نصر الله: قصفنا إسرائيل بصواريخ من الصناعة العسكرية السورية، وما يحصل في سوريا مشروع لتفكيك آخر جيش عقائدي بالمنطقة

ندد أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطاب ألقاه مساء اليوم الأربعاء، بالعملية التفجيرية التي استهدفت مبنى الأمن القومي السوري، وأدت إلى مقتل وجرح أهم ركائز النظام السوري الأمنية والعسكرية، مقدما التعازي إلى سوريا قيادة وشعبا، ومعزيا عائلات القتلى، وعلى رأسهم وزير الدفاع، داوود راجحة، ووزير الداخلية محمد الشعار، ومعاون رئيس الجمهورية ورئيس خلية الأزمة، حسن تركماني، ونائب رئيس أركان الجيش السوري آصف شوكت.

نصر الله: قصفنا إسرائيل بصواريخ من الصناعة العسكرية السورية، وما يحصل في سوريا مشروع لتفكيك آخر جيش عقائدي بالمنطقة

حسن نصر الله

ندد أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطاب ألقاه مساء اليوم الأربعاء، بالعملية التفجيرية التي استهدفت مبنى الأمن القومي السوري، وأدت إلى مقتل وجرح أهم ركائز النظام السوري الأمنية والعسكرية، مقدما التعازي إلى سوريا قيادة وشعبا، ومعزيا عائلات القتلى، وعلى رأسهم وزير الدفاع، داوود راجحة، ووزير الداخلية محمد الشعار، ومعاون رئيس الجمهورية ورئيس خلية الأزمة، حسن تركماني، ونائب رئيس أركان الجيش السوري آصف شوكت.

وجاء خطاب نصر الله الذي ألقاه عبر شاشة في جمهور غفير احتشد بالضاحية الجنوبية ببيروت، لمناسبة السنة السادسة على انتصار المقاومة اللبنانية على إسرائيل خلال حرب تموز عام 2006، وقد نقلته قناة "المنار" الفضائية التابعة لحزب الله على الهواء مباشرة، وتناول فيه العديد من القضايا اللبنانية والعربية، على رأسها انتصار المقاومة في حرب تموز 2006، وآخر التطورات في سوريا ولبنان.

نصر الله: يكفينا من دلالات انتصار المقاومة في تموز أن يعتبرها رئيس الموساد "كارثة وطنية" على إسرائيل

تطرق نصر الله إلى انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز عام 2006، وتشكيك البعض بمنجزاتها، قال: "ونحن لا يعنينا ما لم يقبله الآخرون بأن ما جرى في حرب تموز هو هزيمة للعدو، أنا يهمني الاسرائيلي لأن صراعي معه، أما الآخرون فيعترفون أو لا يعترفون هذا له حسابات أخرى"، وأضاف: "بالنسبة لنا يكفينا أن يقف رئيس الموساد مائير داغان، والذي يعتبر في إسرائيل من أهم رؤساء الموساد، ويقول لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت، إن الحرب كارثة وطنية.. لقد تحدث قادة العدو وكبار العسكريين الاسرائيليين عن هزيمة وضربة قاسمة، وأنهم أصبحوا في الحضيض، ولكنهم مع ذلك كانوا دائما يبحثون عن إنجازات وهم يخادعون ويتحدثون عن إنجاز كبير ونوعي وعملية حصلت في حرب تموز سمّوها عملية الوزن النوعي."

نصر الله: "خدعنا الاسرائيليين فقصفوا مواقع لمنصات صواريخ لم تكن موجودة فيها، وجهزناها لاستهداف تل أبيب"

وكشف نصر الله أحد أسرار عمليات المقاومة اللبنانية العسكرية خلال الحرب، والتي أدت إلى تضليل القيادات العسكرية الاسرائيلية وجعلتهم يقتنعون بأنهم دمروا قدرات حزب الله الصاروحية: "الاسرائيليون كانوا يخادعون خلال الحرب وبعدها، وقد قال رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي دان حالوتس في ذلك الحين، لقد دمرنا من 70 إلى 80% من القدرة الصاروخية لحزب الله، ماذا حصل بالضبط في ذلك الحين؟ ما حصل في الحقيقة هو أن المقاومة العاقلة الساهرة المستيقظة وعقلها الأمني اكتشفت مبكرًا أن العدو عرف أماكن وجود منصات الصواريخ متوسطة المدى، وتمكنت من نقلها إلى أماكن أخرى لم يعرف بها العدو ودون أن يشعر بذلك، وعندما تم اتخاذ القرار بقصف هذه الأماكن، كانت الأهداف التي تعرضت للقصف خالية فارغة من منصات الصواريخ.. الذي حصل بعد ذلك أن المنصات خرجت من أماكنها الحقيقية وبدأت تتحضر لتنهمر على حيفا وكانت جاهزة لضرب تل أبيب." 

انتصار المقاومة أوقف حربا كانت في طريقها إلى سوريا

لو نجحت الحرب على المقاومة في تموز 2006 لما توقفت، بل لتابعت طريقها إلى سوريا، على اعتبار أن سوريا قدمت الدعم والصواريخ، وكانت الحلقة الثانية في حينه إسقاط نظام بشار الأسد وتدمير سوريا وإخضاعها، وليس لإقامة الديمقراطية والإصلاحات، بل خدمة للمشروع الأميركي الذي كان يبسط أجنحته في أفغانستان والخليج والمنطقة.

هذه المقاومة تتابع الإسرائيلي في الليل والنهار، ونعرف أنّه يعمل في الليل والنهار على جمع المعلومات وهو يحضّر لضربة أولى كما هي حاله في الحروب السابقة، وأقول له وزنك النوعي كان وهماَ نوعياً، ونحن نعرف ضربتك الأولى ونتوقعها وسنفاجئك. نحن نعِد الاسرائيلين بمفاجأة كبرى ولن نقول اليوم ما هي.

قدرنا أن ننتصر في أي حرب قادمة كما انتصرنا عام 2000 و 2006

أريد أن أقول لشعوب المنطقة بأنه يمكنكم أن تثقوا جيدًا بقدرات المقاومة، وأن تعرفوا أننا في لبنان والعالم العربي والإسلامي والمنطقة نملك قلوبًا وعقولاً وعزائم لأن نخطط ونقاتل وننتصر في نهاية المطاف، وليس قدرنا كما حاول أغلب الحكام العرب، وأغلب الكتاب العرب، وأغلب وسائل الاعلام العربية أن يقنعونا بأن قدرنا هو الهزيمة، وأننا فاشلون، فحرب تموز 2006 وبعدها غزة تكمن أهم رسالة، وهي أن قدرنا أن ننتصر وليس أن نهزم، وكما صنعنا في 2000 و2006 النصر، نعم نحن قادرون على أن نصنع نصرًا في أي وقت نواجه فيه حربا من هذا النوع.

الخناجر اللبنانية والعربية التي طعنت المقاومة في ظهرها ساعدت إسرائيل سياسيا بالخروج من المستنقع

وقال نصر الله حول الدور الذي لعبه فرقاء حزب الله السياسيون في لبنان والعالم العربي خلال حرب تموز وبعيدها لإنقاذ إسرائيل من ورطتها: "لو كان في لبنان تضامن وتكافل سياسي وطني، ولو كانت بعض الخناجر في لبنان موضوعة في أغمادها، وليس في ظهورنا، لأمكن في الأيام الأخيرة من المفاوضات السياسية في حرب تموز أن تتحقق إنجازات على المستوى الوطني اللبناني، ولكن هناك من كان يساعد إسرائيل على المستوى السياسي لتخرج من المستنقع والمأزق الذي أدخلت نفسها فيه."

واقتبس نصر الله من أقوال رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي في حينه، دان حالوتس، ما يؤكد على ذلك: "يقول رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي: حزب الله ظاهرة متجذرة لن يتم سحقه عبر عملية عسكرية، ولا يوجد حل عسكري قاطع، لهذا شجعت عملا سياسية يفضي آخر الأمر إلى نزع سلاح حزب الله نتاج عملية داخلية لبنانية"، واقتبس أيضا: "وأضاف رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي: لا سبيل لاقتلاع حزب الله من قلوب الشيعة ولا وسيلة لإزالة صواريخ الكاتيوشا، لهذا اقترحت احتواء حزب الله وتضييق مناورته، وأن تفضي الأوضاع آخر الأمر إلى أن يرى (الفرقاء اللبنانيون الداخليون) حزب الله غير شرعي."

وعلق نصر الله على ما اقتبسه من حالوتس: "كانوا يقولون عن العرب إنهم لا يقرأون ولا زالوا، كذلك فبعض اللبنانيين يقولون ويفعلون ما تريده إسرائيل من حيث يعلمون أو لا يعلمون لأنهم لا يقرأون"، وأضاف: "هذا هو الحل.. إسرائيل لا حل لديها غير هذا الحل، لا حرب تموز ولا آب ولا أيلول ولا تشرين الأول ولا تشرين ثاني، لا حرب يمكن أن تلحق بالحزب المؤمن المجاهد الاستشهادي المضحي، ولهذا يراهنون على المعطيات الداخلية، هنا اللبنانيين عليهم أن يستيقظوا على مهلهم."

عندما صمدت غزة انهار مشروع الشرق الأوسط الجديد

وتابع نصر الله: "تجاوزنا هذه المرحلة فذهبوا إلى المرحلة الأخرى، قطاع غزة: عندما صمدت غزة انهار مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان، المقاومة في غزة أجهزت عليه بالكامل، ولكن هل هذا يعني أن المشروع الأميركي انتهى؟ لا فالجماعة (الأمريكيون وحلفاءهم) براغماتيون ويبحثون دائمًا عن البدائل."

وقال أيضًا: "بعض الحلفاء والأصدقاء يقلقون من بعض التحليلات، ولكن لا يقلقن أحد.. كونوا مطمئنين وهادئين أن حرب تموز التي لم تستطع أن تنال من المقاومة وسلاحها ورجالها وكرامتها، لن ينال منها شتامون هنا وهناك ولن ينال منها... خلص بزيادة هل قد."

الصواريخ التي قصفنا بها إسرائيل خلال حرب تموز كانت من الصناعة العسكرية السورية

وتحدث نصر الله عن العلاقة الحقيقية بين سوريا وحزب الله، قال: "سوريا اليوم، وخلال السنوات العشر الماضية، بنت استراتيجية عسكرية جديدة، فباتت لديها قدرة عسكرية كبيرة، وخصوصا في المجال الصاروخي الحاسم، قدرة هائلة، وهناك من يتكلم يتكلمون عن سوريا بأنها كانت معبرا للمقاومة، وجسرا للتواصل مع إيران، ولكن هي ليست كذلك في الواقع، إنما هي سند حقيقي ليس فقط على المستوى السياسي والشعبي والاجتماعي بل على المستوى العسكري."

وتابع: "الشاهد الأول على هذا الكلام، وهنا لا اكشف سرًّا لأن الاسرائيليين أعلنوا ذلك سابقًا، أن أهم الصواريخ التي كانت تنزل على حيفا وما بعد حيفا وعلى فلسطين المحتلة، كانت صواريخ من الصناعة العسكرية السورية، أعطيت للمقاومة في لبنان.. سوريا لم تكن مجرد مطار أو مرفأ أو جمارك، بل كانت سندًا، وأعطت للمقاومة في لبنان سلاحًا مكّنها من الوقوف في وجه العدو في حرب تموز.. أقول لكم بصراحة أن أهم الأسلحة التي قاتلنا بها في حرب تموز كانت من سوريا."

عندما كانت الأنظمة العربية تمنع الطعام عن غزة، كانت سوريا بشار الأسد ترسل الطعام والسلاح إلى غزة

وتحدث نصر الله عن دور لعبه النظام السوري دعما لأهل غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الاسرائيلية عليها عام 2008 – 2009، قال: " قطاع غزة الذي يدفع لأول مرة مليونا ونصف المليون مستوطن للنزول إلى الملاجئ، والذي أصبحت إسرائيل بسبب صواريخه تخاف على تل أبيب ومن حقها أن تخاف.. هذه الصواريخ كيف وصلت إلى غزة ومن أين؟ هل اوصلها النظام السعودي أو المصري أو الأنظمة العربية؟ لا.. ولكن هذه الصواريخ جاءت من سوريا وعبر سوريا، وهذه القيادة السورية على مدى كل السنين الماضية كانت تخاطر بمصالحها ونظامها ووجودها من أجل أن تكون المقاومة في لبنان وغزة قوية.. أي نظام عربي جاهز لهذه المخاطرة."

وأضاف: "كانت الأنظمة العربية تمنع الطعام والخبز وحتى المال عن قطاع غزة، بعض دول الخليج منعت حتى جمع التبرعات.. عندما كان يمنع الطعام عن غزة، كانت سوريا ترسل السلاح مع الطعام إلى غزة، وليعرف أهل غزة ذلك، وقد خاطرت من أجل ذلك... نعم هذه سوريا.. سوريا بشار الأسد والشهداء القادة داوود راجحة، وآصف شوكت، وحسن تركماني، هذه سوريا هي التي نصرت المقاومة في لبنان وفلسطين، ومن يدعون الحرص على اللبناني والفلسطيني والسوري، كانوا في جبهة العدو إلى جانب أميريكا وإسرائيل والغرب، لماذا تتجاهلون هذه الحقائق؟!  في مثل هذا اليوم يجب أن ننطق بالحق وليعجب هذا الكلام من يعجب وليشتم من يشتم، لا أحد يغرّ نفسه."

ما يحصل في سوريا اليوم هو مشروع لتفكيك آخر جيش عقائدي قوي تبقى في المنطقة

واعتبر نصر الله أن ما يحدث اليوم في سوريا هو "بالأساس مشروع أميركي اسرائيلي مفاده أنه ممنوع أن تكون هناك جيوش قوية في المنطقة من أجل إسرائيل، والمقبول فقط وجوده قوى أمن داخلي بلباس الجيش، وهذا ما يحصل في لبنان، إذ بات جيشنا عبارة عن قوى أمن داخلي ولكن بلباس الجيش."

وتابع: "الجيش العقائدي القوي الوحيد المتبقي في المنطقة هو الجيش السوري، ولهذا يجب تدمير هذا الجيش، وذلك بعد أن قامت الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي، مع أنهم كانوا يمكنهم إدارته، لأن الجيش يتبع للقوى السياسية التي تحكم، ولكنهم كانوا يريدون تدميره، بالرغم من أنه حارب إيران ثماني سنوات، واجتاح الكويت، وعمل ضد الأكراد والشيعة والسنة في العراق."

تجديد الدعوة للحوار الوطني

وتابع نصر الله، بأن الأمريكيين والغرب يمنعون الحوار السوري السوري، بين النظام والمعارضة، وأضح بأنه "حتى المعارضة السورية الوطنية ممنوعة من الحوار، لأن الاصلاح ليس هو المطلوب، بل تدمير سوريا وتدمير شعبها وتفتيتها وتمزيقها، كما كان مطلوبا في العراق لولا المقاومة ووعيها السياسي، وإلا لكان الوضع هناك أسوأ مما هو عليه الآن."

وأضاف: "لذلك نجدد الدعوة لحفظ سوريا وشعبها الذي نحب وجيشها الذي نقدر والحوار الذي يجب أن ندعو إليه."

قادة سوريا الذين قتلوا في تفجير دمشق "رفاق سلاح"

وحول استهداف أركان النظام السوري الامنية والعسكرية في دمشق اليوم، قال نصر الله: "كان للقادة الشهداء فضل كبير في دعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة، وإذ نفتقدهم، فإننا نتقدم من القيادة والجيش والشعب السوري، ومن عائلاتهم الكريمة بمشاعر المواساة، منددين بهذا الاستهداف الذي لا يخدم إلا مصالح العدو، وهؤلاء القادة الشهداء اليوم، كانوا للمقاومين في أكثر من ساحة رفاق سلاح، وإذ نعزي بهم ونبارك بشهادتهم ونحزن لموتهم ورحيلهم، ندرك أنهم كانوا رفاق سلاح ورفاق درب في طريق الصراع مع العدو الاسرائيلي للسنين، ونحن على ثقة بأن الجيش العربي السوري العقائدي الذي تحمل ما لا يطاق لديه من القدرة والعزم والثبات ما يمكنه من الاستمرار ولديه من هذه القيادات المخلصة والوطنية والمجاهدة والمضحية الكثير لتمكنه من أن يسقط آمال الأعداء.

ونوه قائلا: "من حق إسرائيل اليوم أن تفرح.. نعم.. اليوم إسرائيل فرحة لأن أعمدة في الجيش السوري تم استهدافها وقتلها."

التعليقات