اتهم وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل نحاس قوى الأمن الداخلي بتنفيذ انقلاب ضد مؤسسات الدولة والتمرد على أوامر وزير الداخلية، فيما قال بيان لقوى الأمن الداخلي إن وزير الاتصالات حضر إلى المبنى طالبا السماح لموظفين من وزارة الاتصالات بالدخول الى الطابق الثاني والعمل على تفكيك ونقل تجهيزات ولوازم عائدة للشبكة الخليوية الثالثة اثناء وبعد الدوام الرسمي، فتم اعلامه بأن هيئة اوجيرو وجهت كتابا الى هذه المديرية العامة تطلب بموجبه حماية المركز وعدم السماح بالتصرف بأي معدات عائدة للشبكة إلا بموافقتها كونها مكلفة بذلك من قبل مجلس الوزراء . وقال بيان لقوى الأمن الداخلي إنه ولدى طلب الوزير الدخول إلى الطابق المذكور تم اعلامه عدم وجود لأي مانع من الدخول مع المدراء العامين، ولكن دون مرافقة لأمنية كون نقطة الحراسة مكلفة بالحفاظ على امنه الشخصي داخل هذا الطابق، فما كان منه إلا أنه رفض الدخول وغادر المحلة واقتصر الامر على ذلك.
وأوضح نحاس - في مؤتمر صحافي عقده اليوم الخميس - أن مسلحي شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي منعته من دخول مبنى لوزارة الاتصالات في منطقة بداور في بيروت، مشيرا إلى أن أكثر من 400 مسلح تابعين لشعبة معلومات قوى الأمن الداخلي منعته من دخول الطابق الثاني من المبنى الذي يضم شبكة اتصالات تابعة لوزارة الاتصالات ووضعت قوى الأمن الداخلي عليها دون وجه حق شرعي مما يثير الريبة.
وأشار نحاس إلى أنه طلب من الجيش اللبناني إخلاء المبنى من المسلحين الذي يضم أجهزة تتعلق بالتخابر الهاتفي الدولي.
ولفت إلى أن الطابق الثاني من المبنى يضم شبكة اتصالات خاصة باستطاعتها تشغيل 50 ألف خط هاتفي كانت الحكومة الصينية قد أهدته إلى وزارة الاتصالات إلا أن قوى الأمن الداخلي استولت على هذه الشبكة دون وجه حق.
وقال إن وزير الداخلية زياد بارود طلب من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إخلاء مبنى وزارة الاتصالات على الفور. وفي المقابل اتهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي وزير الاتصالات بأنه يفتقد الإحساس الوطني، معتبرا أن هناك محاولة لتفكيك منشآت شركة اتصالات خليوية، وقد تصدت عناصر فرع المعلومات لهذه المحاولة بناء لطلب رسمي من المدير العام لهيئة الاتصالات عبد المنعم يوسف.
وقال اللواء ريفي "إذا كان الوزير نحاس يعتقد أنه بهذه الطريقة يستطيع أن يؤثر علينا ويربكنا فإننا نذكره بأننا قاتلنا فتح الإسلام ولم نرتجف". يشار إلى أن وزير الاتصالات يتبع كتلة التيار الوطني الحر بينما تدين قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات بالولاء لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.
واعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود بعد ظهر اليوم الخميس توقفه عن ممارسة مهامه الوزارية. وقال في مؤتمر صحافي: "يبدو لي ان المنطق في اجازة بعد أن اصبح القانون وجهة نظر ولقد تيقنت في الايام الماضية ان المشكلة اكبر بكثير من ظاهرها".
واضاف "لاني لا ارغب في ان اكون شاهد زور أو وزير تصريف الأعمال يقتصر عمله على تصريف اعمال الوزارة على توقيع بريد الوزارة ولانني ارفض انتهاك الدستور بمعزل عن اي موقف سياسي منحاز .. بناء على ذلك اعلن عن تمسكي بالدستور والقانون مرجعا، وحتى لايصبح وجودي مقتصرا على توقيع البريد .. حررت نفسي من هذا الأمر". وأضاف "أقول للبنانيين أن اخذهم رهائن لم يعد جائزا بعد الآن".
التعليقات