام مع اسرائيل تقوم على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة سنة 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مقابل الاعتراف باسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها.

وجاء في ( إعلان قمة بيروت ) أن السلام في الشرق الأوسط لن يكتب له النجاح إن لم يكن " عادلا وشاملا " تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية ولمبدأ الأرض مقابل السلام والتأكيد على تلازم المسارين السوري واللبناني وارتباطهما مع المسار الفلسطيني تحقيقا للأهداف العربية في شمولية الحل .

وأضاف الإعلان أن مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة يطلب من إسرائيل إعادة النظر في سياستها وأن " تجنح إلى السلم " وأن تعلن أن السلام العادل هو " خيارها الاستراتيجي أيضا ".

ودعا القادة العرب إسرائيل إلى الإنسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان مع التوصل إلى حل عادل لمشكل اللاجئين الفلسطينين وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194 .

كما أكد على ضرورة قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية التي احتلت سنة 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.

وعند ذلك - يضيف إعلان بيروت - تقوم الدول العربية باعتبار النزاع العربي الاسرائيلي " منتهيا " والدخول في اتفاقية سلام مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة وإقامة علاقات طبيعية مؤكدا على ضمان رفض كل أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين الذي يتنافى والوضع الخاص للبلدان العربية المضيفة.

ودعت القمة العربية الحكومة الاسرائيلية والاسرائيليين جميعا الى قبول مبادرة الدول العربية " حماية لفرص السلام وحقنا للدماء بما يمكن هذه الدول واسرائيل من العيش في سلام جنبا الى جنب ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار" .

ودعا القادة العرب المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته الى دعم هذه المبادرة كما طلب من رئاسة قمة بيروت تشكيل لجنة خاصة لاجراء الاتصالات اللازمة لهذه المبادرة والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة وروسيا والدول الاسلامية والاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى جاء في إعلان قمة بيروت أن القادة العرب في ضوء انتكاسة عملية السلام يؤكدون التزامهم بالتوقف عن اقامة أية علاقات مع اسرائيل وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لاسرائيل حتى تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة حتى حدود 1967 .

ودعا من جانب آخر الى متابعة العمل على تعزيز التضامن العربي صونا للأمن القومي العربي. كما وجه تحية اعزاز واكبار الى صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة في وجه الاحتلال الاسرائيلي وآلته التدميرية العسكرية مؤكدا وقوفه بإجلال وإكبار أمام شهداء الانتفاضة ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني ونضاله البطولي حتى يحقق مطالبه العادلة المتمثلة في حق العودة وتقرير المصير وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .