مصر: السيسي وكيري يؤكدان تعزيز التنسيق الأمني بين مصر والولايات المتحدة

وصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الأحد، إلى مصر في زيارة مفاجئة، والتقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

مصر: السيسي وكيري يؤكدان تعزيز التنسيق الأمني بين مصر والولايات المتحدة

السيسي وكيري في القاهرة (أ ف ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الأحد، إلى مصر في زيارة مفاجئة، والتقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

وخلال زيارته التي تستمر بضع ساعات سيحث كيري، أعلى مسؤول أميركي يزور مصر منذ تنصيب السيسي رئيسا،  على ضمان حرية سياسية اكبر وسيبحث معه في التحديات الأمنية، كما سيعلن أن واشنطن أفرجت عن مساعدة للقاهرة قيمتها 572 مليون دولار.

واستقبل السيسي، عصر اليوم، كيري  في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، ومارك سيفرز، القائم بأعمال السفارة الأميركية بالقاهرة، وبريك كومار، كبير مديري شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي.

وأكد بيان لمؤسسة الرئاسة المصرية أن السيسي وكيري اتفقا على أهمية تعزيز التنسيق الأمني بين مصر والولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة المعنية، من أجل تحقيق استقرار المنطقة، والحفاظ على سلامتها الإقليمية، وضمان أمن شعوبها، حسب البيان.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قوله إن اللقاء اتسم بروح إيجابية بناءة، وأن كيري أكد حرص بلاده على علاقاتها التاريخية الهامة بمصر، واصفًا إياها "بالاستراتيجية"، وأنها مهتمة بنجاح مصر التي تمثل ربع سكان العالم العربي وحدها، وبكل ما لها من مكانة وثقل في العالم العربي، فضلًا عن دورها في إرساء واستقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن كيري أعرب خلال اللقاء، الذي دام ما يزيد عن ساعة ونصف الساعة، عن اهتمام بلاده بدعم مصر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، وذلك مع اهتمام موازٍ بأوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية، فيما قال السيسي إنه سيتم الإعلان عن البدء في إجراءات عقد الانتخابات البرلمانية قبل 18 يوليو المقبل.

وعلى صعيد مكافحة ما وصفه بالإرهاب، حذر السيسي من عواقب عدم تدارك الأوضاع في العديد من دول المنطقة، والتي تنذر بامتدادها إلى دول أخرى في المنطقة، وربما خارجها أيضًا، آخذًا في الاعتبار أن عددًا لا يستهان به من المقاتلين الأجانب منخرطون في الصراعات الدائرة في عدد من دول المنطقة. وقال إنه يتوجب الانتباه لكيفية اعتناق هؤلاء المقاتلين للفكر التكفيري في دولهم الأصلية، مستغلين بشكل سلبي أجواء الحريات التي تتيحها القوانين المعمول بها، حسب تعبيره.

واستعرض السيسي وكيري خلال اللقاء الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا، خاصة مع التطورات التي يشهدها العراق، ودور تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام – داعش" في هذا الصدد، إذ أعرب كيري عن تطلع بلاده إلى العمل مع مصر وعدد من الدول المعنية بالمنطقة لمحاصرة الإرهاب الذي تمددت خارطته في المنطقة، وبما يحول دون تحول النزاعات الطائفية إلى وقود لتأجيج الأوضاع في دول المنطقة المختلفة.

وتأتي هذه الزيارة غداة تثبيت القضاء احكام الاعدام على 183 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع.

وسيركز كيري خلال جولته التي ستشمل أيضا عمان وبروكسل وباريس، على توحيد قادة العراق وطرد المعارضين المسلحين لسياسية رئيس الحكومة نوري المالكي.

كما أعلن مسؤولون أميركيون عن إفراج واشنطن عن 572 مليون دولار (420 مليون يورو) من المساعدة المخصصة لمصر التي جمدت في تشرين الأول/أكتوبر، قبل نحو عشرة أيام بعد حصولها على الضوء الأخضر من الكونغرس. وستخصص هذه الأموال أساسا لدفع العقود الدفاعية القائمة. وهذه الأموال تمثل قسما من المساعدة الأميركية الأساسية إلى حليفها العربي الكبير (1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار دولار كمساعدة عسكرية) والتي جمدت في تشرين الأول/أكتوبر وربطتها الإدارة الأميركية بإجراء إصلاحات ديموقراطية بعد عزل الجيش في تموز/يوليو 2013 الرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد.

وفور وصوله اجتمع كيري مع وزير الخارجية المصري سامح شكري السفير السابق لدى واشنطن.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين المرافقين لكيري: "هناك رغبة قوية لدى واشنطن لإنجاح العملية الانتقالية".وأضاف: "نقيم علاقة طويلة مع مصر (...) تقوم على أسس عديدة. وصلت إلى مرحلة صعبة الآن هذا واقع وأننا قلقون جدا للمناخ السياسي". وقال المسؤول إن واشنطن قلقة "للتضييق على المعارضين والمحاكمات الجماعية وعقوبات الإعدام". وأضاف "إننا قلقون من بعض الأساليب التي يلجأون إليها لمعالجة المشاكل الأمنية والتي تساهم في <<تقسيم>> المجتمع المصري ولا تفضي إلى إرساء الاستقرار".

وقال المسؤول الأميركي: "لأن هذه العلاقة معقدة ونحاول إقامة توازن بين مصالح مختلفة نشعر بأن الوقت الآن مناسب لزيارة وزير الخارجية للتطرق إلى هذه المصالح المشتركة".

التعليقات