غارات للتحالف الدولي على مصافي نفط في سوريا لقطع تمويل "داعش"

شنّ التحالف الدولي ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة الأحد ضربات جديدة على مصافي نفط خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، فيما توعدت جبهة النصرة، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، بالرد على واشنطن وحلفائها.

غارات للتحالف الدولي على مصافي نفط في سوريا لقطع تمويل

طائرة «هورنيت» تقلع من حاملة الطائرات «يو أس أس» جورج بوش التي تساند في الغارات ضد الدولة الإسلامية (أ. ف. ب)

شنّ التحالف الدولي ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة الأحد ضربات جديدة على مصافي نفط خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، فيما توعدت جبهة النصرة، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، بالرد على واشنطن وحلفائها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات التحالف الدولي استهدفت ثلاث مصافي للنفط تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" تقع على الحدود التركية في شمال سوريا.

وكان التحالف قد قام بقصف أكثر من 12 مصفاة يسيطر عليها هذا التنظيم المتطرف الخميس والجمعة في محافظة دير الزور في شرق البلاد، وحيث يسيطر التنظيم على مناطق واسعة هناك.

وأورد المرصد أن "طائرات تابعة للتحالف قصفت عند منتصف ليل السبت الأحد ثلاث مصافي نفط محلية وهدف رابع، في منطقة تل أبيض الحدودية" التابعة لمحافظة الرقة (شمال). وأضاف المرصد أن قوات التحالف "قصفت مصنع بلاستيك يقع عند أطراف مدينة الرقة، ما أدى لاستشهاد مدني".

وتقع بلدة تل أبيض على الحدود التركية إلى شمال مدينة الرقة، معقل التنظيم الذي بدأ التحالف الدولي وحلفاؤه العرب بشن ضربات تستهدفه في 23 أيلول(سبتمبر).

ويقوم جهاديو التنظيم بتكرير النفط "بطرق محلية ويبيعونه إلى تجار أتراك" كما ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس.

ويسعى التحالف من خلال استهدافه المصافي إلى "ضرب عصب مالي يغذي حروب هذا التنظيم" في سوريا والعراق، كما أشار عبد الرحمن.

وبحسب خبراء، يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على سبعة حقول للنفط ومصفاتين في شمال العراق، وست حقول نفط من أصل عشرة في سوريا، خصوصا في محافظة دير الزور.

وتوقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها التنظيم منذ بدء غارات التحالف الدولي ضد الجهاديين.

 من جانب آخر، توعدت جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة بالرد "في جميع العالم" على الغارات التي يشنها على الجهاديين التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) إن الضربات التي  شنتها السبت الولايات المتحدة والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة استهدفت سبعة مواقع في سوريا وثلاثة في العراق.

وفي شريط مصور بعنوان "تعليق على القصف الصليبي لبعض مقرات جبهة النصرة وبيوت المسلمين في الشام" تم بثه على موقع يوتيوب، وصف أبو فراس السوري المتحدث الرسمي باسم جبهة النصرة ضربات التحالف بانها "حرب على الإسلام".

ووصف التحالف بانه "محور للشر متمثل في التحالف الصهيوني-البروتستانتي بقيادة دولة رعاة البقر". كما وصف البلدان العربية المشاركة فيه بأنها  "من دول الإماء والعبيد (...) ووقفت في صف الظلم في صف الكفر".

وأضاف في الشريط الذي يستغرق تسع دقائق "نحن في حرب طويلة (...) لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا سنوات. نحن في حرب ربما تطول عقودا من الزمن"، مؤكدا أن دول التحالف "قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدفين من القوات المجاهدة في جميع العالم".

وظهرت جبهة النصرة في سوريا مطلع العام 2012 بعد أشهر من اندلاع النزاع منتصف آذار(مارس) 2011 وأعلنت في نيسان(إبريل) 2013 مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وبدأت الولايات المتحدة في آب(أغسطس) توجيه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في العراق، قبل أن يتوسع نطاق هذه الغارات هذا الأسبوع ليشمل قواعد لهذا التنظيم في سوريا وكذلك أيضا أهدافا لجبهة النصرة. وشاركت في هذه الغارات خمس دول عربية هي السعودية والإمارات والأردن وقطر والبحرين.

وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تمكنت من "القضاء" على أعضاء في "جماعة خراسان" الإسلامية القريبة من تنظيم القاعدة، كانوا يستعدون لشن "هجمات كبيرة" في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتؤكد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن جماعة خراسان مرتبطة بجبهة النصرة. إلا أن ناشطين قالوا للمرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة نفسها هي التي استهدفت في الضربات.

وقد ذكر موقع "سايت" الأميركي لرصد المواقع الإسلامية المتطرفة يوم أمس السبت أن جهاديا قاتل في صفوف جماعة خراسان نشر سلسلة تغريدات تؤكد على ما يبدو مقتل زعيم الجماعة الإسلامية المتطرفة في غارة جوية أميركية في سوريا.

وبحسب "سايت" فقد نشر الجهادي سلسلة تغريدات على حسابه على موقع تويتر نعى فيها محسن الفضلي القيادي المخضرم في تنظيم القاعدة والزعيم المفترض لجماعة خراسان، وأبو يوسف التركي وهو قيادي آخر في الجماعة.

إلى ذلك، أعربت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن أسفها لمقتل سبعة مدنيين على الأقل في الغارات الجوية الأميركية في شمال غرب سوريا، داعية الى فتح تحقيق حول انتهاك محتمل لقانون الحرب.

وبينما تسري معلومات تتحدث عن خسائر مدنية أثر ضربات التحالف الدولي، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي الخميس أن الجيش الأميركي "لا يملك معلومات موثوقة" حول مقتل مدنيين.

لكن المنظمة غير الحكومية ومقرها نيويورك، أوردت شهادة ثلاثة من سكان قرية كفر دريان السورية في محافظة إدلب عبر السكايب مفادها أن رجلين على الأقل وامرأتين وخمسة أطفال قتلوا جراء إطلاق صواريخ في وقت مبكر الثلاثاء.

وفي مجال آخر، أعلنت بريطانيا التي انضمت أخيرا إلى حملة الضربات أنها تنفذ طلعات يوميا فوق العراق.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن مقاتلات تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي أصبحت تنفذ طلعات يومية فوق العراق وهي "مستعدة لمساعدة (القوات العراقية والكردية) على الأرض في حال حدوث مواجهات".

وتنطلق هذه الطائرات من قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص.

وكانت بريطانيا ومعها الدنمارك وبلجيكا وافقت الجمعة على الانضمام إلى فرنسا وهولندا في شن غارات جوية ضد التنظيم في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الأكثر تعقيدا في سوريا حيث يقيم التنظيم مقرات له.

إلا أن واشنطن قالت إنه لا يمكن هزيمة التنظيم في سوريا باستهدافه بغارات جوية فقط، مؤكدة أنها تحتاج إلى تدريب وتسليح نحو 15 ألف معارض "معتدل" لهزيمته.

وفي نيويورك، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "نزعة التدخل العسكري" للولايات المتحدة. وقال أمام الجمعية العامة للامم المتحدة إن "واشنطن أعلنت بوضوح حقها في استخدام القوة من جانب واحد في أي مكان بهدف الحفاظ على مصالحها".

وذكّر لافروف بالحملة العسكرية التي شنها الحلف الأطلسي في يوغسلافيا والحرب على العراق والحملة في ليبيا والحرب في أفغانستان أمثلة على العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وأدت إلى "الفوضى وانعدام الاستقرار".

وفي العراق، قتل الأمير العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية لمدينة الفلوجة خلال هجوم واسع نفذه التنظيم فجر اليوم الأحد على بلدة عامرية الفلوجة التي صمدت أمام سلسلة من الهجمات المتكررة، بحسب مسؤول في الشرطة.

 

 

التعليقات