قمة سورية قطرية تركية في دمشق اليوم بشأن لبنان

بدء المشاوارات النيابية في لبنان، والمعارضة تجمع على رفض ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة

قمة سورية قطرية تركية في دمشق اليوم بشأن لبنان

تستضيف دمشق اليوم، الإثنين، قمة عاجلة تتركز حول الاستقرار في لبنان يشارك فيها كل من قطر وتركيا وسورية. وتأتي هذه القمة قبل أيام وربما ساعات على صدور القرار الظني الذي تتخوف جهات لبنانية وإقليمية من تداعياته على استقرار لبنان.

ويشارك في القمة العاجلة كل من الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر حمد ابن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.

وسط هذه التطورات، اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء أمس رسمياً إنشاء "مجموعة اتصال" بشأن التطورات الأخيرة في لبنان تضم "الدول التي لها علاقات خاصة مع لبنان"، ومنها دمشق وأنقرة والدوحة والرياض وواشنطن، ووعد بالدعوة إلى اجتماع في هذا الإطار قريباً، دون أن يحدد على أي مستوى.

وقمة دمشق الطارئة تهدف إلى التشاور بين الدول الثلاث لـ"غاية واحدة"، وفق ما قالت مصادر دبلوماسية مطلعة، وهي "ألا يتزعزع الاستقرار في لبنان" لأن "ذلك سيؤثر في الجميع بطرق مختلفة".

وأشار بيان رسمي سوري أمس إلى أن القمة الثلاثية تهدف إلى بحث "تطورات الأوضاع في المنطقة"، على حين أكد بيان باسم وزارة الخارجية التركية أن أردوغان سيتوجه إلى دمشق في "محاولة لاحتواء تداعيات التطورات الأخيرة المتعلقة بلبنان".

وجاءت القمة بعد اتصالات تركية مع الجانبين السوري والقطري. وتجنبت المصادر الخوض في مضمون ما تردد من أفكار تركية عن تجنب الأزمة في لبنان، وإن قالت إن "ثمة جهوداً مشتركة لما يمكن فعله".
وبدا في الأيام الأخيرة للمراقبين أن تركيا تحمل أفكاراً وصفت بأنها نابعة من رغبتها في الاعتماد على "جهود أبناء المنطقة" لمنع تفاقم الأزمة اللبنانية.

وتسعى تركيا عبر أفكار يتولى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ترتيبها وتجري بالتنسيق مع سورية وإيران وقطر والسعودية ولبنان، إلى وضع تصورات للحلول الممكنة، ولكن دون أن يكون ثمة معلومات عن الآلية التي تستهدفها الجهود التركية، وتركز دمشق حالياً نظرها على عنصر التهدئة إضافة إلى الجهود الإقليمية بعد أن أدت التدخلات الدولية وتحديدا الأميركية إلى عرقلة جهود التسوية السورية السعودية.

ويجري الحديث إعلامياً عن لجنة إقليمية اقترحتها أنقرة بين مجموعة من الأطراف هدفها الاجتماع وبحث الشأن اللبناني واقتراح حلول، على أن تحصر باللاعبين الإقليميين. وستضم اللجنة وفق المعلومات المتوافرة ممثلين عن سورية وتركيا ولبنان وقطر والسعودية وإيران، مع احتمال أن تتم دعوة مصر أيضاً.

وفي عودة إلى باريس فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية عن اتصالات عدة أجراها ساركوزي في الأيام الأخيرة بشأن الوضع في لبنان، وخاصة مع الرئيس الأسد، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري والعاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وخلا البيان الرئاسي من أي إشارة لاتصالات مع مصر أو إيران.

وذكرت فرنسا أنها ستقترح "اجتماعاً قريباً" لمجموعة الاتصال هذه وأنها أعلمت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الإجراء.

وأكدت مصادر فرنسية مطلعة أن الاتصالات مستمرة بين باريس ودمشق بشأن لبنان وآخرها اتصال بين وزير الخارجية وليد المعلم وقصر الإليزيه يوم الجمعة الماضي.

مشاورات نيابية لاختيار رئيس الحكومة المقبلة والمعارضة ترفض ترشيح الحريري

يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الاثنين مشاورات نيابية ملزمة تستمر يومين لاختيار رئيس الحكومة المقبلة، في حين أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن فريق المعارضة مجمع على عدم ترشيح رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة.

وبموجب الدستور سيتشاور سليمان مع البرلمان بشأن من سيكون رئيس الوزراء القادم ومن يحصل على أصوات أكثرية النواب في البرلمان المؤلف من 128 عضوا يكلفه الرئيس بتشكيل الحكومة، حيث يجب أن يكون رئيس الوزراء سنيا بموجب نظام اقتسام السلطة الطائفي في لبنان.

وعشية المشاورات النيابية التي سيجريها الرئيس، أكد نصر الله في خطاب متلفز مساء الأحد أن فريق الحريري "لا يمكن الوثوق به" بعد "إفشاله" مساعي سورية سعودية استغرقت عدة أشهر لحل الأزمة اللبنانية.

وأضاف نصر الله "لسنا في صدد هذه التسمية ونأخذ اتجاها آخر.. لست الآن في صدد أن أعلن من هو مرشح المعارضة.. هذا الأمر تعبر عنه الكتل النيابية المعارضة غدا في الاستشارات"، وقال إن موضوع إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة "استحقاق وطني دستوري داخلي فلماذا كل العالم يتدخل؟".

كما أعلن رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون أن كتلته تعارض عودة الحريري لرئاسة الحكومة، وقال إن مشاورات ستجرى مع الكتل النيابية المعارضة للوصول إلى اسم بديل لترشيحه لهذا المنصب.

وفي المقابل أعلنت الكتلة النيابية لتيار المستقبل (تيار الحريري) في ختام اجتماع عقدته مساء الأحد ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة.

كما أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني عن دعمه للحريري، وقال في خطاب بثه التلفزيون إن تشكيل الحريري للحكومة الجديدة فيه مصلحة لكل لبنان.

وكشف نصر الله في خطابه أن الدولة اللبنانية أبلغت بأن القرار الاتهامي في قضية اغتيال الحريري سيتم تسليمه الاثنين، وقال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بطرس حرب إنه تم إبلاغ دبلوماسيين بارزين بأن القرار سيقدم خلال 48 ساعة.

وقد نفى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار علمه بالمعلومات التي تتحدث عن تسليم القرار الاتهامي المتعلق باغتيال الحريري.
 

التعليقات