غليون: موافقة النظام على البروتوكول مراوغة

بعد ساعات على توقيع دمشق على البروتوكول المحدد للإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب إلى سورية، رأى رئيس "المجلس الوطني" السوري المعارض برهان غليون ان " النظام السوري يستغل المبادرة العربية ويواصل عمليات "القتل"، مشيراً الى انه "بعد شهر ونصف على المبادرة لا نرى الا مراوغة للنظام السوري"، مشددا على اننا "نريد من الجامعة ان تأخذ مواقف اقوى".

غليون: موافقة النظام على البروتوكول مراوغة

بعد ساعات على توقيع دمشق على البروتوكول المحدد للإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب إلى سورية، رأى رئيس "المجلس الوطني" السوري المعارض برهان غليون ان " النظام السوري يستغل المبادرة العربية ويواصل عمليات "القتل"، مشيراً الى انه "بعد شهر ونصف على المبادرة لا نرى الا مراوغة للنظام السوري"، مشددا على اننا "نريد من الجامعة ان تأخذ مواقف اقوى".

واعتبر غليون في مؤتمر صحافي عقده اليوم في تونس بختام الاجتماعات التي عقدتها شخصيات المجلس الوطني على مدار اليومين الماضيين لدراسة المواقف من التطورات إن المعارضة توصلت إلى صيغ حول حكومة انتقالية وبات لديها تصور "للمنطقة الآمنة" يجري مناقشته لبحث تفاصيله قبل تقديمه لمجلس الأمن.
وقال غليون ان "وزير الخارجية وليد المعلم وبمؤتمره الصحافي تبين ان ما يحصل هو مجرد "مراوغة"، مشددا على ان "موافقة سورية على المبادرة العربية ليست الا مراوغة". واعتبر ان "الثورة" في سورية لن تكون انتقامية، لافتا الى ان "الحكومة الانتقالية ستكون من اطياف المعارضة بالتنسيق مع المؤسسات العسكرية".

وأشار الى اننا نريد "حماية" المدنيين عند تعرضهم لجرائم ضد الانسانية، معرباً عن اعتقاده ان "النظام السوري "انتهى" بشكل حقيقي حسب قوله ، مضيفا "ابلغنا أمس ان الحكوة التونسية ستعترف بـ"المجلس الوطني السوري"، مشددا على انه "اذا التزم النظام بالمبادرة سترجع "الثورة" السورية "سلمية".
وقال غليون، إن مواقف دمشق بعد إعلانها التوقيع على بروتوكول المراقبين العرب هو "تغطية لهزيمتها النكراء،" وقال إن اللجوء إلى استخدام القوة ضد النظام قد يكون ضرورياً في ظروف محددة،" معرباً عن ثقته بأن النظام السوري بات في حكم الساقط.

وأوضح غليون، أن المجلس الوطني "كان ومازال مفتوحاً لكل من يريد الدخول إليه ولكن ليس بهدف حرفه عن مساره،" المتمثل بإسقاط النظام، واتهم النظام السوري "المناورة لكسب الوقت" بالنسبة للمبادرة العربية، وذلك بهدف منع تحويل ملفه لمجلس الأمن.

وتوجه غليون بالتحية لكل من تجاوب مع دعوات المعارضة للإضراب العام، كما وجه تحية مماثلة لما يعرف بـ"الجيش السوري الحر" الذي يضم مجموعات عسكرية منشقة عن الجيش، واتهم الحكومة السورية بأنها "تقوض أسس المبادرة العربية كل يوم عبر القمع والتنكيل، ومواصلة القصف على حمص ودير الزور وحملات الاعتقالات."

وفي حوار مع الصحفيين نقلت تفاصيله قناة "أورينت" السورية المعارضة استغرب غليون موقف الجامعة العربية التي "أتاحت للنظام أكثر من فرصة للتهرب من مسؤولياته،" وانتقد إشارة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم إلى أن دمشق لم تقبل المبادرة العربية بل خطة التحرك قائلا إن ذلك "يدل على أنه ليس في نيتهم (النظام السوري) تنفيذ المبادرة لأن المعلم تحدث عن خطة لم يسمع بها أحد وهدد المراقبين قبل وصولهم بوجود مناطق غير آمنة."

وتابع غليون بالقول إنه بانتظار رد فعل الجامعة العربية حيال ما قاله المعلم بالنسبة للمبادرة العربية، مضيفاً أن حديث وزير الخارجية السوري كان "تغطية لهزيمة نظامه المنكرة."

وحول ما تردد عن مبادرات لإيجاد ملجأ آمن للأسد قال غليون: "نحن يهمنا الشعب وهناك أطراف أخرى تبحث لهذا المجرم عن ملجأ لأن الأمر لا يعنينا."
ولفت غليون إلى أن "الطبقات التي كانت تحيط بالنظام بدأت تنفك عنه،" وأكد وجود "مناطق كاملة لم يعد النظام قادراً على السيطرة عليها،" وأضاف: "سيطرته الميدانية تنحسر وهو يتراجع في كل الميادين والنظام انتهى حقيقة، ونحن في الشهر التاسع نقول إن الثورة باتت قريبة من توليد سوريا الحرة."

وبحسب وصف غليون، فقد بات الأسد مصدر سخرية أمام العالم بعد مقابلته التلفزيونية الأخيرة، كما أشار إلى أن المجلس الوطني السوري لم يتبلغ بالمبادرة العراقية، مضيفاً أن بعض الأطراف العراقية قالت للمعارضة بأنها لا تمتلك مبادرة مستقلة بل تريد الاستماع لوجهات النظر، وقد طلبت منها المعارضة السورية الإعلان بعدم وجود مبادرة لديهم مستقلة عن الجامعة العربية، مؤكداً في الوقت عينه "رفض أي مبادرة جديدة لكسب الوقت."

وكشف غليون أن تونس أبلغت المجلس الوطني نيتها الاعتراف رسمياً به والطلب من السفير السوري الانشقاق أو مواجهة الطرد، كما سعى لتخفيف حدة مواقفه الأخيرة من إيران وحزب الله بالقول: "ليس لدينا حسابات لتصفيتها مع الجيران وليس لنا عدو آخر، وليس لدينا معلومات مؤكدة تماما عن الدعم الخارجي للنظام ولكن هناك تصريحات لبعض القادة الذين قالوا إن دعم النظام السوري أساسي لإستراتيجيتهم."

وقطع غليون مؤتمره الصحفي عدة مرات للإبلاغ عن تطورات ميدانية، فاتهم النظام السوري بارتكاب "مجزرة في حي الميدان بدمشق،" راح ضحيتها ثلاثة أشخاص خلال مراسم تشييع طفلة، كما أشار إلى سقوط ضحايا في إدلب.

ودافع رئيس المجلس الوطني السوري عن قيام عناصر في المعارضة بحمل السلاح قائلاً: "طبعاً هناك عنف، ولكننا نرفض المساواة بين عدوانين، فهناك عنف وهناك دفاع عن النفس ضد العنف، هناك مسلحون بالأحياء ولكنهم حملوا السلاح لنفس الحاجة التي نقولها اليوم وهي حماية المدنيين لأنه لا يمكن السكوت عن الاعتقالات والتعذيب والقتل الوحشي للناس."
 

التعليقات