مجازر دامية في ليبيا... وأنباء عن تمرد في الجيش

أكدت تقارير مختلفة وقوع مجازر دموية تنفذها قوات أمن ليبية في مدينة بنغازي، ثاني أكثر المدن الليبية، فيما شيع أهالي المدينة العشرات من القتلى اليوم. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان إنّ «أعمال عنف» خلال الليل ضاعفت عدد من قتلوا خلال الايام الاربعة التي شهدت اشتباكات ليصير عددهم 173.

مجازر دامية في ليبيا... وأنباء عن تمرد في الجيش

أكدت تقارير مختلفة وقوع مجازر دموية تنفذها قوات أمن ليبية في مدينة بنغازي، ثاني أكثر المدن الليبية، فيما شيع أهالي المدينة العشرات من القتلى اليوم. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان إنّ «أعمال عنف» خلال الليل ضاعفت عدد من قتلوا خلال الايام الاربعة التي شهدت اشتباكات ليصير عددهم 173.

 

وذكرت تقارير ان "مدن الشرق الليبي بدءاً من بنغازي لم تعد في قبضة نظام القذافي، وأن قوات الجيش تقوم بمحاولات حثيثة لاستعادة السيطرة عليها". كما أكدت أن العاصمة طرابلس شهدت  مظاهرات واحتجاجات مناهضة للسلطة في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.

 

 

ونقل موقع قناة العربية عن شهود أن مظاهرة ضخمة انطلقت في شارع السيدي بوسط طرابلس تطالب بإسقاط القذافي. كما تظاهر نحو 50 ألف شخص في مدينة الزاوية (47 كم غرب طرابلس)، بالقرب من الحدود التونسية حيث أحرقوا منزل القذافي وصوره في الشوارع.

 

وأكد شاهد آخر من بنغازي استمرار المواجهات العنيفة خصوصاً بعد صلاة الظهر اليوم الأحد وتشييع جثامين الضحايا، مشيراً إلى إطلاق الرصاص الحي من جانب قوات الجيش.

 

إنقسام وتمرد في الجيش...

 

تحدثت تقارير عن انقسام وتمرد داخل الجيش الليبي إزاء أوامر إطلاق الرصاص على المحتجين، إذ قال مصدر ليبي إن كلاً من اللواء عبدالفتاح يونس، وهو أحد قادة الجيش الكبار، والعميد سليمان محمود وثمانية ضباط آخرين، أعلنوا أنهم سيتجهون من العاصمة إلى مدينة بنغازي على رأس قوات خاصة لحمايتها وللقضاء على المرتزقة الأفارقة.

 

وذكر موقع "ليبيا المستقلة" المعارض نقلاً عن "مصادر خاصة" أن الكتائب الأمنية في بنغازي وبالتحديد (كتيبة الفضيل بوعمر) تقمع المتظاهرين بالأسلحة الثقيلة مثل "آر بي جي" المضاد للدبابات، والعربات الثقيلة، وسلاح "م ط" المضاد للطائرات.

 

وأشار الموقع إلى أن بنغازي لازالت تواجه مجزرة كبيرة لا يمكن وصفها، وأن الجيش منقسم على نفسه، إذ انضم جزء منه إلى المحتجين، ونقل عن طبيب في أحد مستشفيات بنغازي أن عدد القتلى حتى الآن وصل إلى 285 مواطناً.

 

وأضاف أن القتل في بنغازي يجري بشكل عشوائي، وأن تقارير من مدينة "البيضاء" تؤكد أنه يتم إنزال مرتزقة من الطائرات.

 

وقال موقع "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" إن كتيبة الصاعقة في مدينة بنغازي انضمت إلى المتظاهرين، وإن القائد في الجيش الليبي اللواء عبدالفتاح يونس اخترق أمن الساعدي القذافي وهدد باعتقاله.

 

من جهة أخرى أفادت مصادر الجبهة بأن قوات من الجيش الليبي قادمة من سرت وطرابلس تخطط للقيام بإنزال في مطار الزويتينة استعداداً للهجوم على مدينة اجدابيا، وأن أهالي أجدابيا يستغيثون تحسباً للهجوم المتوقع في هذه الليلة.

 

وأضافت المصادر أيضاً أن شقيقة القذافي أرملة "عبدالسلام مسعود القذافي" غادرت مطار طرابلس ظهر هذا اليوم متجهة إلى ألمانيا صحبة ابنيها، ومن المتوقع أن تذهب إلى قصر ابن العقيد القذافي في مدينة ميونيخ، وتأتي هذه التطورات من أسرة القذافي تحسباً لسقوط نظامه.

 

ووردت معلومات عن استسلام عناصر من قوات الجيش والأمن الموالية للقذافي في عدة مدن ليبية، خاصة في الشرق، وانضموا إلى المتظاهرين. وبدأت سفارات غربية وعربية في طرابلس في الاتصال برعاياها تمهيداً لنقلهم إلى الخارج مع تفاقم الأوضاع.

 

وأحرق المتظاهرون مقر الإذاعة المحلية في بنغازي بعد ما انسحبت منه قوات الأمن. بينما شنق المتظاهرون في مدينة البيضاء رجلي أمن، حسب ما ذكرته صحيفة "أويا" المقربة من سيف الإسلام القذافي. كما وقع تمرد في سجن الكويفية القريب من بنغازي، ما أدى إلى هروب عدد كبير من السجناء.

 

وشهد سجن الجديدة في طرابلس حالات مماثلة. وقال مصدر ليبي معارض إن "المواطنين سيطروا في شكل كامل على مدينة البيضاء" التي تبعد قرابة 1200 كلم شرق طرابلس.

 

وقال مصدر ليبي إن "مواجهات عنيفة جداً تدور في شحات" وهي بلدة إلى الشرق من البيضاء كانت قوات الأمن تتقدم منها لاستعادة السيطرة على المدينة. وتابع أن قوات الأمن التي تتواجه مع المحتجين في شحات تتبع "كتائب الجارح" و"كتيبة خميس"، في إشارة إلى الكتيبة التي يقودها خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي.

 

وقال إن قوات الأمن استعانت بـ"مرتزقة أفارقة" لقمع المحتجين في بنغازي، لكن الأخيرين ردوا بالسيطرة على أجزاء واسعة من المدينة. وتابع أن المحتجين "يسيطرون كذلك على مدينتي درنة وأجدابيا"، وهما من معاقل الإسلاميين في الشرق.

 

ورغم إجماع مصادر المعارضة على القول إن البيضاء "باتت في يد الشعب"، إلا أن الأنباء الواردة تحدثت عن أرتال من الدبابات والعربات العسكرية كانت تتجه من مدينة سرت في اتجاه مدن الشرق لاستعادة السيطرة عليها.

 

وشملت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة.

 

وكانت السلطات الليبية قطعت خدمات الإنترنت كلياً في البلاد في حوالي منتصف ليلة الجمعة بتوقيت غرينيتش.

 

 وكشف تقرير بريطاني عن سقوط 1000 شخص ما بين قتيل وجريح في الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها ليبيا، فيما تحدث شهود عيان عن مجزرة يرتكبها رجال الأمن ومرتزقة ضد المدنيين في بنغازي.

 

وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد "أن عشرات القتلى سقطوا خلال أعنف اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا، وأن الرقم تجاوز 1000 شخص بين قتيل وجريح منذ اندلاع الاحتجاجات في السادس عشر من فبراير/شباط الجاري والتي تطالب برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي.

 

وقالت الصحيفة "إن عدد القتلى في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا ربما وصل الى 200 شخص، فيما تجاوز عدد المصابين 800".

 

أعضاء من مجلس القيادة يطالبون القدافي بالتنحي...

 

ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية طالبوا العقيد القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش الليبي بقيادة اللواء أبوبكر يونس حقناً للدماء وتجنب المزيد من أعمال الفوضى والعنف الدموي، كما ترددت أمس معلومات عن تقديم المستشار مصطفى عبدالجليل، وزير العدل الليبي، استقالته من منصبه احتجاجاً على إعطاء الأوامر لضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، وشرعت بعثات دبلوماسية عديدة في ترحيل موظفيها بعد تواتر المعلومات عن قيام بعض عائلات كبار المسؤولين الليبيين بالهرب إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى عمليات تحويل لأموال من مصارف ليبية باتجاه مصارف في دول الاتحاد الأوروبي.

 

ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن شهود قولهم: "إن القذافي أصدر أوامر للمستشفيات بعدم استقبال الجرحى من المتظاهرين، ما جعل الكثير منهم في حالة صحية حرجة، خاصة الذين تعرضوا إلى نزيف حاد بسبب جروح من الدرجة الثالثة".

 

وتتجه حركة الاحتجاجات العارمة التي تجتاح مختلف المدن الليبية خاصة في الشرق إلى المنطقة الغربية حيث العاصمة الليبية طرابلس، ما يظهر أن القذافي بدأ يفقد سيطرته على مساحة كبيرة من أراضي الدولة الليبية لصالح المتظاهرين، حيث اجتاحت مظاهرات مناوئة للحكم شوارع في أحياء سوق الجمعة وعراد.

 

وفي القاهرة أعربت الامانة العامة لجامعة الدول العربية عن " مشاعر الحزن والاسى الشديدين لسقوط الضحايا الابرياء.. في ليبيا والبحرين واليمن. ودعت الى الوقف الفورى لكل أعمال العنف وعدم استخدام القوة ضد التظاهرات السلمية.

 

وقالت الامانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان صدر يوم الاحد انها تناشد "الجميع الاحتكام الى الحوار ونبذ استخدام العنف بكافة أشكاله حتى يمكن تحقيق الامال والتطلعات المشروعة الهادفة لاحداث الاصلاح والتطوير وتحقيق العدالة الاجتماعية وبما يحفظ وحدة الاوطان والسلم الاهلي والوفاق الوطني."

 

واتسم رد الفعل الدولي على الاضطرابات في ليبيا وهي من كبريات الدول المنتجة للطاقة وبها استثمارات خارجية ضخمة بالهدوء لكن بريطانيا دعت الى رد أقوى.

 

وقال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني لقناة سكاي نيوز التلفزيونية "ينبغي الا يتردد العالم في ادانة تلك التصرفات."

 

وتابع "ما ينبغي على العقيد القذافي عمله احترام حقوق الانسان الاساسية وليس هناك مؤشر على ذلك من خلال رد الفعل الرهيب والمفزع للسلطات الليبية تجاه هذه الاحتجاجات."

 

التعليقات