دمشق تفسر تصريحات الأسد: قناة "أي. بي. سي" حرفت

اتهمت سوريا قناة "أي. بي. سي" الأميركية، بتحريف تصريحات الرئيس بشار الأسد عمدا، خلال بثها مقابلة أجريت معه الأربعاء الماضي، كما اتهمتها بالتماهي مع ما قاله الناطق باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، الذي عمل على تشويه المقابلة والرسالة التي أراد الأسد توجيهها إلى الرأي العام الغربي والأميركي.

دمشق تفسر تصريحات الأسد: قناة

اتهمت سوريا قناة "أي. بي. سي" الأميركية، بتحريف تصريحات الرئيس بشار الأسد عمدا، خلال بثها مقابلة أجريت معه الأربعاء الماضي، كما اتهمتها بالتماهي مع ما قاله الناطق باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، الذي عمل على تشويه المقابلة والرسالة التي أراد الأسد توجيهها إلى الرأي العام الغربي والأميركي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، في مؤتمر صحافي بدمشق، أمس الجمعة، إن قناة "أي. بي. سي" حرفت مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس الأسد، عبر عمليات مونتاج اقتطعت أجزاء منها.

وأضاف المتحدث بأن دمشق كانت تنتظر من القناة أن تبث المقابلة بالطريقة المثلى التي تعكس ما قاله الأسد، واعتبر أن ما سماه التشويش الذي حدث لم يكن مفاجئا.

وأكد مقدسي أن من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج، لكن بما لا يؤدي إلى تشويه المضمون، وخاصة مع رئيس دولة وفي بلد مثل سوريا.

وأجرى مقدسي، في المؤتمر الصحفي، مقارنة بين الحديث الذي أجراه الأسد مع القناة، وبين المقاطع المجتزأة التي بثتها على شاشتها، وعرض الحديث الكامل للأسد في المقابلة، والآخر الذي اجتزأت منه المحطة الأميركية.

وقال إن مدة تسجيل المقابلة 49 دقيقة، في حين ما تم بثه على المحطة هو سبع دقائق فقط في الفترة الصباحية، و14 دقيقة في الفترة المسائية.

واعتبر المتحدث أن أعداء سوريا يستهدفونها سياسيا، واقتصاديا، ودبلوماسيا، وطائفيا، "وعندما لم ولن ينجحوا، لجؤوا إلى الجيش السوري البطل وتصويره على أنه يعمل وحده".

محاور المقابلة التي أجراها الأسد

وتناول مقدسي محاور الحديث الذي بثّته القناة الأميركية من المقابلة، وقسّمه إلى ثلاثة أجزاء، محور الجيش السوري، والانقطاع عن الواقع واللاعقلانية، والإساءة إلى الأمم المتحدة.

وعن محور الجيش السوري، قال مقدسي إن الرئيس الأسد سئل عن هذا المحور خمس مرات: "هل أنت مسؤول عن قواتك؟"، فأراد الرئيس أن يصحح صيغة السؤال ويضعه بصيغته الهيكلية، وأوضح أن الجيش يعمل لحفظ السلم والأمن الأهلي، وأن أخطاء تقع، وهناك لجنة قانونية والكل تحت سقف المحاسبة.

وانتقد مقدسي من اتهم رئيس بلاده باللا عقلانية، وقال "اللاعقلاني والمجنون هو من يجر جيشه إلى حروب في أفغانستان والعراق، ومن قتل آلاف الجنود الأميركيين عدا عن القتلى العراقيين".

وعن محور الإساءة للأمم المتحدة، قال مقدسي، إن الرئيس الأسد لم يسئ إلى الأمم المتحدة، وأوضح أن ما قاله هو إن للمنظمة الدولية قصص نجاح، لكن نصيبها من الفشل وعدم المصداقية هو في الشرق الأوسط، لافتا بهذا الصدد إلى بقاء جزء من أراضي سوريا تحت الاحتلال، وكذلك القضية الفلسطينية.

وأكد أن هذا جوهر ما قاله الأسد عن الأمم المتحدة، لكن القناة بثت على لسان الأسد أن الأمم المتحدة غير ذات مصداقية.

يشار إلى أن الأسد نفى خلال المقابلة أي مسؤولية عن مقتل آلاف المتظاهرين في سوريا، واصفا من يطلق النار على شعبه بأنه مجنون.

ورغم أن الأسد أقر بأن عناصر من القوات المسلحة قد تكون مضت بعيدا في القمع، فإنه نأى بنفسه عن المسؤولية في ذلك، وقال: "أنا رئيس، ولست أملك البلاد.. وهذه ليست قواتي الخاصة"، وأضاف أن هناك فارقا بين قمع سياسي متعمد وبعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين.

وكانت سوريا أعربت الأربعاء عن استهجانها من تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، التي وصف فيها الرئيس السوري بأنه إما منفصل عن الواقع، أو مجنون، متهمة إياه بتشويه تصريحات الأسد

التعليقات