مصر في مرمى نيران المجتمع الدولي بعد مقتل 25 لاجئا سودانيا

-

مصر في مرمى نيران المجتمع الدولي بعد مقتل 25 لاجئا سودانيا
اصبحت مصر في مرمى نيران المجتمع الدولي بعد النهاية الدامية لازمة اللاجئين السودانيين التي تأتي بعد احداث العنف والانتهاكات التي شهدتها الانتخابات التشريعية المصرية.


وقتل 25 من طالبي اللجوء السودانيين على الاقل الجمعة اثناء قيام الشرطة المصرية باخلاء مخيمهم الذي اقاموه على مدى قرابة ثلاثة اشهر في حديقة باحد الميادين العامة امام مكتب المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين في القاهرة.


وبعد ان استخدمت قوات الامن المصرية خراطيم المياه لارغام قرابة الفي لاجئ على مغادرة الميدان قام الاف من رجال الشرطة باستخدام الهروات ضد اللاجئين الذين يرغبون في الحصول على حق اللجوء السياسي في دول غربية.


ولاحظ المراسلون الصحافيون ان الشرطة لجأت الى العنف لارغام اللاجئين على الصعود في حافلات نقلتهم الى معسكر للجيش جنوب القاهرة حيث تم اطلاق سراح بعضهم صباح السبت.


وقالت مصادر قضائية ان المحققين المصريين احصوا 25 قتيلا نقلت جثامينهم الى مشرحة زينهم في القاهرة.


واعرب المجتمع الدولي، الذي اصيب بالذهول، عن تأثره لهذه النهاية الدامية لازمة اللاجئين السودانيين وانتقد الاستخدام المفرط للقوة من قبل الحكومة المصرية.


وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان مقتل اللاجئين "مأساة رهيبة لا يمكن تبريرها على الاطلاق".


وابدى المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين انطونيو غويتيرس "صدمته الشديدة" لمقتل لاجئين سودانيين معتبرا انه "لم يكن هناك مبرر" لمثل هذا العنف.


واعربت واشنطن عن حزنها لسقوط هؤلاء الضحايا بينما اكدت الحكومة السودانية على لسان نائب وزير خارجيتها على احمد كرتي انها تأسف لمقتل طالبي اللجوء "دون ضرورة".


ودانت منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية "العنف الشديد" للشرطة وطالبت الرئيس حسني مبارك بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة.


وانتقدت المعارضة المصرية الحكومة وخاصة جماعة الاخوان المسلمين، التي تحتل 20% من مقاعد البرلمان. وتظاهر عشرات من حركة كفاية السبت في موقع الحادث.


ووجدت الحكومة المصرية الجديدة نفسها السبت في موقف الدفاع بعد ان تركت الجمعة لوزارة الداخلية المصرية مهمة تبرير سقوط قتلى بحالة "الفزع" التي اصابت طالبي اللجوء.


وانتقدت وزارة الخارجية المصرية تصريحات المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين معتبرة انه اصدر "احكاما مسبقة متعجلة".


وكانت المفوضية العليا للاجئين رفضت طلبات اللجوء التي تقدم بها غالبية هؤلاء السودانيين معتبرة انهم يرغبون في الهجرة الى الغرب للبحث عن عمل وليسوا لاجئين فروا من نزاعات في السودان.


ويضغط الاتحاد الاوروبي الذي يريد احتواء الهجرة اليه على الدول الواقعة جنوب المتوسط مثل مصر والمغرب لاتخاذ اجراءات ضد المهاجرين غير الشرعيين.


ويأتي التعامل العنيف مع طالبي اللجوء في توقيت سيء لنظام الرئيس حسني مبارك الذي يتعرض لانتقادات دولية شديدة بشان ادارته للشؤون السياسية في البلاد.


وانتقدت الادارة الاميركية مطلع الشهر الجاري الطريقة التي اجريت بها الانتخابات التشريعية واتهمت بالقاهرة بانها ترسل "اشارات سيئة" عن مدى التزامها بالديموقراطية.


وكان 13 شخصا قتلوا خلال هذه الانتخابات التي انتهت في التاسع من كانون الاول/ديسمبر الجاري وشابتها اعمال عنف من قبل رجال الشرطة و"بلطجية" تابعين للحزب الوطني الحاكم.


كما انتقد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة النظام المصري بسبب الحكم بالسجن 5 سنوات الذي صدر قبل اسبوع بحق رئيس حزب الغد المحامي الليبرالي ايمن نور الذي كان المنافس الاول لمبارك في الانتخابات الرئاسية في ايلول/سبتمبر الماضي.

التعليقات