أوروبا منقسمة حول ليبيا بين تدخل عسكري أو ضغوط سياسية وعقوبات

سيحاول القادة الاوروبيون الجمعة إزالة انقساماتهم حول الاستراتيجية التي يتعين عليهم تبنيها في ليبيا، خلال قمة أزمة تنوي خلالها باريس ولندن ممارسة ضغوط لتبني الخيار العسكري والاعتراف بالمتمردين.

أوروبا منقسمة حول ليبيا بين تدخل عسكري أو ضغوط سياسية وعقوبات

 

سيحاول القادة الاوروبيون الجمعة إزالة انقساماتهم حول الاستراتيجية التي يتعين عليهم تبنيها في ليبيا، خلال قمة أزمة تنوي خلالها باريس ولندن ممارسة ضغوط لتبني الخيار العسكري والاعتراف بالمتمردين.

ويبدو مشروع الاعلان الختامي للاجتماع المقرر أن بدأ في بروكسل في الساعة 10:30 (ت غ)، حذرا حول هاتين المسألتين.

ويؤكد النص الذي ما زال من المحتمل تعديله أن العقيد القذافي الذي يحكم ليبيا منذ أربعة عقود، "يجب أن يغادر السلطة على الفور".

أوروبا تنتظر قرار الأطلسي وتعبر عن دعمه ومساعدته

وعلى الصعيد العسكري، يتبنى النص الموقف المترقب لحلف شمال الأطلسي، الذي ينهي وزراء دفاعه في المقابل الجمعة اجتماعا استغرق يومين في بروكسل.

ويشير الاعلان إلى دعم البلدان الـ 27 في الاتحاد الاوروبي "استمرار استعدادات حلف الأطلسي وشركاء آخرين من أجل أن يكونوا مستعدين لتقديم مساعدة"، بما في ذلك عبر "منطقة حظر جوي".

وأخيرا، أعرب الاتحاد الاوروبي عن "استعداده للتحدث مع السلطات الليبية الجديدة" للمساعدة في إعادة إعمار البلاد.

خلافات أوروبية حول الاعتراف بالمجلس الوطني والقيام بعمل عسكري

إلا أن هذا النص الذي جاء نتيجة مشاورات طويلة، بالكاد يخفي الخلافات التي تزداد وضوحا بين الاوروبيين حول إمكانية الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض للقذافي، وحول إمكانية القيام بعمل عسكري، الذي يقول البعض إنه  لن يكون سوى إقامة منطقة حظر جوي.

وفي أوروبا، اتخذت فرنسا وبريطانيا موقفا مميزا حول هاتين المسألتين، مع احتمال مخالفتهما توجهات البلدان الأخرى في الاتحاد الاوروبي.

فقد أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان للمشاركة بشروط في توجيه "ضربات محددة الأهداف" ضد القوات الموالية لنظام معمر القذافي، خصوصا إذا قامت هذه الأخيرة باستخدام "أسلحة كيميائية" ضد السكان.

وكان ساركوزي طلب مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، من البلدان السبعة والعشرين، إرسال "إشارة سياسية واضحة" تعتبر المجلس الوطني الانتقالي "المحاور السياسي الصالح"، وذلك في رسالة مشتركة صدرت عشية قمة بروكسل التي تنعقد بمبادرة من باريس.

تحفظ أوروبي وأمريكي على قرار فرنسا الاعتراف بالمجلس الوطني منفردة

ويضع هذا الموقف باريس ولندن في خلاف مع واشنطن، الأكثر تحفظا، ويثير استياء عدد من الشركاء الاوروبيين، الذين لم ينظروا بارتياح إلى مسارعة فرنسا الخميس للاعتراف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته "ممثلا شرعيا للشعب الليبي".

وأعربت المستشارة أنغيلا ميركل عن "استغرابها" للقرار الفرنسي، وأكد وزير الخارجية الايطالي فرنكو فراتيني أن "الاعتراف يجب أن يكون قرارا أوروبيا وليس وطنيا".

وحذرت ميركل أيضا من أن "القذافي يخوض من دون أدنى شك حربا ضد شعبه، لكن يجب أن ننتبه كثيرا إلى أن لا نبدأ ما لا نستطيع إنهاءه".

ويتخوف عدد كبير من البلدان من الوقوع في دوامة عسكرية غير محسوبة، وحذر وزير خارجية لوكسمبورغ، جان إسيلبورن باريس الجمعة، من أي "تصرف استعراضي" خلال القمة.

وسيناقش القادة الاوروبيون أيضا مساعدتهم الانسانية في المنطقة، فيما لجأ أكثر من 250 ألف شخص من ليبيا إلى البلدان المجاورة منذ منتصف شباط/فبراير، كما تقول الأمم المتحدة.

وهم يعتزمون أيضا الاستعداد لاحتمال تدفق المهاجرين إلى بلدان الاتحاد الاوروبي، وخصوصا إلى إيطاليا ومالطة، وتعول أوروبا حول هذه النقطة على تقديم "موارد تقنية وإنسانية إضافية" إلى فرونتكس، وكالة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الحدود".

ميركل تعلن فقدان القذافي شرعيته، وخارجيتها ترى وجوب الاستماع للعرب

هذا وطالبت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل معمر القذافي بالتنحي فورا، وقالت إنها لا تعتبره متحدثا شرعيا باسم مستقبل ليبيا، وقالت إن دول الاتحاد بحاجة إلى التوصل لموقف مشترك.

وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيلة، اليوم أيضا، إن ألمانيا تريد أن تستمع أوروبا لآراء جيران ليبيا، وجامعة الدول العربية، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستعترف بالثورة المسلحة التي تقاتل للإطاحة بالقذافي.

وقال فسترفيلة للصحفيين: "أود أولا أن أعرف كيف تنظر الدول في المنطقة والجامعة العربية (للمعارضة) قبل أن نشكل نحن في أوروبا رأينا النهائي."

كاميرون: سنكثف من جهودنا لعزل نظام القذافي وممارسة الضغط عليه

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الجمعة أيضا، إن أوروبا يجب أن تكثف إجراءاتها لعزل معمر القذافي، وأن توضح له أن عليه أن يترك السلطة.

كاميرون - وزير خارجية بريطانيا

وقال كاميرون للصحفيين: "أعتقد أنه من المهم إظهار دول أوروبا إرادة سياسية، وأن تظهر طموحا، وأن تظهر وحدة في إيضاح موقفها من أن على العقيد القذافي أن يرحل، وأن نظامه غير شرعي، وأن ما يفعله بشعبه غير مقبول على الإطلاق."

وأضاف: "سنكثف اليوم في المجلس الاوروبي الاجراءات الرامية لعزل ذلك النظام، والاجراءات الهادفة لممارسة ضغوط على ذلك النظام، كما يتعين علينا أن نعد لكل الاحتمالات الممكنة."

وكان كاميرون يتحدث لدى وصوله إلى قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي، لبحث الموقف في ليبيا ودول أخرى بشمال إفريقيا.

التعليقات