"داعش" تحتل الموصل: من يذكر اسمنا عقابه 80 جلدة (فيديو)

عراق حليف الأميركان والإيرانيين، المالكي، تتهاوى بأيدي التنظيم "الجهادي" المتطرف، والضحية مئات الآف العراقيين الذين خذلتهم الدولة

الصور لمواطنين عراقيين فروا للمناطق الكردية ويقوم رجال الأمن الأكراد بتفتيشهم (أ ف ب)

عراق حليف الأميركان والإيرانيين، المالكي، تتهاوى بأيدي التنظيم "الجهادي" المتطرف، والضحية مئات الآف العراقيين الذين خذلتهم الدولة. من ينقذ العراقيين من "داعش" بعد أن خذلهم الرئيس الحالي، أميركي الصنع وإيراني الولاء؟


يسود الهدوء في مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى العراقية، اليوم الأربعاء، بعد يوم من سقوطها في أيدي مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، الذين يدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للعودة إلى عملهم.

وقال شهود في المدينة لوكالة فرانس برس إنّ مجموعات من المسلحين، الذين ارتدى بعضهم زيًا عسكريًا، فيما ارتدى آخرون ملابس سوداء دون أن يغطوا وجوههم، ينتشرون قرب المصارف والدوائر الحكومية ويتواجدون داخل مقر مجلس المحافظة.

وأضاف الشهود أن الهدوء يسيطر على شوارع الموصل التي أغلقت أبواب محالها، وأن المسلحين الذين يحكمون سيطرتهم عليها يتجولون بسياراتهم المكشوفة، ويدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه إلى دوائرهم.

وقال حسن برجس خلف الجبوري (45 عاما) الذي يسكن حي الدندان جنوب المدينة لفرانس بريس: "لقد أذاع تنظيم "داعش" عبر مكبرات الصوت إعلانا دعا فيه جميع الموظفين إلى الدوام (...) وبخاصة في الدوائر الخدمية". وأضاف أن التنظيم المتطرف "حذر السكان من النطق بكلمة داعش، وتوعد المخالفين بالجلد 80 جلدة".

من جهته، قال أبو أحمد (30 عامًا) الذي يملك محلا لبيع المواد الغذائية في وسط الموصل: "لم أفتح باب المحل منذ الخميس الماضي بسبب الظروف الأمنية. كنت قلقا من تدهور الأوضاع، وتبين أنني كنت على حق". وأضاف: "لكنني باق في الموصل. هذه مدينتي على كل حال، وهي مدينة هادئة حاليًا".

بدوره قال بسام محمد (25 عامًا) وهو طالب جامعي: "أنا باق هنا، لكنني أخشى على الحريات، وأخشى تحديداً أن تفرض علينا قريبًا قوانين جديدة بمرور الأيام لا تجعلنا نعيش حياتنا بشكل طبيعي".

ولا تزال عشرات العائلات تنزح من الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، باتجاه إقليم كردستان المجاور لمحافظة نينوى، بحسب ما أفاد شهود عيان.

ويتخوف سكان الموصل الذي يبلغ عددهم نحو مليوني شخص من تعرض المدينة لعمليات قصف من قبل الجيش كما يحدث في مدينة الفلوجة في الأنبار التي يسيطر عليها أيضا تنظيم "داعش" منذ بداية العام، وفقا لما أفاد به سكان في المدينة.

وسقطت أمس الثلاثاء محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود إقليم كردستان، والمحاذية لسوريا، خلال ساعات بأيدي التنظيم "الجهادي" الأقوى في العراق وسوريا، في حدث استثنائي مفاجئ يهدد بكارثة أمنية كبرى وتفتيت احدى أهم الدول العربية. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون عراقيون عن خروج محافظة بكاملها عن سيطرة الدولة العراقية.

وسرعان ما سيطر المقاتلون على مناطق مجاورة لنينوى في محافظتي صلاح الدين وكركوك.

وفي ضوء هذا التدهور الأمني، دعت الحكومة العراقية البرلمان الذي سيعقد جلسة طارئة الخميس إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وتعهدت تسليح كل مواطن يتطوع لقتال "الإرهاب"، معلنةً التعبئة العامة.

 

وأثارت التطورات في العراق قلق المجتمع الدولي، بعد أن عجز الجيش العراقي عن مقاومة مد "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، تمكن "داعش" من السيطرة أيضًا على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، وبعض المناطق في محافظة صلاح الدين.

واعتبرت واشنطن أن مسلحي "الدولة الاسلامية" يهددون كامل منطقة الشرق الأوسط، واصفة الوضع بـ"الخطير جدا"، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "قلقه البالغ"، ودان "بشدة الهجمات الإرهابية".

وفي سوريا، يسعى تنظيم "داعش" إلى إقامة "دولته" في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً إلى الحدود السورية العراقية في الشرق لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، بحسب ما يقول خبراء ومعارضون.

وظهر التنظيم المعروف اليوم باسم "داعش" في سوريا في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الأسد الباحثين عن أي مساعدة في مساعيهم للحماية من نيران القوات النظامية. إلا أن هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه إلى التفرد بالسيطرة.

التعليقات