الجزائر تشيع رمز استقلالها ورئيسها الاول احمد بن بلة

وعنونت صحيفة الشروق صدر صفحتها الاولى "وداعا ابا الجزائريين،"من جهتها كتبت صحيفة وهران ان "القائد التاريخي للثورة رحل عشية الذكرى الخمسين للاستقلال" في 5 تموز/يوليو.

الجزائر تشيع رمز استقلالها ورئيسها الاول احمد بن بلة

شيعت الجزائر اليوم الجمعة قائد ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي ومز استقلالها الوطني رئيس الجمهورية الاول احمد بن بلة. وشارك في التشييع كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره التونسي محمد منصف مرزوقي ورئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران و مفتاح مصباح أزوان ممثل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ ورئيس حركة النهضة التونسية الشيخ محمد الغنوشي وكبار المسئولين الجزائريين في مراسم تشيع جنازة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة الذي يعد أول رئيس للجزائر المستقلة .


وقد انطلق موكب الجنازة بعد "صلاة الجمعة" من قصر الشعب بالجزائر العاصمة متوجها إلى مثواه الأخير" بمقبرة العالية " حيث سيوارى الثرى بمربع الشهداء.
و تم نقل جثمان الفقيد الذي كان مسجى العلم الجزائري على عربة عسكرية مكشوفة رصت أطرافها بأكاليل من الزهور.
وقد اصطفت المئات من الجماهير الجزائرية على الرغم من سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار على أطراف الشوارع التي يسلكها الموكب الجنائزي لتوديع رجل ارتبط اسمه بتاريخ الجزائر إبان ثورتها التحريرية وأثناء معركة التشييد.
كما خرج الجزائريون من مختلف الأعمار ليودعوا رجلا لم يثنه ثقل السنين من مواصله نضالاته على الصعيد الوطني والدولي إذ كان من الأوائل الذين ثمنوا مسعى المصالحة الوطنية بين الجزائريين.


كما اختير بن بلة التي توفى أول أمس عن عمار يناهز 96 عاما ضمن لجنة حكماء أفريقيا للمساهمة في حل مختلف النزاعات وإيجاد الحلول لمختلف بؤر التوتر التي تندلع بين الفينة والأخرى في مختلف ربوع القارة السمراء.
وكان جثمان بن بلة قد نقل أمس الخميس من مقر سكناه بمنطقة حيدرا بوسط العاصمة إلى "قصر الشعب " المقر الرئيسي للدولة حيث ألقيت عليه" النظرة الأخيرة "من كبار من كبار المسئولين في الدولة وشخصيات سياسية وتاريخية وفكرية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر إلى جانب مواطنين ومواطنات من مختلف الشرائح. الجزائر تودع بطلها


وبث التلفزيون الرسمي الجزائري في المساء مراسم نقل نعش اول رئيس للجزائر، الذي توفي الاربعاء في منزله عن 95 عاما، الى قصر الشعب مغطى بعلم اخضر ومحمولا على اكتاف ستة من كبار ضباط الجيش الجزائري، ترافقهم ابنتا بن بلة، مهدية ونورية، قبل وضعه على عربة.


وبعيد انطلاق الموكب، انضم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى موكب جثمان بن بلة الذي كان تقرب منه بعد انتخابه رئيسا للبلاد في 1999. وكان اول الواصلين من الشخصيات والعسكريين الى قصر الشعب لاستقبال الجثمان بحسب ما اظهرت مشاهد بثها التلفزيون الجزائري.
وكان الرجلان ناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، والتقيا في الحكم بعد الاستقلال منذ 1962. ولكن بعد اقل من 3 سنوات على تولي بن بلة الرئاسة اطاح به رفيق دربه ووزيره للدفاع هواري بومدين، احد المقربين من بوتفليقة، واودعه السجن.


واشارت صحيفة الوطن الى ان "بن بلة هو بدون ادنى شك السياسي الاكثر اثارة للجدل والاكثر تعقيدا في تاريخ البلاد".


وذكرت صحيفة "لاكسبرسيون" انه "في عهد بن بلة جرى تأميم الحمامات والمخابز وادخال ماسحي الاحذية الى المدارس، ومواجهة تحديات ما بعد الحرب ومن بينها عودة اللاجئين وخروج الفرنسيين من المصانع والمزارع".
من جهتها كتبت صحيفة وهران ان "القائد التاريخي للثورة رحل عشية الذكرى الخمسين للاستقلال" في 5 تموز/يوليو.


وعنونت صحيفة الشروق صدر صفحتها الاولى "وداعا ابا الجزائريين" وخصصت للخبر صفحة كاملة سردت فيها سيرة الرجل.
وصل بن بلة الى رئاسة المجلس الوطني للثورة الجزائرية في 27 ايلول/سبتمبر 1962 وانتخب رئيسا في 15 ايلول/سبتمبر 1963 بفضل دعم العقيد هواري بومدين الذي كان قائدا لجيش الحدود، قبل ان ينقلب عليه في 1965 ويزيحه من الرئاسة في ما سمي آنذاك ب"التصحيح الثوري".


وامضى بن بلة 24 عاما في السجن قبل ان ينتقل في 1980 الى المنفى الارادي في فرنسا وسويسرا.
وبقي بن بلة فاعلا في الحياة السياسية حتى وفاته متنقلا بين باريس والجزائر. وهو ترأس منذ 2007 لجنة الحكماء الافارقة المفوضة تفادي وحل المشاكل في القارة السمراء.


وقد استقبل بن بلة في 2011 المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند، الذي كان الخميس اول سياسي اجنبي يعزي بوفاته.
وحيى هولاند في بيان ذكرى بن بلة، مؤكدا انه "سيبقى بالنسبة للفرنسيين والجزائريين احد رموز حقبة تاريخية مصيرية للبلدين".
 



 

التعليقات