نصر الله يقلل من أهمية اختراق الـ"سي آي إيه"

ويعتبر المناورات الإسرائيلية إقرارا بالعجز عن الحسم السريع ويحذر من الحرب، كما يعتبر إسقاط النظام السوري خدمة لإسرائيل والولايات المتحدة

نصر الله يقلل من أهمية اختراق الـ
قلل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أهمية تأثير اختراق وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي ايه) للحزب،وقال إن الأشخاص المتورطين لا يملكون معلومات حساسة يمكن أن تلحق ضررا ببنية "المقاومة" العسكرية والأمنية وقدرتها على المواجهة.

وقال نصر الله في كلمة نقلتها قناة "المنار" التابعة للحزب مساء أمس، الجمعة، "عجز الإسرائيلي عن خرق حزب الله فاستعان بالسي آي إيه"، مشيرا الى ثلاث حالات؛ اثنتان على علاقة بالسي آي إيه، وحالة ثالثة يشتبه بأنها تتعلق بالسي آي إيه أو جهاز غربي.

وأضاف أنه ليس بين هذه الحالات قياديون في الحزب، أو مقربون منه، كما نفى أن يكون بينهم رجل دين، كما أشارت تقارير إعلامية مؤخرا.

وقال نصر الله "ما بين أيدينا الآن ليست حالات عمالة لإسرائيل كما أشيع، وبناء على التحقيق والمعطيات لدينا 3 حالات: حالتا تجنيد من السي آي ايه من قبل ضباط يعملون تحت صفة دبلوماسيين في السفارة الأميركية التي ثبت أنها وكر تجسس، وثالثة لا زلنا نتثبت من علاقتها".

واكتفى نصر الله بإعطاء الأحرف الأولى من أسماء الثلاثة وعائلاتهم. مشيرا إلى أن المتهم الأول تم تجنيده قبل 5 أشهر من قبل ضابط سي آي إيه" واعترف بعلاقته مع السي آي إيه".

وأضاف أن المتهم الثاني تم تجنيده "منذ فترة أطول واعترف"، وقال إن المتهم الثالث "تأكدنا من ارتباطه الأمني مع جهة خارجية، لكن ما زلنا ندقق هل هي جهة مخابراتية أميركية أم أوروبية أم إسرائيلية".

وأضاف "ليس لأحد منهم علاقة لا بالجبهة ولا بالوحدات العسكرية الحساسة أو الصاروخية التي يسعى الأميركي والإسرائيلي لجمع معلومات عنها".

وقال "لا يملك أي من هؤلاء معلومات حساسة يمكن أن تلحق ضررا ببنية المقاومة، فهم ليسوا موجودين في مواقع مسؤولية حساسة من هذا النوع، و لا علاقة لأي من المتهمين الثلاثة بموضوع اغتيال الشهيد عماد مغنية ( القائد العسكري للحزب الذي اغتيل في دمشق ) كما أنه لا علاقة لأي من المتهمين بملف المحكمة الدولية" التي ستنظر باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.

واعتبر نصر الله "أن من الواضح أن العجز الإسرائيلي في خرق حزب الله ما زال موجودا، وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرضت لضربات قاسية على الساحة اللبنانية فلجأت إلى السي آي إيه خاصة أن ضابط السي آي إيه محمي ومحصن وحريته في الحركة كبيرة".

ولفت إلى أن ما تم طلبه من معلومات من هؤلاء هي معلومات لا تفيد أميركا "بل هي تفاصيل عسكرية وأمنية تهم إسرائيل في أي حرب أو تواطؤ على المقاومة أو قيادات وكوادر المقاومة، وهذا يشير الى ان السي اي ايه في خدمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".

ووصف نصر الله مقر السفارة الأميركية في لبنان بـ"وكر الجاسوسية".

وقال " دخلنا في مرحلة جديدة حيث كنا في مواجهة أمنية مع العدو الإسرائيلي لكن أن نصبح هدفا مباشرا للمخابرات الأميركية بهذا الشكل يضعنا أمام مرحلة جديدة من صراع الأدمغة الأمنية".

من جهة ثانية حذر نصر الله في معرض تعليقه على المناورات العسكرية الإسرائيلية التي اختتمت أمس من أنه "عندما يصل الإسرائيلي إلى لحظة يحتاج فيها إلى تغيير معادلات في المنطقة قد يشن حربا لذلك علينا التنبه".

ولفت إلى أن إسرائيل "ذات طبيعة عدوانية، وعندما تتحضر بهذا المستوى يجب أن نكون حذرين ومنتبهين". لكنه شدد على أن المقاومة "تجعل الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أن يأخذ قرار الحرب".

وقال "إن مناورة تحول 5 إقرار إسرائيلي بعدم القدرة على الحسم السريع، وإقرار إسرائيلي بأن العمق بكل مكوناته بات مهددا ولا يمكن حمايته ". وأضاف "العدو فقد القدرة على حماية الجبهة الداخلية عسكريا لذلك أصبح هناك وزارة للجبهة الداخلية".

الى ذلك وصف نصر الله ما يجري حاليا في العالم العربي بـ"السلبي جدا"، وقال "هناك من يتآمر على المقاومة في غزة، وفي لبنان تتدفق مئات ملايين الدولارات لتشويه سمعة المقاومة".

وأشاد نصر الله بالنظام السوري، وقال إنه النظام الوحيد" الممانع في المنطقة"، وإنه من خلال تحالفه مع المقاومة وإيران "استطاع أن يسقط أخطر المشاريع الأميركية الإسرائيلية التي تستهدف السيطرة على بلادنا". وأضاف أن العمل على إسقاط النظام السوري هو "خدمة جليلة لإسرائيل وأميركا".

ودعا الشعب السوري إلى "أن يدرك حجم الاستهداف كوطن وكجيش ".

من جهة ثانية انتقد ما يجري في البحرين من أحكام ضد المعارضين، وقال "إن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة". وقال إن هناك أفقا مسدودا للإصلاح في البحرين لأن الحكومة تواجه دعوات الإصلاح بالإقصاء والسجن المؤبد.
وقال إن هناك من يعمل على شيطنة إيران لجعلها عدوة للعرب، معتبرا أن هذا الأمر يصب في صالح إسرائيل. ورأى أن المناورة الإسرائيلية الأخيرة موجهة ضد إيران وسوريا والمقاومة اللبنانية وغزة.

التعليقات