ارتفاع عدد قتلى تفجيرات طرابلس وإعلان الحداد رسميا

بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس ال42 شهيدا فيما ارتفع عدد المصابين إلى نحو 500 جريح. وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحداد في لبنان.

ارتفاع عدد قتلى تفجيرات طرابلس وإعلان الحداد رسميا

عرب 48-: تفيد الأنباء الواردة من العاصمة اللبنانية بيروت أن عدد الضحايا الذين سقطوا في لبنان قدبلغ 42 قتيلا، فيما زاد عدد الجرحى إلى نحو 500 مصاب. وكان وزير الصحة اللبناني حسن الخليل قال في وقت سابق اليوم إن عدد القتلى بلغ 27 قتيلا وأن عدد الجرحى وصل إلى 352 مصابا. وترجح المصادر الطبية أن يرتفع عدد الشهداء، لا سيما وأن عملية انتشال جثامين الضحايا من المسجدين المنكوبين لم تنته بعد. 

تحرك لتطويق الأزمة وغضب من غياب الأجهزة الأمنية

وقال تلفزيون المستقبل إن طرابلس تشهد تحركات سياسية من مختلف التيارات لتطويق الأزمة ومنع  تفاقم الأوضاع في المدينة، فيما نقل التلفزيون أن أيا من الأجهزة الأمنية وسلطات الدولة لم تصل حتى السادسة مساء إلى مسجد التقوى، ولا سيارات الدفاع المدني والإسعاف وأن الأهالي اضطروا إلى نقل المصابين بسيارتهم، كما قاموا بأنفسهم بانتشال جثث الشهداء من داخل المسجد.

وبث التلفزيون صورا لكاميرا الأمن الداخلية للمسجد تظهر فرار المصلين ومحاولاتهم النجاة مع وقوع الانفجار. كما بث مقابلات مع مواطنين من المدينة تحدثوا عن بدء تنظيم  ورديات "لضبط الأمن" ونقاط تفتيش أمنية داخل شوارع المدينة ، وأن أهالي المدينة يتحدثون عن فقدان الأمن الشخصي ويتخوفون من القادم. 

مظاهر مسلحة

وأفاد موقع صحيفة الحياة أن طرابلس شهدتة مظاهر مسلحة حيث نزل مجهولون يحملون اسلحة فردية ورشاشات واطلقوا الاعيرة في الهواء واغلقوا الطرقات. واقاموا حواجز امنية. وافاد مراسل "الحياة" في طرابلس ان شباناً أقاموا حواجز تفتيش على غرار ما حصل في الضاحية الجنوبية بعد انفجار الرويس.
كما مُنع بعض العناصر من الجيش اللبناني من دخول موقعي الانفجار وتعرضوا لرشق بالحجارة من قبل مواطنين غاضبين. وشهد محيط مسجد التقوى تجمعاً لسلفيين وهم يرددون شعارات جهادية داعين إلى "الجهاد لنصرة أهل السنّة والشام" فيما أعلن مؤسس التيار السلفي داعية الاسلام الشهال أن أنصاره سيلجأون إلى الأمن الذاتي.


وشهدت مدينة طرابلس إغلاقاً تاماً للمحال التجارية وفرغت شوارعها،بينما اكتظت مداخل المستشفيات الإسلامي والنيني والهيكلية بأهالي الضحايا والأقارب.

إدانة واسعة النطاق للتفجيرين في مسجدي السلام والتقوى

في غضون ذلك تتابعت الإدانات من كافة ألوان الطيف السياسي والمذهبي في لبنان للتفجيرين الإرهابيين اليوم الجمعة، وأشار المدينون إلى إن من فنذ الاعتداءات على المسجدين في لبنان اليوم، يهدف إلى تعميق الفتنة، خصوصا بعد العملية الإرهابية التي وقعت في الرويس في الصاحية الجنوبية لبيروت، قبل أكثر من أسبوع. واعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، اليوم عن الحداد على أرواح الضحايا. 

وقالت وكالات الأنباء إن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، تمام سلام زيارته قطع زيارته إلى اليونان وقفل عائدا إلى بيروت. واعتبر في تصريح له أنهما "استكمال لمخطط "زرع بذور الفتنة والاقتتال بين اللبنانيين"، محذراً من أن التفجيرين "دليل إضافي على ان الاوضاع في لبنان بلغت مرحلة شديدة الخطورة تتطلب استنفاراً وطنيا سياسيا وأمنيا لقطع دابر الفتنة".

واستنكر  رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي أيضاً الانفجيرين واعتبرها "رسالة واضحة هدفها زرع الفتنة، وجر طرابلس وأبناءها الى ردات الفعل". ودان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تفجيري طرابلس وقال إن "أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجددا ليزرعوا الموت على ابواب المساجد ولينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية اعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين".

واعتبر الحريري أن "الذين يتربصون بطرابلس كثيرون في الداخل والخارج، لكن صوت الله اكبر سيرتفع في كل يوم من مساجد طرابلس". وناشد كل القيادات والهيئات والفعاليات التعامل مع التفجيرين "بما تقتضيه من تضامن وتعاون".

بدوره اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هدف التفجيرين زرع الفتنة، وهما "من فعل نفس اليد القاتلة التي تركت بصماتها السوداء على اجساد الضحايا في الضاحية" الجنوبية. ودعا "لرفع منسوب الحذر لتفويت الفرصة على عدو لبنان".

من جانبه دان حزب الله التفجيرين اللذين وصفهما بـ"الإرهابيين" وقال إنهما "يأتيان كترجمة للمخطط الإجرامي الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين"، و"استكمالاً لمشروع إدخال لبنان في الفوضى والدمار وتنفيذ الأهداف الحاقدة للعدو الصهيوني". وأكد الحزب إن التفجيرين يخدمان "المشروع الإقليمي الدولي الخبيث الذي يريد تفتيت منطقتنا وإغراقها في بحور الدم والنار"، معرباً عن "أقصى درجات التضامن والوحدة مع إخواننا وأهلنا في مدينة طرابلس الحبيبة في هذه اللحظات المأساوية".

بدوره  رأى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، ان المستفيد الأول من تفجيرات الرويس وطرابلس "هو إسرائيل"، رافضاً "الخروج الى تحليلات وتنظيرات". ودعا جنبلاط  الى "تشكيل حكومة تحضن وتحمي الأجهزة الأمنية وتقوي تلك الاجهزة وتحصن الجيش، فهذا افضل جواب على تفجير طرابلس".

التعليقات