وزراء الخارجية العرب يوافقون على فرض حظر جوي على ليبيا

قرر وزراء الخارجية العرب التوجه للأمم المتحدة بطلب فرض حظر جوي على ليبيا والبدء باتصالات مع المجلس الانتقالي الليبي المؤقت. قال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ان الجامعة قررت يوم السبت أن "الجرائم" الخطيرة والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها الحكومة الليبية ضد شعبها قد جردتها من شرعيتها.

وزراء الخارجية العرب يوافقون على فرض حظر جوي على ليبيا

دعا وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين، مشددين في الوقت نفسه على رفضهم أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وتضمن القرار العربي نزعا للشرعية عن نظام معمر القذافي. وقرر وزراء الخارجية العرب التوجه للأمم المتحدة بطلب فرض حظر جوي على ليبيا والبدء باتصالات مع المجلس الانتقالي الليبي المؤقت.

وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ان الجامعة قررت يوم السبت أن "الجرائم" الخطيرة والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها الحكومة الليبية ضد شعبها قد جردتها من شرعيتها.

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11 دولة هي الاردن والامارات والجزائر والسعودية والسودان وسلطنة عمان وفلسطين وقطر والكويت ومصر واليمن، اما بقية الدول الاعضاء في الجامعة فيمثلون على مستوى ادنى.

وقال وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي إن هناك دولا لم يذكرها، تحفظت على القرار رافضة التدخل الأجنبي في ليبيا، وأكد أن قرارات المجلس اتخذت بالـ «توافق». وقالت مصادر لقناة «لجزيرة»إأن الدول التي تحفظت هي سوريا والسودان والجزائر.
ولا تحضر ليبيا هذا الاجتماع اذ قررت الجامعة العربية في الثاني من اذار/مارس الماضي تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعاتها احتجاجا على عنف النظام الليبي في مواجهة المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية.
وقبيل بدء الاجتماع طلب وفد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي التقى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية الاعتراف بهم كممثل لبلادهم كما دعوه الى الموافقة على فرض منطقة حظر جوي.
وقالت عضو الوفد تهاني سليمان مبارك للصحفيين بعد اللقاء "جئنا من ليبيا بتفويض مكتوب من المجلس الوطني الانتقالي الليبي للقاء الأمين العام للجامعة العربية، لنقل مطالبنا الى وزراء الخارجية العرب، واتخاذ قرارات رادعة ضد نظام القذافي لوقف سفك الدماء".
واضافت تهاني "طلبنا من الأمين العام للجامعة العربية الاعتراف بالمجلس الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل، ووضع علم الاستقلال الليبي بدلا من العلم الحالي".
وضم الوفد خمسة شباب يمثلون "ثورة السابع عشر من شباط/فبراير" الذين شاركوا في الدعوة للانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي.
وبحسب اعضاء الوفد فإن الأمين العام اكد خلال اللقاء على وقوفه بجانبهم، لكنه قال "ان موضوع العلم سابق لأوانه مشيرا الى ضرورة الاعتراف به عالميا، في ظل وجوده بالأمم المتحدة".
واشار خطاب المجلس الانتقالي المذيل بتوقيع منسق الإعلام والثقافة بالمجلس المحلي لمنطقة بنغازي محمد عمر فنوش الى "التحام الشعوب مدعومة بثوراتها، مطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية وصولا للانسان الحر" معتبرا ان "ثورة الشباب، ثورة 17 فبراير رديفة لثورة الياسمين وثورة 25 يناير".
والقى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الجامعة العربية، كلمة موجزة في بداية الاجتماع اكد فيها ان "الأحداث الدامية والمؤسفة في ليبيا تستدعي العمل السريع للحؤول دون إراقة مزيد من الدماء".
واضاف "لا يمكن للمجلس (الوزاري للجامعة) ان يبقى من دون تحمل مسؤولياته ازاء هذه الأحداث" .
ودعا الى "تدخل عربي بالتوافق مع الشرعية الدولية" وشدد على ضرروة "اتخاذ قرار الآن قبل أن تتجاوزنا الأحداث".
وفيما كان الوزراء العرب يتوافدون على مقر الجامعة نظم مئات المواطنين الليبيين واليمنيين وأعضاء جاليات عربية أخرى اعتصامين متجاورين أمام مقر الجامعة دعما لدعوات الإصلاح في ليبيا واليمن ولمطالبة الجامعة العربية بإتخاذ موقف قوي وحازم يدعم المطالبين بالإصلاح.
وهتف المتظاهرون "الشعب العربي فين ..وعمرو موسى فين.. يا موسى خذ قرارك الشعب الليبي في انتظارك..الشعب يريد اتخاذ القرار".
وانتقد المتظاهرون الموقف العربي الحالي مما يجري من أزمات وتصعيد في اليمن وليبيا، ورفعوا يافطات كتب عليها "العرب أولى بمناصرة إخوانهم في ليبيا واليمن من الغرب".
وياتي هذا الاجتماع فيما تواصل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي السبت ضغطها على المتمردين في شرق ليبيا.
ودعا الامين العام للجامعة في مقابلة مع مجلة در شبيغل الالمانية الى فرض منطقة للحظر الجوي في ليبيا واعرب عن امله في ان يكون للجامعة العربية "دور" في اقامتها.
وقال عمرو موسى في هذه المقابلة التي تنشرها المجلة الاثنين "اتحدث عن تحرك انساني. تتعلق المسالة مع منطقة حظر جوي بمساندة الشعب الليبي في نضاله من اجل الحرية وضد نظام تزداد غطرسته".
وكانت الجامعة العربية اعلنت من قبل انها قد تدعم اقامة مثل هذه المنطقة لكنها اكدت معارضتها اي تدخل عسكري في ليبيا.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي اعلنت تاييدها لفرض حظر جوي على ليبيا ولكنها شددت على ضرورة موافقة الجامعة العربية.
وناشدت دول مجلس التعاون الخليجي الدول العربية الاخرى الى "تحمل مسؤولياتها لوقف حمام الدم" معتبرة ان القذافي بات الان "غير شرعي".
واكد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية الجمعة ان "كافة الخيارات" مفتوحة لمواجهة نظام معمر القذافي.
ويتطلب فرض حظر جوي على ليبيا مئات الطائرات لمنع الطيران الليبي من قصف السكان كما يتطلب تحييد قوات الدفاع الجوي التابعة للعقيد القذافي.
 

التعليقات