دعا ملك المغرب، محمد السادس، إلى الإسراع في انتخاب مجلس نيابي جديد، وبعدها تعيين رئيس حكومة جديدة، كما دعا لفتح الحدود البرية المغلقة منذ العام 1994 مع الجزائر، وتسوية كل المشاكل العالقة بين البلدين، وحث الرباعية الدولية على تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن محمد السادس دعوته اليوم السبت، في خطاب لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لتنصيبه ملكًا خلفًا لوالده الراحل الحسن الثاني، إلى كافة الفاعلين المعنيين، إلى اعتماد جدولة زمنية مضبوطة، تمكنهم وسائر المواطنين، من رؤية واضحة، لإقامة المؤسسات الدستورية، في الآماد القصيرة والمتوسطة.
وقال إنه "على المدى القريب ينبغي إعطاء الأسبقية لإقرار القوانين الجديدة المتعلقة بالمؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية".
وحث على البدء "بانتخاب مجلس النواب الجديد، لنتولى بناء على نتائج الاقتراع الخاص به، وطبقا لأحكام الدستور، تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي سيتصدر نتائج الانتخابات، وليتأتى تشكيل حكومة جديدة، منبثقة من غالبية برلمانية، متضامنة ومنسجمة".
أما بالنسبة إلى مجلس المستشارين، فاعتبر أن إقامته رهينة بالمصادقة على القوانين التنظيمية والتشريعية، وبإجراء الاستحقاقات الانتخابية الخاصة بها، وفق جدولة زمنية محددة، يتم إكمالها بتنصيب مجلس المستشارين، بتركيبته الجديدة، قبل إكمال سنة 2012.
وفي هذا الإطار، حث الملك المغربي جميع الفاعلين المعنيين، على العمل البناء لتوفير الظروف الملائمة، لجعل هذا المسار الانتخابي المتعدد والمتوالي يتم في التزام بقيم النزاهة والشفافية، والتحلي بالمسؤولية العالية، وجعل المصالح العليا للوطن والمواطنين فوق كل اعتبار.
دعوة اللجنة الرباعية تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
إلى ذلك، دعا محمد السادس، اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أن السلام في الشرق الأوسط يمر عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار، عاصمتها القدس الشرقية.
وقال: "نوجه نداء للرباعية الدولية، لتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي".
وجدد التأكيد على أن السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط، "يمر عبر ضمان حقوق جميع شعوب المنطقة في الحرية والاستقرار والازدهار، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار، عاصمتها القدس الشرقية".
وقال إن القضية الفلسطينية "تظل في صدارة اهتماماتنا، ولاسيما في هذه الظرفية التي تشهد انبثاق آمال عريضة، أفرزتها المواقف الإيجابية لبعض الأطراف الدولية الكبرى، والآثار المنشودة من المصالحة الفلسطينية".
العلاقة مع الجزائر
وأكد أن المغرب ملتزم بإعطاء ديناميكية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة مع الجزائر، وقال "إننا لملتزمون، وفاء لأواصر الأخوة العريقة بين شعبينا الشقيقين ولتطلعات الأجيال الصاعدة، بإعطاء ديناميكية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة، من أجل تطبيع كامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، بما فيها فتح الحدود البرية؛ بعيدا عن كل جمود أو انغلاق مناف لأواصر حسن الجوار".
وشدد الملك المغربي على أن بلاده لن تدخر جهدا لتنمية علاقاتها الثنائية مع دول المنطقة.
التعليقات