سوريا: 8 شهداء في جمعة "حماة الديار"، وساركوزي وأوباما يخيران الأسد بالاصلاحات أو التنحي

قتل ثمانية أشخاص الجمعة بنيران قوات الأمن في سوريا، التي شهد عدد من مدنها تظاهرات احتجاج في يوم "جمعة حماة الديار"، غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين "القمع الدموي" في سوريا.

سوريا: 8 شهداء في جمعة

قتل ثمانية أشخاص الجمعة بنيران قوات الأمن في سوريا، التي شهد عدد من مدنها تظاهرات احتجاج في يوم "جمعة حماة الديار"، غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين "القمع الدموي" في سوريا.

يأتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى الرئيس الاميركي، باراك أوباما، في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحي.

كما عبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، عن حرص بلاده على "العلاقة الاستراتيجية" التي تربطها بسوريا.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان، الجمعة، أن حصيلة قتلى "جمعة حماة الديار"، ارتفعت إلى ثمانية أشخاص في مدن سورية عدة.

شهداء في قطنا، وداعل، والزبداني

وذكر رئيس المرصد، رامي عبد الرحمن، أن "ثلاثة أشخاص قتلوا الجمعة، عندما قام رجال الأمن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات".. وأورد عبد الرحمن أسماء القتلى.

كما أشار رئيس المرصد "أن ثلاثة متظاهرين على الأقل، قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا)، جنوب البلاد، برصاص رجال الأمن الذين أطلقوا النار عليهم عندما صعدوا إلى أسطح الأبنية لإعلاء صوت التكبير".

وأفاد شاهد عيان أن "آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل، وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش"، مشيرا إلى أن "عناصر الجيش المتواجدة لم تتدخل"، وأضاف: "وبعد قليل، جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائيا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 15 اخرين".

كما توفي شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق)، أثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب)، عندما أصابه طلق ناري، بينما كان على سطح أحد الأبنية وهو يعلي التكبير"، بحسب رئيس المرصد.

تنظيم مظاهرات ليلة في محاولة للالتفاف على التواجد الامني المكثف

وفي الآونة الأخيرة، بدأ المتظاهرون تنظيم مظاهرات ليلا، في محاولة للالتفاف على الوجود الأمني الكثيف.

وقال نشطاء وشهود، إن آلاف الاشخاص في داعل وغيرها من المدن السورية، وقفوا على أسطح المنازل والشرفات، ورددوا "الله أكبر" حتى فجر اليوم، في استعراض للتحدي.. وقال أحد السكان الذي قدم نفسه باسم أبو حامد: "اختلطت الهتافات مع أصوات الرصاص."

وطالب رئيس المرصد السلطات السورية بـ"السماح للمرصد والمنظمات الحقوقية السورية، بتشكيل لجنة تحقيق والذهاب إلى المناطق التي شهدت سقوط القتلى، للتحقق من القوائم من أجل التوصل إلى محاكمة الجناة وتقديمهم إلى محاكمة علنية"، ولفت عبد الرحمن إلى "وجود عشرات المفقودين في درعا (جنوب) ومدن أخرى، يجرى تسليم جثامينهم إلى ذويهم"، كما أشار أيضا "إلى قيام السلطات الامنية بحملة اعتقالات استهدفت العشرات في غالبية المدن التي شهدت تظاهرات اليوم".

مظاهرات في دمشق ومختلف المدن السورية

واندلعت مظاهرات صغيرة في أحياء برزة، وركن الدين، والقابون بدمشق، وضواحي سقبا، والحجر الأسود، وفي اللاذقية، على الساحل، وفي درعا، في الجنوب.

كما أعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي، الجمعة، قال: "وردت لنا أنباء بأن قوات الامن السورية أطلقت النار في الهواء لتفريق نحو خمسة آلاف متظاهر التقوا في وسط مدينة دير الزور (شرق)، بعد أن خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية".

وأضاف أن "قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين في دمشق، وضربتهم بالهروات"، وتابع أن "قوات الامن قامت أيضا باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)"، التي كانت بقيت حتى الآن نسبيا بعيدة عن موجة الاحتجاجات.

كما أشار الناشط إلى "تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق)، شارك فيها نحو 400 طفل، وهم يحملون العلم السوري بطول 25 مترا، مرددين النشيد الوطني السوري"، لافتا إلى خروج تظاهرة أيضا في مدينة القامشلي (شمال شرق)، "شارك فيها الآلاف".

كما خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق)، شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي، ويشكل الأكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.

وفي حمص (وسط)، أفاد شهود عيان أن "عدة تظاهرات جرت في المدينة، كان أهمها في حي باب السباع، تهتف بشعارات مناهضة للنظاموأشار الشهود إلى أن "قوات الامن فرقت إحدى التظاهرات في حي جورة الشياح، في وسط مدينة حمص، عندما ضربت المشاركين بالهراوات".

وقال نشطاء في مجال حقوق الانسان إن احتجاجات خرجت في مدينة البوكمال، شرق البلاد، وأحرق المتظاهرون صور حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الذي أغضب خطابه المناصر للأسد هذا الأسبوع في بيروت المتظاهرين.

وقال أحد السكان في ناوا، بالقرب من مدينة درعا، إن قوات الامن منعت المساجد من رفع آذان الصلاة، وكان القناصة ظاهرين على المباني المرتفعة.. وقال اثنان من السكان، إن حوالي 40 دبابة لا تزال منتشرة في منطقتين بدرعا، حيث بدأت الاضطرابات.

نداءات للجيش للانضمام إلى الثورة، ويوسف العظمة رمز في جمعة "حماة الديار"

وأضاف الشهود أن المتظاهرين كانوا يهتفون "يا ضباط الجيش الثوري روحوا عالقصر الجمهوري"، و "يا ضباط ويا شرفاء انهجوا نهج الشهداء".

وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا حثوا الجيش السوري على الانضمام إلى ثورة الشعب "السلمية" الجمعة، التي أطلقوا عليها اسم "جمعة حماة الديار".

ونشر المنظمون على صفحتهم الالكترونية صورة البطل القومي يوسف العظمة، كتب عليها "جمعة حماة الديار - 27 أيار/مايو - يوسف العظمة يناديكم"، وهو وزير الحربية السوري الذي توفي في معركة ميسلون العام 1920، أثناء مواجهته الجيش الفرنسي.

كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها "الجيش والشعب يد واحدة.. يدا بيد نصنع الغد...كرامة وانتصار".

التلفزيون السوري ووكالة (سانا): إصابات في صفوف رجال الأمن

وأشارت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، إلى إصابة "سبعة من عناصر الشرطة والأمن اليوم (الجمعة) باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين بدير الزور" .

ونقلت الوكالة تصريحا لمحافظ دير الزور، حسين عرنوس، قال فيه إن "الاصابات نجمت عن استخدام المتجمعين للحجارة، والأدوات الحادة، والسكاكين، ضد عناصر الشرطة والأمن الذين تواجدوا للحفاظ على الأمن".

من جهته، أشار التلفزيون السوري في شريط عاجل إلى "مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق)، يطلقون النار على قوات حفظ النظام"، دون الإشارة إلى وقوع إصابات.

كما نقل عن مراسليه في المحافظات السورية، أن عشرات الأشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام أمام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة.

ولفت التلفزيون إلى عدة "تجمعات" ضمت 150 شخصا في القامشلي، و300 شخص في حماة، وفي البوكمال، والميادين والقورية (شرق)، والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب)، و150 شخصا في عامودا، و100 شخص في الدرباسية، والعشرات في راس العين (شمال شرق).. وأوضح التلفزيون أن هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها دون "احتكاكات".

ساركوزي وأوباما للأسد: إما الاصلاحات وإما التنحي

يأتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الجمعة، إلى الرئيس الاميركي باراك أوباما، في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه حركة احتجاج قوية، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحي.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل الفرنسية: "هل يمكن أن أقول ذلك؟ نعم.. وأوباما أصاب بقولها"، كان الرئيس الاميركي قد اكد في 19 أيار/مايو، أن "الرئيس الأسد الآن أمام خيارين.. قيادة مرحلة انتقالية أو التنحي".

وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الأسد من السلطة، إذ كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الآن بالمطالبة بوقف القمع في سوريا، وإجراء اصلاحات، واحترام تطلعات الشعب السوري.

مجموعة الثماني تهدد بالتحرك في مجلس الأمن ضد سوريا

وتهدد مجموعة الثماني سوريا بـ"تحرك في مجلس الأمن" الدولي إن لم توقف دمشق قمع التظاهرات، بحسب مسودة البيان الختامي لقمة كبرى الدول الغنية في دوفيل، شمال غرب فرنسا، الجمعة.

وتشهد مجموعة الثماني تناقضا في المواقف بين الغربيين الذين فرضوا عقوبات على النظام السوري، والروس الذين يعارضون تبني أي نص في الأمم المتحدة يدين قمع التظاهرات في سوريا.

ومن تركيا، عبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، في اتصال هاتفي أجراه الجمعة مع الأسد، "عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين، والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل"، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).. وأضافت الوكالة أن أردوغان أكد "وقوف تركيا إلى جانب سوريا، وحرصها على أمنها واستقرارها ووحدتها".

وجدد الأسد وأردوغان "عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة، والشفافة، والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها".

مجلس الأمن يبحث مشروع قرار يحذر سوريا من "جرائم ضد الانسانية"

ويأتي تطور هذه الأحداث غداة بدء مجلس الأمن الدولي دراسة مشروع قرار يحذر سوريا من "جرائم ضد الانسانية" قد تكون ارتكبت، لكنه امتنع عن تهديدها بفرض عقوبات.

ويندد مشروع القرار الذي وضعته فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والبرتغال، وتم توزيعه الأربعاء، بالعنف الذي يمارسه النظام السوري برئاسة بشار الأسد، ويطالب بالسماح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول إلى المدن السورية.

كما حصلت منظمة العفو الدولية الخميس، على تسجيل فيديو يظهر عناصر من قوات الأمن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل، في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.

وقال فيليب لوثر، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة: "هذه الصور غير العادية التقطها سوريون جازفوا بحياتهم لتوثيق المحاولات القاسية التي تقوم بها السلطات لإرهاب الحركة المؤيدة للاصلاح، وثنيها عن الخروج إلى الشوارع".

المفوضية العليا لحقوق الانسان قلقة من الوضع في سوريا، وتطالب دمشق السماح لها بالدخول

وقال المتحدث باسم المفوضة العليا لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، اليوم أيضا، في مؤتمر صحافي بجنيف: "ما زلنا قلقين بشدة بشأن الوضع على الأرض" في سوريا، مضيفًا أن "التقارير تردنا عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، ورأينا تسجيلات فيديو عن أعمال ضرب وقنص في الشوارع"، وتابع أن ثمة تقارير "عن حملة اعتقال معارضين وناشطين في حقوق الإنسان، وحوادث تعذيب وسوء معاملة المعتقلين".

وأشار إلى وجود "مزاعم عن أعمال قتل تقوم بها مجموعات مسلحة، ترعاها إما قوات أجنبية مزعومة، أو أطراف مقربة من النظام (السوري)."

وأكد كولفيل وجود تضارب في المعلومات الواردة من سوريا، وحث الحكومة على السماح للمفوضية بالدخول إلى البلاد للمساعدة في توضيح المسائل.

وأشار في هذا السياق إلى عدم تلقي المفوضية بعد ردًّا من دمشق على طلبها الرسمي للدخول إلى هناك، لكنه أكد استمرار الحوار مع البعثة السورية الدائمة في جنيف.

وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف آذار/مارس، أسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا، واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص، بحسب منظمات حقوقية، مما دفع بأوروبا، وكندا، والولايات المتحدة، إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد..

وتتهم سوريا "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية"، بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين، وقد أعلن مصدر عسكري سوري الخميس، أن "حصيلة الضحايا لدى القوى الامنية والعسكريين، بلغت 112 شهيدا، و1238 جريحا"، بينما قالت وزارة الداخلية إن الأحداث أسفرت عن "31 شهيدا، وجرح 619 من عناصر قوى الأمن الداخلي (الشرطة)".

التعليقات