تقرير هيومن رايتس ووتش: القوات الحكومية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في حمص

قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقرير الجمعة، إن قوات الأمن السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في إطار محاولتها لسحق المعارضة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة حمص.

تقرير هيومن رايتس ووتش: القوات الحكومية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في حمص

قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقرير الجمعة، إن قوات الأمن السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في إطار محاولتها لسحق المعارضة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة حمص.

وقالت المنظمة الحقوقية: "إن الانتهاكات الجسيمة والمنظمة التي ترتكبها القوات الحكومية السورية في حمص، وتشمل أعمال تعذيب، والقتل غير القانوني،  تشيرإلى ارتكاب جرائم ضد الانسانية."

ودعت المنظمة جامعة الدول العربية التي ستجتمع في القاهرة، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى تجميد عضوية سوريا، وأن تطلب من مجلس الأمن أن يفرض حظرًا على الأسلحة، وعقوبات على الأفراد المسؤولين عن الانتهاكات، مع إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

أكثر من 110 مقابلات مع ضحايا وشهود

وحمل التقرير عنوان "كأننا في حرب: قمع المتظاهرين في محافظة حمص"، وجاء في 63 صفحة، واستند إلى أكثر من 110 مقابلة مع ضحايا وشهود من مدينة حمص، ومناطق المحافظة الأخرى، حيث برزت حمص بصفتها مركز المعارضة الأساسي لحكومة الرئيس بشار الأسد.

ويركز التقرير على انتهاكات قوات الأمن السورية منذ أواسط أبريل/نيسان وحتى نهاية أغسطس/آب، وأثناء تلك الفترة قتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 587 مدنيًّا، وهو أعلى معدل للخسائر البشرية في أي محافظة.

وقالت المنظمة: "قتلت قوات الأمن 104 أشخاص آخرين على الأقل في حمص منذ 2 نوفمبر/تشرين الثاني، يوم وافقت الحكومة السورية على مبادرة جامعة الدول العربية الخاصة بالتسوية السياسية للأزمة."

ونسب التقرير إلى سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، قولها، إن "حمص نموذج مُصغر دال على مدى قسوة الحكومة السورية. على الجامعة العربية أن تبلغ الرئيس الأسد بأن خرق الاتفاق مع الجامعة له تبعات، وأن الجامعة تساند الآن تحرك مجلس الأمن من أجل وقف القتل."

شهادة

وفي استعراضها لشهادات حية في التقرير، أوردت المنظمة شهادة محمد (ليس اسمه الحقيقي)، وابن عمه البالغ من العمر 21 عامًا، من بين الـ 16 قتيلاً الذين هاجمتهم قوات الأمن والميليشيات الموالية للحكومة، عندما تجمعوا في جنازة قرب خالد بن الوليد، في حمص، يوم 19 يوليو/تموز.

 وقال محمد لهيومن رايتس ووتش: "أثناء قيامنا بدفن القتلى، سمعت فجأة أعيرة نارية.. تقدمت منّا أربع شاحنات صغيرة فيها أشخاص يرتدون الزي الرسمي والخوذات والدروع، وراحوا يطلقون النار على الناس من أسلحتهم الآلية والبنادق المُركبة على ظهر العربات."

وتابع: "بدأنا في الجري مبتعدين. قُتلت أم وشقيق أحد القتلى إلى جوار جثمانه، حاول ابن عمي سحب جثمان الأم بعيدًا، سقط فجأة، لكن لم أعرف في ذلك التوقيت أنه قد أصيب.. ومع ركضي مبتعدًا، رأيت مدرعة تطلق النار.. لا أعرف إن كانوا يطلقون النار في الهواء أم على الحشد."

وروى ماهر، أحد المتظاهرين، واقعة أخرى للمنظمة، وقال : "سرنا في الشارع بعد صلاة الجمعة، مررنا بنقطة تفتيش تديرها المخابرات الجوية والقوات المسلحة.. انتبهوا إلينا.. بعد أن مررنا، بدأوا في إطلاق النار على الشارع.. بعض الأكبر سنًّا مكثوا في المسجد، لكن عندما حاولوا الخروج أطلقت القوات النار عليهم، وعلى كل من يتحرك في الشارع."

وأضاف الشاهد في تقرير المنظمة: "أطلقوا النار على رجل في ساقه، وهناك رجل آخر، أكبر سنًا، حاول أن يساعده، فأصيب بعيار ناري في يده."

وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 3500 شخص قتلوا في حملة قمع الأسد للاحتجاجات التي بدأت في منتصف مارس/آذار الماضي، بينما تلقي السلطات السورية باللائمة في العنف على "جماعات إرهابية مسلحة."

التعليقات