أميركا تسلم مصر طائرات أباتشي "لمحاربة الارهاب في سيناء"

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسلم مصر 10 طائرات هليكوبتر "أباتشي" هجومية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع تشاك هاغل أبلغ نظيره المصري بقرار رفع تعليق تسليم طائرات الـ"أباتشي" التي ستعزز عمليات مصر لمكافحة الارهاب في شبه جزيرة سيناء.

أميركا تسلم مصر طائرات أباتشي

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسلم مصر 10 طائرات هليكوبتر "أباتشي" هجومية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع تشاك هاغل أبلغ نظيره المصري بقرار رفع تعليق تسليم طائرات الـ"أباتشي" التي ستعزز عمليات مصر لمكافحة الارهاب في شبه جزيرة سيناء.

وقال الأميرال جون كيربي، الناطق باسم البنتاغون، وهو يروي ما دار في محادثة هاتفية بين هاغل ووزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي: "نعتقد أن طائرات الهليكوبتر الجديدة هذه ستساعد الحكومة المصرية في التصدي للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأميركي والمصري والإسرائيلي".

وجاءت هذه الخطوة على خلفية قرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن يشهد في الكونغرس بأن مصر أوفت المعايير الرئيسية التي تسمح لواشنطن بالافراج عن بعض المساعدات التي جرى تعليقها العام الماضي، بعدما استخدمت السلطات المصرية العنف لإخماد احتجاجات عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) الماضي.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن تلك المعايير تشمل "وفاء مصر بالتزاماتها، بمقتضى معاهدة السلام المصرية - اللإسرائيلية". لكن كيري أشار في اتصال هاتفي مع نظيره المصري إلى أنه "ليس بمقدوره حتى الآن أن يشهد بأن مصر تتخذ خطوات لدعم انتقال ديموقراطي". وعلى مدى عقود ظلت مصر بين أكبر متلقي المعونات العسكرية والاقتصادية الأميركية بسبب معاهدة السلام التي وقعتها مع اسرائيل حليف الولايات المتحدة في عام 1979.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المدير العام لشركة "ميغ" الروسية لصناعة الطائرات الحربية، سيرجى كوروتكوف، إنه لا يستبعد أن توقع شركته عقداً مع وزارة الدفاع المصرية لتوريد مقاتلات من طراز "ميج – 35" المتقدمة. وأضاف كوروتكوف، فى تصريحات لوكالة أنباء إيتار تاس الروسية، الأحد الماضي، أنه "حتى الآن لم يتم الاتفاق على عدد الطائرات التي سيتم تزويد مصر بها من طراز ميج- 35، حيث إنه خلال فترات مختلفة من المحادثات بين مصر وروسيا، تم الحديث عن أعداد متباينة في كل مرة لعدد الطائرات التي ترغب مصر في شرائها".

ونقلت صحيفة "الوطن" المصرية عن الوكالة الروسية تصريحات لكوروتكوف أكد فيها أن "ميغ مستعدة تماماً لتوريد العدد الذي سيرغب في شرائه الجانب المصري". وأشار إلى أن مقاتلات "ميغ- 35" أكثر تقدماً من مقاتلات "ميغ- 29"، التي دار الحديث عنها في وسائل الإعلام المصرية والروسية في وقت سابق.

واستقبل الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، في نوفمبر/تشرين الثاني، كلا من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ونظيريهما المصريين نبيل فهمي والفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع قبل ان يقدم استقالته للترشح لانتخابات الرئاسة، في إعلان عن تدشين اجتماع "2+2".

وقام المشير عبدالفتاح السيسي بعدها، بزيارة إلى روسيا، رافقه فيها وزير الخارجية، نبيل فهمي، في منتصف فبراير/شباط لبحث "العلاقات الثنائية وأوجه التعاون".

وشملت الصفقة مروحيات عسكرية، ومقاتلات من طراز ميغ 29 أم 2 حيث تسعى مصر إلى الحصول على 24 مقاتلة من هذا النوع في صفقة تبلغ تكلفتها 1700 مليون دولار. وأنظمة دفاع جوي متطورة ودبابات، وصواريخ كورنيت مضادة للدبابات، وهي صواريخ من الجيل الثالث الذي يستطيع خداع جهاز "تروفي" الإسرائيلي، الذي تم تركيبه على دبابة "الميركافا" الإسرائيلية.

وقدر محللون أن الصفقة هي بداية لصفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية وتقليصا للاعتماد العسكري المصري على الجانب الأميركي سواء في استيراد الأسلحة أو في تلقي المعونات، وهو الوضع الذي استخدمته واشنطن كورقة ضغط على القاهرة في أكثر من مناسبة قبل أن تقرر تعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية.

كما قال المحللون أنها خطوة جديدة على طريق التغيير في السياسة الخارجية المصرية كانت موسكو الوجهة الأبرز لها، وهي خطوة انتظرتها موسكو طويلا لاستعادة دورها في الشرق الأوسط عبر البوابة المصرية.

وكانت صحيفة "فيدوموستي" الروسية قد نقلت عن مصدر قريب الصلة من وزارة الدفاع الروسية، قوله إن روسيا ومصر تبحثان إمكانية توقيع صفقة تسليحية أخرى تزيد قيمتها على ملياري دولار. وتفيد مصادر خليجية أنها تترواح بين 4 و6 مليار دولار وتمولها إلى حد كبير دولة الإمارات العربية.

وقال محللون إن روسيا تسعى إلى تكوين تحالفات جديدة في منطقة الشرق الأوسط عوضا عن سوريا التي سقطت في حالة فوضى عارمة، وإيران التي تبدو سعيدة بتقارب الغرب معها من خلال محادثات ملفها النووي. وأضافوا أن بوتين يتطلع إلى نفوذ جديد في المنطقة من خلال بوابتها الرئيسية في القاهرة، وأن يعيد عصر الاتحاد السوفييتي السابق، في وقت تحاول فيه واشنطن الخروج من المنطقة لصالح جنوب شرق اسيا.

التعليقات